الذكاء الاصطناعي (AI) هو تكنولوجيا تمكن الآلات من تقليد قدرات البشر مثل التعلم والتفكير والإبداع. ومع ذلك، قد يستخدم الذكاء الاصطناعي أيضا لأغراض سيئة، مثل إنشاء أدلة هوية مزيفة تستخدم لخداع أو سرقة أو الاحتيال على الآخرين.
هذه المخاوف تصبح أكثر إلحاحا في عالم العملات الرقمية، حيث تطلب العديد من منصات التداول إجراءات “اعرف عميلك” (KYC) للتحقق من هوية المستثمرين والتجار.
هذه الإجراءات تهدف إلى منع غسيل الأموال وتمويل الإرهاب والأنشطة الإجرامية الأخرى.
ومع ذلك، قد يستخدم الذكاء الاصطناعي لإنشاء أدلة هوية مزيفة تبدو حقيقية وتستخدم للوصول إلى خدمات أو سحب أموال من المنصات. وقد حذر بعض المديرين التنفيذيين في صناعة العملات الرقمية من هذه المخاطر.
تحذير من قبل رئيس منصة بينانس
أحد هؤلاء المديرين التنفيذيين هو المؤسس والرئيس التنفيذي لمنصة بينانس، وهي أكبر منصة تداول عملات رقمية في العالم من حيث حجم التداول.
في 9 أغسطس، نشر مؤسس منصة بينانس على X (تويتر سابقا) رسالة تحذيرية بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة العملات الرقمية، وقال:
هذا مخيف جدا من منظور التحقق عبر الفيديو، لا ترسلوا عملات رقمية للناس حتى لو أرسلوا لك مقطع فيديو.
أشار مؤسس منصة بينانس إلى مثال على كيف يمكن للذكاء الاصطناعي إنشاء صور رمزية وفيديوهات وأصوات تشبه شخصا حقيقيا.
وقد شارك فيديو يظهر جوشوا شو، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لـ HeyGen، وهي شركة تقوم بإنشاء الفيديوهات الرقمية باستخدام الذكاء الاصطناعي.
وفقا لجوشوا شو، تم إنشاء مقطعي الفيديو بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي، وهما يعرضان الصورة الرمزية والصوت المستنسخ لجوشوا شو. وأضاف أن شركته تعمل على تحسين جودة الفيديو والصوت لتقليد لهجته وأسلوبه في الكلام.
وقال جوشوا شو إنه سيتم نشر هذه التقنية قريبا في الإنتاج، مما يتيح لأي شخص إنشاء صورة رقمية تشبه الحياة الواقعية في دقيقتين فقط.
ماذا يعني هذا لصناعة العملات الرقمية؟
إذا كان أي شخص يمكنه إنشاء صورة رقمية تشبهه، فقد يكون من الصعب التحقق من هوية المستخدمين على منصات التداول.
مثل العديد من المنصات الأخرى، تطلب منصة بينانس من المستخدمين إرسال مقطع فيديو يظهر فيه وجههم ووثيقة هويتهم للحصول على خدمات معينة أو سحب أموالهم.
ولكن ماذا لو كان المستخدم يستخدم صورة رقمية مزيفة أو صوتا مزيفا، فكيف يمكن للمنصات التأكد من أن المستخدم هو نفسه.
هذه هي التحديات التي تواجه صناعة العملات الرقمية مع تطور الذكاء الاصطناعي. وقد حذر كبير مسؤولي الأمن في منصة بينانس جيمي سو سابقا من أن التزييف العميق للذكاء الاصطناعي قد يصبح قريبا غير قابل للكشف بالعين المجردة.
ولحل هذه المشكلة، قد تحتاج صناعة العملات الرقمية إلى ابتكار طرق جديدة للتحقق من هوية المستخدمين، مثل استخدام بصمات الأصابع أو التعرف على قزحية العين أو بروتوكولات بلوكتشين. كما قد تحتاج إلى تثقيف المستخدمين حول المخاطر المحتملة والطرق لتجنبها.