قام كوكسال بابا بحذف تغريدته المسيئة للسعودية وذلك بعد إعلان الشركات السعودية سحب كامل عقودها مع كوكسال بسبب ما نشره من محتوى يسيء للسعودية في خطوة منها لردع المذكور عن تصرفه.
ويأتي هذا الإجراء بعد قيام كوكسال بابا بنشر صورة الرئيس التركي الراحل “أتاتورك” وذلك على خلفية إلغاء مباراة السوبر التركي في الرياض بسبب قيام اللاعبين بارتداء قمصان عليها صورة الرئيس أتاتورك ورفع صور له وعليها عبارات “سلام في الوطن.. سلام في العالم”
وعلى الرغم من الحماس والتطلع لإقامة المباراة وفقا للقوانين الدولية والقواعد الرياضية، إلا أن التوافق الذي تم التوصل إليه خلال الاجتماعات التحضيرية للمباراة لم يلقَ استجابة من الفريقين.
تم إلغاء مباراة السوبر التركي بين فريقي غلطة سراي وبشكتاش، التي كان من المقرر إقامتها اليوم في العاصمة السعودية الرياض، بسبب رفض الناديين التركيين الامتثال للقوانين التنظيمية للمباراة، والتي تمنع رفع أي صور أو شعارات تتعلق بالزعيم التركي الراحل مصطفى كمال أتاتورك.
وقالت مصادر مطلعة إن الناديين التركيين أصروا على رفع لافتة تحمل صورة أتاتورك وعبارة “سلام في الوطن، سلام في العالم“، وكذلك لبس قمصان تحمل صورته، ما اعتبره المنظمون انتهاكا للبروتوكول الرسمي واستفزازا للجماهير السعودية، التي تنظر بعداء إلى أتاتورك بسبب دوره في تأسيس الجمهورية التركية العلمانية وإلغاء الخلافة الإسلامية.
وأضافت المصادر أن الاتحاد السعودي لكرة القدم سيطلب تعويضا بقيمة 40 مليون دولار من الاتحاد التركي بسبب الإلغاء، والذي تسبب في خسائر مالية ولوجستية وإعلامية كبيرة، وأثار غضب الجماهير السعودية، التي كانت تتطلع إلى مشاهدة مباراة مثيرة بين نجوم الكرة التركية.
فيما أفادت وسائل إعلام تركية أن الرئيس التركي طيب اردوغان طلب من رئيس الاتحاد التركي لكرة القدم نهاد أوزديمير تقديم استقالته.
وأضافت الوسائل الإعلامية أن اردوغان طالب أوزديمير بإجراء تغييرات جذرية في الجهاز الفني والإداري للاتحاد والمنتخب، وأنه حذره من أنه سيواجه عواقب وخيمة إذا لم يستجب لمطالبه.
أما عن البيان السعودي للحادثة وعلى الرغم من أنه غير مرغوب، فيشير إلى أن إدارة موسم الرياض ملتزمة بتعزيز التعاون الرياضي الدولي وبناء جسور التواصل بين الثقافات والشعوب من خلال الفعاليات الرياضية المقبلة.
كوكسال بابا، والمعروف أيضاً باسم بكتاش أوغلو، وهو بلوجر تركي من مواليد عام 1975، ينحدر من مدينة طرابزون على الساحل الشمالي لتركيا.
يُعتبر كوكسال بابا من الشخصيات البارزة على الإنترنت، ويبلغ من العمر 46 عاما.
ولد بكتاش أوغلو بمرض وراثي نادر أثّر في نموه، ما أدى إلى بقاء طول قامته قصيرا وإعطائه مظهراً فريداً، وهو ما ساهم بشكل كبير في شهرته.
يعيش كوكسال بابا حاليا مع عمه بعد وفاة والديه.
على الرغم من تحديات مرضه، إلا أنه كان شغوفاً بلعبة الملاكمة وتمكن من تحقيق نجاح كبير في هذا المجال، حيث فاز بلقب بطولة الملاكمة التركية للناشئين لثلاث سنوات على التوالي. وعلى الرغم من ذلك، قرر الاعتزال عن الملاكمة في عام 2010.
في عام 2015، بدأ كوكسال بابا مغامرته في عالم وسائل التواصل الاجتماعي، حيث قام بنشر مقاطع فيديو فكاهية توثّق تفاصيل حياته اليومية.
سرعان ما أثار انتباه المتابعين، وأصبح يتمتع بمتابعة ضخمة تتألف من ملايين المعجبين حول العالم، بما في ذلك بلده الأم والمجتمع العربي وأسيا وأوروبا.
شهد عام 2016 بداية انطلاقته الحقيقية، حيث قام بنشر فيديو يظهر فيه وهو يتحدى رجلاً أكبر منه حجما في الشارع. لقي هذا الفيديو اهتماماً كبيراً وحصد أكثر من 6 ملايين مشاهدة، ومنذ ذلك الحين أصبح معروفا بتصرفاته الكوميدية وسرعة غضبه.
حالياً، يمتلك أكثر من 4 مليون متابع على حسابه في إنستجرام، وأكثر من 2 مليون متابع على تيك توك، وأكثر من مليون متابع على يوتيوب. كما حصل أيضاً على درع اليوتيوب الذهبي بعد تجاوز قناته المليون متابع.
في العام الماضي، قدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لكوكسال بابا هدية خاصة، وهي سيارة حمراء تعمل بالبطارية، بناء على معرفته بحبّه للسيارات.
وعلى خلفية الحدث الخاص بمباراة السوبر التركي، فقد قام كوكسال بالتراجع عن موقفه الإعلامي الداعم لفريق بلاده وقام بحذف صورة الرئيس التركي أتاتورك من حسابه، وذلك في محاولة منه لإعادة ما خسره من عقود مع الشركات السعودية.