شهدت عملة البيتكوين (BTC) تقلبات قوية خلال الأسبوع الماضي، حيث تراجعت بنسبة تزيد عن 10% لتستقر حول مستوى 60,8 ألف دولار. هذا الانخفاض يأتي بعد فترة من الازدهار، إذ وصلت السعر إلى 70,079 دولار في 29 يوليو الماضي إثر تصريحات الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، التي أشارت إلى رغبته في تحويل العملات الرقمية إلى أصول استراتيجية وطنية.
على الرغم من الارتفاع المبدئي، لتتغير الأجواء بالتزامن مع قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بتثبيت أسعار الفائدة عند مستوى 5.5%. وبينما أشار الفيدرالي إلى إمكانية تخفيض الفائدة في حالة تحسن معدلات التضخم، فإن التداولات الأخيرة عكست مخاوف المستثمرين من الاستقرار الاقتصادي ومؤشرات الركود.
أيضا، برزت قضايا أخرى أثرت سلبا على أسعار العملات الرقمية، منها تقارير تفيد بوجود تحويلات ضخمة للبيتكوين والإيثيريوم من محافظ شركة “جنيسيس” للتداول، وكذلك من منصة “Mt. Gox” في إطار إجراءات الإفلاس. وقد أثار ذلك قلقا من زيادة المعروض من هذه العملات في السوق.
البيانات الصادرة عن سوق العمل الأمريكي، التي أظهرت ارتفاعا في معدلات البطالة إلى 4.3% وانخفاضا في فرص العمل الجديدة، زادت من حدة التوتر في الأسواق. هذا إلى جانب هبوط السوق المالي، حيث انخفض مؤشر S&P 500 بنسبة 2.06%.
من جهة أخرى، أفادت التقارير بأن شركة “جنيسيس” قامت بتحويل مبالغ ضخمة بحدود 2.9 مليار دولار من البيتكوين والإيثيريوم، مما يشير إلى صعوبات مالية تمر بها الشركة منذ بداية العام مما أثر على زخم السوق.
وعلى صعيد التحليل الفني، يظهر أن سعر البيتكوين لا يزال في نطاق واسع يتراوح بين 54,530 و75,600 دولار، إلا أن التداولات الحالية تشير إلى إمكانية انخفاض إضافي إذا لم يتجاوز السعر مستوى 64 ألف دولار.
تبقى الأنظار متجهة نحو تطورات السوق واستجابة المتداولين لمعدل العرض والطلب، وسط التحديات الاقتصادية التي قد تؤثر على مستقبل البيتكوين في الأيام المقبلة.
تسارع الضغوط على سوق العملات الرقمية مع تصاعد التوترات الجيوسياسية
تشير الأنباء إلى أن سوق العملات الرقمية يواجه ضغوطا متزايدة، خاصة مع المخاوف المتعلقة بزيادة العرض من بيتكوين (BTC) وإيثيريوم (ETH) على خلفية الأحدث من منصات مثل “Mt. Gox” و”Genesis Trading”.
بحلول نهاية الأسبوع الماضي، 3 أغسطس، ظل الوضع في السوق متوترا، حيث تابع المستثمرون عن كثب التطورات المرتبطة بالقطاع الرقمي وأيضا بأسواق المال التقليدية، مترقبين إشارات جديدة قد تؤثر على استثماراتهم.
من المتوقع أن تشهد عطلة نهاية الأسبوع نشاطا منخفضا نسبيا، حيث يترقب المشاركون في السوق افتتاح الأسواق المالية التقليدية يوم الإثنين لاستقاء معلومات إضافية.
أظهرت مجمل أحداث الأسبوع الماضي أن سوق العملات الرقمية يتأثر بشكل كبير بالعوامل الاقتصادية الكلية والأخبار المتعلقة بالصناعة. ومن المقرر أن تعكس التحركات المستقبلية لأسعار البيتكوين وغيرها من العملات الرقمية إلى حد كبير التطورات في الأسواق المالية التقليدية وإجراءات المنظمين.
تجدر الإشارة إلى أن التصعيد الجيوسياسي في منطقة الشرق الأوسط، وما قد ينجم عنه من صراع مباشر بين إيران وإسرائيل، قد عزز من توجه المستثمرين نحو الأصول الآمنة مثل الدولار والذهب، مما وضع ضغطا نفسيا كبيرا على الأسواق المالية وسوق العملات الرقمية أيضا.
وعلى الرغم من التوقعات القوية حول انكماش الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، إلا أن المخاوف الجيوسياسية نجحت في تقليص تفاؤل المستثمرين إزاء ارتفاع أسعار الأصول ذات المخاطر، بما فيها الأصول الرقمية. وفي حين كانت هناك توقعات معقولة بانخفاض أسعار الفائدة، إلا أن الصراع المحتمل في الشرق الأوسط يمكن أن يحول اهتمام المستثمرين بعيدا عن تحركات السوق.
علاوة على ذلك، قد يؤثر ضعف تقرير سوق العمل الأمريكي الأخير بنحو سلبي على شهية المخاطرة بين المستثمرين، بينما يبقى السؤال المطروح هو مدى قوة وتكرار تخفيضات الفائدة قبل نهاية العام.
من جهة أخرى، شهدت الساحة الرقمية اجتماعا افتراضيا بين الحزب الديمقراطي الأمريكي وممثلي صناعة العملات الرقمية، حيث تم تناول السياسات المتعلقة بالأصول الرقمية، مما يشير إلى توجه نحو تنظيم وتوحيد أكبر في السوق.
فيما يخص عملة “Ripple”، أفادت تقارير أخيرة عن نمو ملحوظ في الاعتماد المؤسسي على عملة XRP، رغم التراجع في إجمالي حجم المعاملات. كما احتفل مشروع “Ripple” بالذكرى السنوية الأولى للقرار القضائي الإيجابي ضد لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC)، ما يمثل نقطة تحول إيجابية في عالم العملات الرقمية.
إن مجمل هذه الأحداث تشير إلى تغيرات كبيرة قد تطرأ على مشهد العملات الرقمية خلال الأسابيع القادمة، ويرجى من المستثمرين متابعة تطورات الأسواق المالية التقليدية بحذر.
تحذيرات من ضغوطات سوق العملات الرقمية بعد تحويلات كبيرة من Grayscale
شهدت سوق العملات الرقمية من جديد تحركات مثيرة للجدل بعد أن أظهرت بيانات من Arkham Intelligence أن صندوق Grayscale الاستثماري قام بتحويل ما يقرب من 68.65 مليون دولار من البيتكوين إلى عنوانين جديدين، بالإضافة إلى تحويل إيثريوم بقيمة 78.36 مليون دولار إلى منصة Coinbase Prime.
أثارت هذه التحويلات الكبيرة قلق المستثمرين والمحللين في السوق، ما أدى إلى انتشار مشاعر (الخوف، عدم اليقين والشك) حول احتمال حدوث تصفية جزئية لأصول الصندوق.
يعتبر صندوق Grayscale لاعبا رئيسيا في مجال استثمار العملات الرقمية، ولذلك فإن أفعاله قد تؤثر بشكل كبير على توجهات السوق. ورغم أن الصندوق لم يكشف عن أسباب هذه التحويلات، إلا أن الخبراء يعتقدون أن الأمر قد يكون مرتبطا بإجراءات تشغيلية عادية، مثل تعزيز الأمان أو التحضير لصفقات مستقبلية، ولا يشكل تهديدا للمستثمرين.
من جهة أخرى، أظهرت بيانات Farside تدفقا كبيرا للموارد إلى صندوق البيتكوين ETF التابع لـ Grayscale بمبلغ 191.13 مليون دولار في 1 أغسطس، مما يمثل عامل دفع إيجابي محتمل في السوق كإشارة على دخول ‘كيت كبير’ جديد.
على صعيد التحليل الفني، تظهر مستويات الدعم للبيتكوين عند 55 ألف و49-50 ألف دولار. يُنصح المستثمرون بالنظر في فرص الشراء الجزئي عند الاقتراب من هذه المستويات، مع ضرورة انتظار رد فعل السوق. وفي ما يتعلق بتأكيد عودة الاتجاه الصعودي، يجب أن تتجاوز سعر البيتكوين مستوى 67 ألف دولار.
أما إيثريوم، فتوجد به مناطق دعم عند 2840 و2450 دولار، بينما يشير المستوى المحوري إلى سعر 3205 دولار. يُفضل إجراء تقييد جزئي للصفقات عند الوصول إلى هذا المستوى، مع ضرورة متابعة الأخبار الجيوسياسية التي تعد محركا رئيسيا لتحركات سوق العملات الرقمية في الوقت الحالي.
في الختام، تواصل سوق العملات الرقمية تقلباتها، مما يدعو المستثمرين إلى التحلي باليقظة والتكيف مع الأوضاع الراهنة.