ولدت ظاهرة جديدة أحدثت ضجة كبيرة في قلب متجر Steam، والحديث هنا عن لعبة بانانا، اللعبة البسيطة التي استطاعت بفكرة غير تقليدية وجذابة أن تحتل مكانا ضمن قائمة الألعاب الأكثر شعبية على المنصة، متحدية بذلك الأسس التي استقرت عليها معايير نجاح الألعاب على Steam.
في زمن قياسي، استقطبت بنانا أنظار الجمهور لتقفز إلى الصدارة متجاوزة بذلك لعبة “دوتا 2” وتقترب من نطاق Counter Strike 2، الأمر الذي لم يكن متوقعا من لعبة بسيطة الفكرة أن تصل إلى هذا الحد.
ومع تخطيها لحاجز الـ 900 ألف لاعب في غضون 24 ساعة، فإن بنانا تُعيد صياغة مفهوم التفاعل والجذب في عالم الألعاب الإلكترونية.
تتحدى اللعبة الفكرة التقليدية لما يمكن أن تكون عليه لعبة ناجحة، فهي خالية من القصص، الشخصيات، أو حتى أطوار اللعب المتعددة، تقوم ببساطة على فكرة النقر على موزة ومحاولة زيادة العدد في تحد ساخر وممتع، كما أن سهولة الدخول المجاني إليها والتفاعل الجذاب داخلها أكملت جاذبيتها الفريدة.
وهنا يتساءل الكثيرون عن سر هذا النجاح الفوري الذي حققته هذه اللعبة، في حين أن البعض يعتبر أن آلية التسويق والتوزيع داخل اللعبة كانت العامل الأبرز في هذا الانتشار، ويأتي ذلك فضلا عن الاستراتيجية المعتمدة على جمع وبيع القطع النادرة داخل اللعبة، ما يضفي عليها طابع الحصرية والتنافس للحصول على النوادر.
تعتمد على المهارة والمجهود للحصول على القطع النادرة، وعلى عكس ألعاب أخرى فإن بنانا تقدم نمطا جديدا حيث الصدفة والحظ هما سيدا الموقف. حيث يكفي أن تبقي اللعبة نشطة لزيادة فرصك في الحصول على هذه القطع الثمينة.
وتستمد بنانا قوتها من البساطة الكامنة، إذ أنه في عالم الألعاب الجديد دائما ما يلقي بظلاله على مشهد الترفيه الرقمي، وربما هنا يكمن جوهر الابتكار الحقيقي.
خلقت بنانا مسارا مختلفا في استراتيجية لم تراهن عليها كبار الأسماء، جعلها حديث مجتمع الألعاب والمستخدمين الذين يلهثون وراء كل ما هو غير مألوف وفريد. ويمكن تجربة اللعبة على متجر ستيم من هنا.
في ختامها، تظهر فورة بنانا أن البساطة والابتكار، معا، يمكنهما خلق تحولات ضخمة في سوق الألعاب عبر الإنترنت، مطلقة بذلك تساؤلات حول مستقبل الألعاب الإلكترونية وما هي الأسباب التي يمكن أن تجعل منها لعبة ناجحة فعلا في أعين اللاعبين.