تحولت ظاهرة التبرعات بلحوم الأضاحي إلى نشاط تجاري يستغله بعض المتسولين في المدن الكبرى في المغرب، الأمر الذي يحقق لهم إيرادات مالية مهمة، ما دفع خبراء الصحة إلى التحذير من مخاطر تداول هذه اللحوم في الأسواق دون مراعاة معايير السلامة الغذائية.
تجد تبرعات صدقة عيد الأضحى -التي من المفترض أن تذهب للفقراء والمحتاجين- طريقها إلى الأسواق حيث يعرضها المتسولون بأسعار منخفضة تجتذب الطبقات الأقل دخلا، متجاهلين بذلك مخاطر تلوث هذه اللحوم والتهديد الذي قد يشكله على الصحة العامة.
ويستغل البعض النية الطيبة في الكرم المغربي، فالعديد من المغاربة يقومون بالتبرع بكميات من لحم الأضحية استجابة لطلب بعض الأشخاص الذين يظهرون الحاجة والعوز، حيث يعاد بيع اللحوم في أحياء المدينة، خاصة في اليوم الثالث لعيد الأضحى حيث يمتلئ الشارع بمن يقومون بهذا النوع من التجارة.
هذه الممارسة، التي يعود تاريخها إلى سنين مضت في المغرب، لا تزال مستمرة حتى اليوم على الرغم من الانتقادات الواسعة. يرى بعض الأفراد أن إعادة بيع لحوم الأضاحي تمثل تجارة غير أخلاقية، يستفاد منها المتسولون على حساب كرم المتبرعين، معتبرين ذلك نوعا من الاحتيال والاستغلال.
ورغم الظروف القاسية التي يعاني منها بعض الأشخاص أو العائلات، إلا أنه يجب مراعاة عدم الاتجار باللحوم بطريقة غير مشروعة أو غير مراعية للظروف الصحية المناسبة لحفظ اللحوم، خاصة أن هذه الأضاحي يتم ذبحها قربانا لله وتقربا إليه، ويجب منحها للآخرين مجانا بدون أي مقابل.