ولد جوليان أسانج، الصحفي والناشط الأسترالي في 3 يوليو 1971، واشتهر عالميا بدوره كمؤسس لمنظمة ويكيليكس في عام 2006، إذ تُعرف المنظمة بإصرارها على نشر وثائق سرية حساسة حصلت عليها من مصادر لا تُكشف عن هويتها، مما جعلها موضوعا للجدل والنقاش في أروقة السياسة والصحافة العالمية.
شكلت ويكيليكس في عام 2010 محور تركيز عالمي بعد نشرها لحجم هائل من الوثائق المتعلقة بحرب العراق وحرب أفغانستان، مُبرزة ممارسات قد ترقى إلى مستوى انتهاكات لحقوق الإنسان وأعمال غير قانونية.
ورغم المناقشات الجارية حول قانونية وأخلاقية هذه التسريبات، فلا يُنكر دورها في تعزيز الشفافية وإلقاء الضوء على بعض الظلال الخفية في المسرح السياسي والعسكري العالمي.
إذ لم تمر مسيرة أسانج دون تحديات فقد وُجهت إليه اتهامات بالاعتداء الجنسي في السويد في عام 2011، دفعته للجوء إلى سفارة الإكوادور في لندن لأكثر من 7 سنين في محاولة لتجنب التسليم.
وفي 2019، انتهى مأواه بالسفارة وسُلّم إلى السلطات البريطانية التي اعتقلته استجابة لطلب التسليم من الولايات المتحدة، حيث واجه تهما بموجب قانون الجاسوسية والتآمر لاختراق الكمبيوتر في أمريكا.
لقد ترك جوليان أسانج بصمة لا تُمحى على الصحافة العالمية والكشف عن الممارسات غير الأخلاقية وغير القانونية في السياسة العالمية. موقفه المثير للجدل من حرية الصحافة وإلقاء الضوء على الحقائق المُغيبة… جعل منه شخصية لا تُنسى، سواء اتفق الناس مع طرقه أم اختلفوا.
بالرغم من الجدل الذي يحيط بشخصيته والطريقة التي اختارها للكفاح من أجل الشفافية، لا يمكن اغفال دوره في تحدي الحدود التقليدية للصحافة وترويجه لعالم يسوده المزيد من الانفتاح.
وأخيرا، تُوج هذا المسار بإطلاق سراحه بكفالة في يونيو 2024، مُنهيا فصلا مُثيرا من حياته ربما يكون مُجرد بداية لمزيد من الفصول القادمة في قصة هذا الناشط الاستثنائي.