تحدث تشارلز هوسكنسون، الرئيس التنفيذي لشركة كاردانو، خلال قمة الويب لعام 2022 التي عقدت في أوائل نوفمبر الجاري، عن ضرورة توافر الهوية اللامركزية للبلوكتشين، التي تضمن استمرار العمل في سوق العملات الرقمية، دون الوقوع في إشكاليات مع الجهات التنظيمية والحكومات المحلية تحت بند مكافحة غسل الأموال.
يشير هوسكنسون أن منصات تداول العملات الرقمية المركزية، أمثال Coinbase وKraken، تكون مضطرة للامتثال للقواعد والسياسات التي تضعها هيئة الرقابة الدولية لمكافحة غسل الأموال، وتكون هذه الهيئة معنية بالإجراءات المالية بما فيها عمليات تداول العملات الرقمية بين المنصات تحت بند ما يسمى “توصيات مجموعة العمل المالي”.
تقوم “توصيات مجموعة العمل المالي” بإجبار مؤسسي منصات العملات الرقمي ومقدمي خدماتها على الاحتفاظ بمعلومات محددة ترتبط بالمنشئ والمستفيد ونقلها بشكل آمن وفوري، وذلك عند إجراء تحويلات للعملات الرقمية والتي تتجاوز حد 1000 دولار/يورو.
تستخدم فرقة العمل التابعة لهيئة الرقابة الدولية قاعدة “توصيات مجموعة العمل المالي”، وذلك لمنع المجرمين من اللجوء للتحويلات المالية للقيام بأنشطة غير مشروعة. وتستطيع السلطات أن تحصل على نسخة من سجل المعاملات في حال الاشتباه بنشاط غير شرعي.
ويضيف هوسكنسون مشيراً إلى نقطة مهمة قد يغفل عنها الكثيرون، وهي أنه إذا جرى تفسير قاعدة “توصيات مجموعة العمل المالي” من قبل منصات العملات الرقمية على أنها تسمح لمستخدميها بتحويل العملات الرقمية ضمن شبكة العملة فقط، دون إتاحة تحويل عملاتهم إلى محافظ خارجية، عندها في هذه الحالة سيفقد المستخدم حرية الوصول إلى عملاته كما يريد.
وتحدث هوسكنسون عن إمكانية إيجاد تركيبة جديدة تجمع بين الهوية اللامركزية للمعاملات المرتبطة ببلوكتشين، والمعايير التي تضعها هيئة الرقابة الدولية لمكافحة غسيل الأموال، حيث يمكن فعل ذلك على مستوى المعاملات بين الكيانات المركزية والكيانات غير المركزية، وسيكون سلساً ومجدياً في العمل وستدفع رسوم المعاملات كما جرت العادة.
يجد هوسكنسون أن العديد من المنصات المركزية التي تلعب دوراً أساسياً في حركة السوق، ترغب وبشدة الحصول على الهوية اللامركزية.
قام بنك جي بي مورغان بإجراء أول تداول لامركزي باستخدام بيانات اعتماد يمكن التحقق منها تم تضمينها في العقود الذكية، والتي تعتبر كأول تجربة تجمع بين المركزية واللامركزية. هذه البيانات التي استخدمها تكون متاحة للتحكم من قبل الأشخاص الذين سُمِح لهم بالمشاركة في المعاملة. هذا التداول الذي طرحه مورغان قام باستبدال الدولار السنغافوري بالين الياباني عبر تجمع Aave المصرح به.
ويقول هوسكنسون إن التنافس بين الهوية المركزية والهوية اللامركزية سيكون الحدث الأكبر اشتعالاً في فضاء العالم الرقمي خلال العامين القادمين، ويتطلع إلى فوز الكيانات اللامركزية في هذا الصراع.
يشدد مؤسس كاردانو على أهمية وجود اقتصاد بهوية لامركزية، لأن الهوية اللامركزية تعتبر ذات وجود حيوي تضمن للعملات الرقمية أن تظهر إمكاناتها كأداة للشمول المالي. وإن ما يثبط المستخدمين اليوم في السوق على استخدام التمويل اللامركزي، الهوية الاقتصادية القديمة التي يعمل ناشطوها كحراس بوابة ائتمان، يمنعون وجود مثل تلك المعاملات بطابعها اللامركزي.
وتدير كاردانو اليوم عدة مشاريع والتي لا تزال في طورها التجريبي، تكون جامعة للهوية اللامركزية بالتوازي مع الأنظمة الاقتصادية القديمة. وتوفر هذه المشاريع كما قال هوسكنسون، قروض التمويل الأصغر للكيانين في معاملات شاملة.
ويشير إلى أن الهدف من هذه المشاريع، توفير المجال للمستخدم بحيث يستطيع إرسال العملات الرقمية إلى شخص ما يملك النوعين من الهويات في سوق العملات. والأمر يكون متعلقا بانتشال الناس من الحالة التي يكونون فيها تحت رحمة التجربة من الطرف الوسيط الذي يستغلهم ليكمل إجراء معاملتهم المالية.
ويجيب هوسكنسون عن سؤال طرح إليه بخصوص إمكانية الدفع على تويتر من خلال عملات دوجكوين، قال أنه من الصعب اليوم توسيع نطاق عمل شبكة دوجكوين. بل يقترح استخدام عملة BNB الرقمية، وخاصة بعد مساهمة شركة بينانس باستحواذ ماسك على تويتر عبر تقديمها الدعم له بمبلغ تجاوز 500 مليون دولار.