اشتهرت في الفترة الأخيرة تقنيات الذكاء الاصطناعي وكَثُر تداولها واستعمالها وخاصة تقنية ChatGPT، التي أصبحت حديث مواقع التواصل الاجتماعية، وملجأ لكثير من الاستفسارات والاستشارات في مختلف مجالات الحياة وعلومها، ومن أبرزها مجال العملات الرقمية، إذ قام الكثير من المستثمرين بأخذ نصيحة الذكاء الاصطناعي في استثمار العملات الرقمية ونسب النجاح الممكنة لهذا الاستثمار وغيرها من أمور تجارية.
من المعروف أن ChatGPT تستخدم من أجل مهام المحادثة بين طرفين، الطرف الأول هو المستخدم، بينما الطرف الثاني فإنه يكون الذكاء الاصطناعي شخصيا، إذ تستطيع تقنية ChatGPT فهم اللغة الطبيعية كالبشر ومحادثتك كما لو أنها من البشر أيضا.
ويمكن استخدام هذه التقنية حاليا في عمليات برمجة بعض الأكواد البرمجية وإنشائها من الصفر، لكن للأسف لم يمتلك بعد القدرة على تطوير شبكات بلوكتشين أو تحسين المهارات المستخدمة في التعامل معها.
تقنية ChatGPT تساعد في عملية المعرفة والتعلّم
تستطيع استخدام تقنية ChatGPT في عمليات البحث والتعلم لمختلف العلوم والمجالات، فمثلا يمكنك البحث عن ميزات لغة البرمجة ماتلاب واستخداماتها في الهندسة، أو البحث عن مجالات استخدام لغة البرمجة بايثون، التي بدأ البعض مؤخرا يقوم من خلالها ببناء عقود ذكية تتبع لمنصات العملات الرقمية.
وبالتالي فإن هذه التقنية توفر عليك الكثير من الوقت في عمليات البحث والدراسة، وتستطيع تطوير مهاراتك التعليمية في البرمجة وغيرها من المجالات بطريقة أكاديمية وأكثر احترافية، ولكن لن تُغنيك عن التعلّم الذاتي من بقية مصادر التعلم والمعرفة، بل يجب استخدامها جنبا إلى جنب مع طرق التعلم المختلفة سواء كانت في المؤسسات التعليمية أو عبر الشابكة.
تقنية ChatGPT تقدم لك المفاهيم المعقدة بلغة بسيطة ومفهومة
يمكن استخدام ChatGPT في شرح مصطلحات المرتبطة بالعملات الرقمية وأساليب التداول والاستثمار المرتبطة بها، مما يزيد قدرة الأشخاص على التعامل معها والاستفادة منها بشكل أكبر، والدخول في عالم العملات الرقمية في مجال محدد بيسر وسهولة، دون التكلف في مزيد من البحث والدراسة والمخاطرة في بناء القرارات الاستثمارية.
ونذكر مثالا على استخدام تقنية ChatGPT في تبسيط التعامل مع العملات الرقمية، كشرح المفاهيم المستخدمة في التداول مثل شرح كيفية إنشاء جدول التجزئة أو كيفية عمل خوارزمية الفرز السريع، ومن بعدها ستقوم تقنية ChatGPT بالإجابة عن تساؤلاتك وعرض إجابة بسيطة ومفهومة في نفس الوقت، بطريقة تفهم من خلالها المعلومة التي تبحث عنها، أكثر مما لو بحثت عنها في مصادر كثيرة متشعبة، لأن هذه التقنية تقوم بجمع معلوماتها من مصادر كثيرة، ومن ثم تقوم بتقدمة ملخص لما وجدته بطريقة علمية ولغة سليمة وواضحة.
صَدِّق عزيزي القارئ أنه يمكن لتقنية ChatGPT أن تشرح لك لغة البرمجة جافا سكريبت وكيفية كتابة أكوادها بلغة إنجليزية مفهومة وبسيطة، كما يمكنك إنشاء عملك الخاص من هذه التقنية، عبر تقديم دروس وشروح توضيحية عن كيفية التعامل مع العملات الرقمية والاستثمار بها، من خلال إجابات الذكاء الاصطناعي المدروسة لمختلف المجالات والصناعات.
تقنية ChatGPT ستساعدك في تعلم البرمجة
تمكن تقنية ChatGPT من الحصول على رؤوس أقلام حول التعليمات البرمجية والغرض الذي تستخدم لأجله، إلى جانب تقدميها لك برامج مختصرة وفق مدخلات محددة تقوم بتعيينها، وبالتالي فإن هذه الخطوة ستكون هي البداية لك لتعلم البرمجية والبدء في تصميم الخوارزميات والبرامج الفردية، وصولا لتمكنك من برمجية المئات من الأسطر البرمجية بشكل احترافي وعلمي.
يمكنك الحصول على هذه المعلومات والبرامج من خلال الطلب من ChatGPT إعطاؤك كود برمجي لوظيفة محددة، مثلا إعداد برنامج بلغة بايثون يحاكي تصميم آلة حاسبة، أو تصميم برنامج بلغة جافا سكربت لعكس سلسلة رياضية ما.
وعلى الفور ستعطي ChatGPT النتيجة المقابلة لطلبك المدخل، ستكون نتيجة علمية مبنية على مكتبات لغة البرمجة التي طلبتها، كما لو أن مبرمجا محترفا كتب الكود وأرسله لك، لكن لا يخلو الأمر من وجود بعض الأخطاء البسيطة في التصميم، فقد يكون الكود موجه لتطبيق يختلف بعض الشيء عن الشيء الذي تفكر فيه، لذلك فإنه يمكنك التحرير على الكود والقيام بنسخه وتعديله واستخدامه لاحقا في مشروع ما تعمل عليه.
الإبداع في إيجاد برامج وخوارزميات رياضية ولغوية باستخدام الذكاء الاصطناعي
يمكنك استخدام تقنية ChatGPT في حل المشاكل والإبداع في إيجاد حلول تقنية مختلفة، إلى جانب إيجاد برامج لأداء مهام لغوية أو العمل وفق خوارزمية إحصائية أو رياضية، مثل طلب إيجاد برنامج يقوم بقراءة نص ما ومن ثم إيجاد عدد حروف العلة الموجودة فيه، أو إعطاء برنامج يقوم بالبحث عن أصغر رقم في مصفوفة رياضية محددة.
وتكمن الفائدة هنا من خلال إعادة قراءة الحل الذي تقدّمت به تقنية ChatGPT، ومحاولة فهم النص البرمجي المعطى وإيجاد نص مماثل وكتابته بنفسك، مما يسهم في تطوير المهارات والخبرات واكتساب المزيد من المعرفة، وليست الفائدة بالتواكل عليه في إنجاز المهام وإلغاء إعمال العقل ودوره في استنباط الحلول والتعامل مع المشاكل، فبالنهاية تبقى تقنيات الذكاء الاصطناعي على اختلافها من صنع البشر وتطويرهم.
التعاون مع مبرمجين ومطورين من مناطق مختلفة حول العالم
تمكنك تقنية ChatGPT الذكية من التواصل مع مطورين ومبرمجين آخرين وتبادل الخبرة والمعرفة معهم، فبعد طلبك من الذكاء الاصطناعي الحصول على حل مشكلة ما، يمكنك القيام بمشاركة الحل الذي حصلت عليه، وإرساله للمبرمجين والحصول على تعليقاتهم ومراجعاتهم، وكذلك يمكنك الاضطلاع على مناقشات أخرى بين المطورين كانوا قد قاموا بطرحها على الذكاء الاصطناعي ومن ثم عمدوا إلى مراجعتها فيما بينهم.
الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن يُستبَدل مكان البشر
وهنا نخلص إلى نتيجة مهمة، أنه مهما تطورت التقنيات الموجود مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات وغيرها، فإنها لن تكون بديلا عن البشر وخاصة في عملية التعلم واكتساب الخبرات، فالتقنيات الذكية لن تكسبك المهارة من دون أن تبذل جهدا في تمرين عقلك عليها ومن ثم الممارسة العملية حتى تنتقل هذه المعلومات إلى ذاكرتك طويلة الأمد لتتخزن فيها، فالعلماء لم يقوموا بتطوير التقنيات إلا من أجل تخفيف العبء عن الإنسان وليس إلغاء دوره.