أصدرت محكمة أمريكية معنية بالحكم القضائي بحق سام بانكمان فريد، مؤسس منصة FTX للعملات الرقمية، حكمها القضائي بحق المتهم بقضايا سرقة مليارات الدولارات من مستخدمي منصته للعملات المشفرة.
ويقضي حكم المحكمة بحبس المتهم لمدة 25 عاما مقابل سرقته أكثر من 8 مليارات دولار أمريكية وقضية التآمر والاحتيال ضد الموظفين والمستخدمين في منصته FTX التي كانت تعتبر أضخم منصات العملات الرقمية في العالم.
وكانت صديقة بانكمان قد شهدت بأن شركة ألاميدا للأبحاث “Alameda recearch” قد سرقت 14 مليار دولار من مستخدمي وعملاء منصة FTX خلال فترة قيادتها للشركة الأولى.
وأكدت مديرة شركة ألاميدا أن صديقها سام بانكمان قد قام بالعبث معها وتوجيهها للقيام بجرائم السرقة تلك وتكبيد عملاء المنصة خسائر فادحة أطاحت بسوق العملات الرقمية.
وتصل مدة الادعاء التي رفعت بحق سام بانكمان إلى الحكم بمدة سجن لا تقل عن 40 وحتى 50 عاما، كعقاب لمرتكب أكبر جرائم السرقة والاحتيال في تاريخ أمريكا.
وبرر المدعى العام في المحكمة أن هذه المدة الكبيرة من العقوبة هي من باب حماية الجمهور من ارتكاب المزيد من مثل هذه المخالفات التي تتسبب بالضرر للكثير من المستخدمين والمستثمرين في السوق المالية والرقمية.
وتشير توقعات بعض المسؤولين إلى أنه من المتوقع أن يتم إعادة استئناف حكم المحكمة بحق بانكمان في وقت لاحق، من دون الإفصاح عن إمكانية تخفيض العقوبة أو تشديدها أيضا.
وعلى العموم، فإن بانكمان فريد مطالب الآن بدفع تعويضات لعملاء منصته سابقا تتجاوز قيمتها 11 مليار دولار أمريكي، بعد تسببه بخسائر بليغة لهم تجاوزت 14 مليار دولار أمريكي خلال أيام قليلة.
ادعى ماريو نوفل، مؤسس مجموعة IBC Group، عبر التويتر بأن سام بانكمان فريد مؤسس شركة FTX أنه قد قام بسحب أموال كبيرة من الشركة خفية بناء على طلبه.
ويشير ماريو إلى أن شخص موجود في شركة FTX التي أشهرت إفلاسها بعد الانهيار الأخير، قد قام بمشاركة هذه المعلومة التي أفادت بسحب بانكمان لكمية كبيرة من العملات خارج محفظة الشركة إلى شركة ألاميدا وكيانات أخرى غير معروفة.
ويشير غاري وانغ وفق المعطيات إلى استخدام بانكمان طريقة ملتوية ليلتف بها على جميع المستخدمين في المنصة. حيث تحدث ماريو عن الاختراق الذي قد تعرضت له منصة FTX يوم الجمعة، والتي خسرت إثره أكثر من 400 مليون دولار من عملات رقمية مختلفة، قد جرى نقلها خارج محافظ المنصة. فيما أشارت الإحصائيات إلى تجاوز العملات الرقمية المستنزفة من محافظ FTX حدود 600 مليون دولار حتى تاريخ اللحظة.
وكان قد أُخبر ماريو من قبل أحد الموظفين السابقين في منصة FTX، أن سحب مبلغ 400 مليون دولار من العملات الرقمية، ليس بالأمر الصدفة أو من الممكن أنه حدث بالخطأ، لأن الأمر يتطلب موافقات يدوية وعدة شيكات تحتاج لتصديق المسؤولين في الشركة.
قام يونغ دوت، كبير المهندسين السابقين في FTX، بالرد على تغريدة ماريو بتغريدة مقابلة. أشار فيها إلى أن الاختراق الأخير كان متاحا بسبب وسيلة الالتفاف “elx trapdoor” التي اعتمد عليها بانكمان فريد، والتي قام بتجهيزها موظفو الشركة قبل تسعة أشهر بناء على تعليماته. وأضاف أيضا أن العملات الرقمية التي تم نقلها باستخدام هذه الوسيلة قد تجاوزت حدود 783 مليون دولار.
وبعدما أشهرت FTX إفلاسها عقب أزمتها الأخيرة، دعا مؤسس شركة بينانس إلى مشاركة بياناتها التي تثبت احتياطاتها من العملات الرقمية، وذلك في محاولة إعادة الثقة المفقودة لسوق العملات الرقمية.
واعترف كريس مارساليك، رئيس شركة Crypto.com، بارتكاب خطأ قبل ثلاثة أسابيع عندما قام بتحويل 400 مليون دولار من عملة إيثيريوم عن طريق الخطأ إلى العنوان غير الصحيح.
وتشير شركة كريبتو، إلى أن مارساليك كان ينوي نقل عدد من عملات إيثيريوم إلى إحدى المحافظ الباردة، لكن عوضا عن ذلك قام بتحويل 320 ألف عملة من الإيثيريوم إلى إحدى محافظ شركة Gate.io.
وتمت إعادة العملات بنجاح إلى الشركة بعد ذلك. لكن هذا الأمر لم يمر بسهولة كما أراد مارساليك، فكان قد تكرر الخطأ قبل ذلك في أغسطس الفائت، عند قيام المنصة بإرسال 7.2 مليون دولار من العملات الرقمية إلى أحد المستخدمين، الذي كان يتوجب أن يستقبل استردادا بقيمة 69 دولار فقط. وقامت المنصة بمقاضاة الشخص لاسترداد أموالها.
وحذرت شركة بينانس من أمر هام جدا أشارت إليه عقب تحفيز نظيراتها على إثبات احتياطاتها، وهو موضوع اضطرار منصات العملات الرقمية إلى نقل كميات كبيرة من العملات قبل أو بعد تقديم الإثباتات، الأمر الذي يسلط الضوء على وجود مشاكل كبيرة محتملة تواجه المنصة.
قدمت منصة العملات الرقمية FTX خطتها لإعادة هيكلة الشركة بهدف إنهاء حالة الإفلاس. ووفقًا للبيان الصادر في 16 ديسمبر، الذي نشره مكتب المحاماة Kroll تحت الوثيقة رقم 4861، سيتم حساب قيمة الأصول لتلبية مطالب الدائنين استنادًا إلى الأسعار في تاريخ تقديم منصة FTX لطلب الإفلاس في نوفمبر 2022.
تأسست المنصة على يد سام بانكمان-فريد وأعلن عن إفلاسها في نوفمبر 2022. ووفقًا لتقرير مديري FTX، تسبب في إفلاس المنصة حالة التحكم الصارمة من قبل مجموعة صغيرة من الأشخاص الذين زعموا زورا أنهم يديرون الشركة بشكل مسؤول، لكن في الواقع كان لديهم اهتمام ضئيل بالرقابة على الأعمال.
وفقًا للخطة الجديدة المقدمة في محكمة ديلاوير، سيتم حساب قيمة مطالب الدائنين استنادًا إلى أسعار العملات الرقمية في تاريخ تقديم طلب الإفلاس. وأكد محامو المنصة أن الهدف من الخطة هو “توزيع القيمة بشكل أقصى وفعال بين جميع الدائنين”.
في 11 نوفمبر 2022، كان سعر البيتكوين حوالي 17.5 ألف دولار، وفقًا لبيانات CoinGecko، وكان سعر العملة الخاصة بالمنصة FTT، حينها 3.5 دولار. وفي 18 ديسمبر 2023، يتراوح سعرها عند 3.2 دولار.
من المقرر عقد تصويت لدائني المنصة على الخطة المقدمة من المديرين في عام 2024. وسيقوم بعد ذلك القاضي جون دورسي بمراجعة الوثيقة لاتخاذ القرار النهائي، وفقًا لتقرير Bloomberg.
في نهاية أكتوبر، تم الكشف عن مفاوضات جارية بين مديري FTX وثلاثة مستثمرين لاستعادة عمل المنصة. وكانت المنصة تفكر في بيع الشركة وقاعدة العملاء أو جلب شريك للمساعدة في استعادة العمل.