قامت السعودية بتحقيق إنجاز رهيب في المال والاقتصاد الوطني، إذ استطاعت من خلال منشأة الجمرات بيع الكثير من الحصى لحجاج بيت الله الحرام في مكة المكرمة والمدينة المنورة لرجم الشيطان كنسك أساسي من مناسك فريضة الحج.
ما هي منشأة الجمرات السعودية؟
منشأة الجمرات في مكة المكرمة – هي مشروع سعودي ضخم تم إحداثه لخدمة الحجاج خلال أيام الحج لتمكينهم من رمي الجمرات بيسر وأمان. يحوي هذا الهيكل على 5 طوابق بطاقة استيعابية تصل إلى 300 ألف حاج في الساعة، وقد روعي في تصميمه إمكانية التوسع ليشمل 12 طابقا.
المنشأة مُجهزة ببنى تحتية كبيرة تشمل 6 مباني خدمات، مهبطين لطائرات الطوارئ، مصاعد لنقل سيارات الإسعاف، ومحطات لتوزيع الطاقة الكهربائية وأجهزة مولدة. كما تحتوي على 11 مبنى مجهزا بسلالم كهربائية لتيسير دخول وخروج الحجاج، بإجمالي 328 سلما.
يوجد أيضا 13 نظاما لضمان الأمن والسلامة والتنظيم، مثل أنظمة المراقبة بالكاميرات، البث التلفزيوني، العد الإلكتروني للحشود، أنظمة الإرشاد والنداء العام، وأنظمة إدارة المباني والطاقة الاحتياطية، بالإضافة إلى عربات كهربائية لنقل الحجاج وغيرها من الخدمات.
أما بالنسبة للتبريد، فتُستخدم في المنشأة وحدات تكييف متنوعة ومراوح بالرذاذ لضمان التلطيف الجيد للهواء بهدف خفض درجات الحرارة لراحة الحجاج. وتوجد مجموعة من 4 أنفاق مربوطة مع جسر الجمرات من منطقة الشعيبين حتى الدور الثالث لبناء الجمرات، إذ يتم التحكم بهذه الجسور والأنفاق عن بُعد لتنظيم حركة الحجاج والمركبات بكفاءة.
مؤسسة جمرات الحج السعودية تحقق أرباحا خيالية
تحقق منشأة الجمرات السعودية دخلا ماديا كل عام، والصدمة هي في قيمة الأرباح التي حققتها هذه المؤسسة لهذا العام، إذ تمكنت من بيع كمية قياسية من أكياس الحصى لحجاج بيت الله الحرام بأرباح صافية تجاوزت قيمتها 4.2 مليار ريال سعودي، والتي تعادل أكثر من 1.2 مليار دولار أمريكي.
هذا الرقم الضخم وغير المتوقع يعكس المكاسب التي تحققها المملكة العربية السعودية من خلال بيعها للحصى للحجاج مرارا وتكرارا وتحقيق أرقام خيالية تعادل اقتصاد دول بعين ذاتها.
وتعقيبا على هذا الموضوع، فالإيجابي هو التسهيلات التي يتم تقديمها لحجاج بيت الله الحرام في أداء مناسك الحج، بالإضافة إلى أن هذه العوائد المالية يمكن استخدامها في تقديم خدمات أفضل بما فيها التكييف والتبريد والرش بالمياه للحجاج لتخفيض حرارة الطقس الحارة.
أما الجانب السلبي بنظر البعض، فهو استغلال العبادة والطاعة للبيع وكسب المال على حساب أداء نسك من مناسك الحج والذي يعتبر فريضة وشريعة شرعها الله عز وجل، ويرى البعض أن في بيع الحصى تعد على حقوق المسلمين في الحصول عليها مجانا، فهل أصبح رجم الشيطان مقابل المال!
ختاما، نتمنى أن يسهل الله على حجاج بيت الله أداء هذه الشعيرة والفريضة وأن يكرم قلب كل مشتاق ومحب لمكة ولمدينة رسول الله بأن يراها قريبا برفقة أهله وأحبته، وأن يكرمكم ثواب هذه الفريضة العظيمة.