تشهد الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرا ارتفاعا في نسب البطالة، فقد انخفض عدد الوظائف الشاغرة في السوق الأمريكية بنسبة 6.2%.
إذ يعد هذا الانخفاض ثاني أكبر انخفاض في تاريخ الولايات حتى الآن. حيث يشهد قطاع الرعاية الصحية والمساعدة الاجتماعية قلة في الوظائف المتاحة بشكل كبير.
ووفق الإحصاءات في شهر يوليو، تشير البيانات إلى أن أمريكا تملك وظيفتين شاغرتين لكل شخص عاطل عن العمل، بينما أصبحت النسبة الآن 1.7 بدلاً عن 2. وهنا يأتي دور أصحاب العمل في تخفيض نسب البطالة بشكل سريع في مختلف أنحاء البلاد.
رغم أن الربع الأول والثاني من العام الجاري كانا سلبيان من ناحية الناتج المحلي، إلا أن سوق العمل كان لا يزال قوياً، حيث سجلت وقتها ارتفاع في نسبة البطالة 3.7%، ورغم ذلك لا يزال الوقت مبكراً لنقول أن الاقتصاد الأمريكي قد يشهد زيادة في معدلات البطالة مع الانخفاض غي فرص العمل الجديد.
ومنذ مدة، يتبع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سياسة رفع في أسعار الفائدة بشكل كبير، سعياً منه للحد من التضخم إلى هدفه عند نسبة 2%، والذي يترتب عليه تشديد الطلب في سوق العمل.
ومع زيادة البطالة، تنخفض لدى الأفراد القدرة الشرائية، وبالتالي انخفاض الطلب على مختلف السلع في السوق، مما ينتج بالمحصلة تقنين الأفراد في الإسراف والشراء، الذي يترتب عليه انخفاض أرقام التضخم.
ارتفاع نسب البطالة تجلب معها الركود إلى الاقتصاد، وتراجع في النشاط الاقتصادي والدورة المالية للسوق، مما يجعل تجار التجزئة يفضلون إبقاء المال في متناول اليد، بدلاً عن الاستثمار في سوق راكدة ومتقلبة، كما هو حال أسواق العملات الرقمية اليوم كالبيتكوين مثلاً.
تاريخياً… لطالما ارتبط الانخفاض في فرص العمل الجديدة إلى حد كبير بسعر مؤشر 500 S&P، حيث نرى من الرسم البياني المرفق أن مؤشر 500 S&P وفرص العمل قد انخفض تقريباً في نفس الفترة خلال العامين 2003 و2009، بينما كانت الأسواق الهابطة الأخيرة عام 2020 مؤخراً.
من المتوقع أن يشهد مؤشىر أسهم 500 S&P ارتفاعاً في نسبة الهبوط بشكل ملحوظ، حيث تشهد فرص العمل انخفاضاً كبيراً. وبينما معدل التضخم للسوق ليس قريباً من هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي، فإنه لن تبلغ البطالة ذروتها حتى يخفف الاحتياطي الفيدرالي من التشديد ضمن سياسته النقدية، لكن على ما يبدو أنهم يتجهون في سياسة مالية حادة وشديدة مستقبلاً.
ولمن لا يعلم، فإن سعر بيتكوين يرتبط بشكل وثيق مع مؤشر 500 S&P، كما هو موضح في الرسم البياني، حيث وصل كل من بيتكوين وSPX إلى القاع في نفس الوقت تقريباً خلال ديمسبر من العام 2018 ومارس 2020.
ليتصدر الثنائي السابق قائمة الارتفاع باتجاه الأعلى عام 2021، خلال الربع الأخير من العام كما حالنا عليه الآن.
وطالما أن مؤشرات السوق الحقيقية تشهد مجريات سلبية، فإنها تقدم مؤشرات غير مبشرة بخصوص أسواق العملات الرقمية.