في تطور جديد للأحداث المتعلقة بالوضع في غزة، أفاد تقرير خاص نشرته شبكة CNN الأمريكية بأن مسؤولا عربيا مصريا في المخابرات قام بإدخال تعديلات سرية على بنود صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار التي تمت الموافقة عليها من قبل حركة حماس مطلع الشهر الجاري.
والمثير في الأمر أن تلك التعديلات قد وُضعت دون موافقة أو علم الأطراف الأخرى المشاركة بما فيها الدوحة وواشنطن وكيان الاحتلال الإسرائيلي.
المسؤول المصري المذكور في التقرير، وفق المصادر المطلعة التي امتنعت عن البوح بهويتها، أجرى تغييرات جوهرية على شروط الاتفاق الأولي الذي وافقت عليه إسرائيل، مما أدى لتعقيد المسار التفاوضي واستمرار القتال. تلك الخطوة أثارت استياء واتهامات عابرة للقارات بين المسؤولين الأمريكيين، القطريين والإسرائيليين.
وقالت الأطراف في الكواليس الخفية أنه لقد تم خداع الجميع ، فيما كانت مشاعر الغضب والإحراج تتلبس مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، بيل بيرنز، المعروف بأسلوبه المتزن، والذي كان في طليعة الجهود الأمريكية للتوصل إلى تهدئة.
ولكن استطاعت الوكالة تسريب اسم الشخصية المصرية التي قامت بتلك التعديلات الخفية، وهي أحمد عبد الخالق، نائب أول لرئيس المخابرات المصرية، حسبما ذُكر في التقرير. الاتفاق، الذي أعلنته حركة حماس في 6 مايو/أيار، بدا وكأنه يحمل نصا مختلفا عما اتفق به القطريون والأمريكيون.
وكانت شبكة CNN الأمريكية قد حصلت على وثيقة سرية تبرز التفاصيل السابقة، وتكشف أن حماس كانت تسعى إلى وقف دائم لإطلاق النار وتحقيق هدوء مستدام، فيما كانت إسرائيل ترفض التحاور حول إنهاء الحرب قبل التغلب على حماس وتحرير الأسرى الإسرائيليين.
أما على الصعيد الدبلوماسي، فقد أعلم رئيس الوزراء القطري الإسرائيليين بأن المخابرات المصرية تصرفت من تلقاء نفسها، بما في ذلك محاولات من المصريين لطرح سيناريوهات بديلة عن نقاط الخلاف الرئيسية. فيما أعربت الإدارة الأمريكية عن دهشتها لهذا التصرف المصري الذي اعتبروه غير منطقي.
والجدير بالذكر، وفقا للمناقشات المزعومة، كانت الصفقة قريبة من الاستكمال قبل أن تضيف المخابرات المصرية مطالب إضافية لحركة حماس، مما جعل الأخيرة تقترب من الموافقة على ما تم التعديل عليه، ولكن تسبب نهاية باستمرار الحرب في القطاع.
وأدى الكشف عن هذه التعديلات لعودة المفاوضين، بما في ذلك بيرنز، إلى القاهرة للتباحث من جديد، وعلى الرغم من الجهود المبذولة، أشارت وكالة CNN الأمريكية بأن المحادثات توقفت مؤقتا وقد يتم استئنافها في أي لحظة.
لا شك أن ما ورد يكشف عن الصعوبات والتعقيدات التي تواجهها الدبلوماسية الدولية في التعامل مع قضايا الحروب ووقف النزاعات، ويبرز الدور الذي قد تلعبه الأطراف الوسيطة، والتي قد تكون خفية، في صياغة الاتفاقيات السياسية التي تحدد مصير الآلاف بل الملايين من البشر.