يختلف المهتمون والباحثون بالعملات الرقمية حول هوية الجهة التي تسببت بظهور عملة البيتكوين وتقنية البلوكتشين، والتي ظهر على إثرها العديد من العملات الرقمية التي أصبحت جزءا مهما في اقتصاد العديد من الدول.
قام راؤول بال، المدير السابق لبنك Goldman Sachs، بالبحث حول هوية مخترع البيتكوين والتقصي عن الحقائق والمعلومات وربطها، ليصل إلى افتراض خاص به وضعه لصاحب هوية منشئ البيتكوين.
في حين يعتقد الرئيس التنفيذي لشركة Real Vision خلال مقابلة حديثة له مع اليوتيوبر Tom Bilyeu، أن ساتوشي ناكاموتو هو المكتشف الأول لعملة البيتكوين، والذي يظنه راؤول أنه الولايات المتحدة وبريطانيا.
تعتمد نظرية راؤول على اعتقاد أن الشخص مجهول الهوية والذي يحمل اسم ساتوشي ناكاموتو، ما هو إلا مجموعة من الأفراد الموظفين لدى وكالة الأمن القومي الأمريكية NSA بالإضافة لمؤسسة الاتصالات الحكومية في بريطانيا GCHQ، واللتان عملتا على إيجاد وسيلة لتجاوز أزمات الاقتصاد المستبقلية التي من شأنها أن تهدد الهيمنة الغربية على العالم.
يؤكد راؤول أنه بالفعل قد قام بالحديث مع مسؤول بارز في وزارة الدفاع بين العامين 2013 و2014، تخلل الحديث التطرق لموضوع التهديدات التي من الممكن أن تزعزع العرش الغربي وتهدد وجوده في الساحة الدولية.
وتوصل راؤول من خلال المعلومات التي حصل عليها من وزارة الدفاع إلى جانب معلومات أخرى، أن النظام السياسي والحاكم في الغرب قلق بالفعل من موضوع الديون التي من الممكن أن تتسبب في انهيار استقرار اقتصاد العالم بما فيه الغرب في أي لحظة كانت.
وهذا بالفعل ما تقوم الولايات المتحدة باستغلاله لفرض سيطرة أكبر، وخاصة إن وجدت حلا لأزماتها الاقتصادية يضمن عدم انهيار اللعبة التي أعدتها هي مع كيانات الدول الأوروبية، وتبقي عليها المسيطر والمتحكم الوحيد في حركة الاقتصاد العالمي والقرار السياسي لبقية الدول بما فيها الدول النامية.
كان راؤول قد توجه بالسؤال أيضا للمسؤول في وزارة الدفاع، حول ما سيحدث إذا ما فقد الغرب زمام المبادرة والسيطرة على حجم ديونه وبقية أطراف اللعبة المصنوعة أمريكيا، ليقول المسؤول أن الحل قد تم إيجاده لتفادي ذلك وفي كلمة واحدة، ألا وهي “البيتكوين”.
إذ يعتقد المسؤول أن حكومة الولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب حكومة بريطانيا قد قامتا بالفعل بخلق البيتكوين، لتكونان هما المركز الأساسي لهذه العملة الرقمية وقطبا مسيطرا على الأسواق الرقمية التي خططت لظهورها فيما بعد.
ويقوم راؤول هنا بالربط بين ظهور البيتكوين في تاريخ 2008، والحدث الأساسي الذي كان في تلك الفترة، والذي تمثل بأزمة عالمية في الاقتصاد والتي كانت قد وصلت لذروتها، ليحصل راؤول على تأكيد يدعم فرضيته التي تقول بأن الولايات المتحدة هي من تقف وراء ظهور البيتكوين وليس ساتوشي ناكاموتو.
بالتأكيد ليس من الصدفة أن يكون النظام العالمي يشهد انهيارا كبيرا لم يسجل له التاريخ من قبل أي مثيل، ويظهر في ذات الوقت بالصدفة شيء ما يدعى البيتكوين سيكون شعاع النور الذي سيعيد إحياء الاقتصاد العالمي من جديد بالصدفة أيضا.
تبقى تحليلات الخبير بال راؤول مجرد ادعاءات، قد تكون صادقة بالفعل لما قدمه من ربط وتحليل منطقي للأحداث والوقائع والمعلومات التي حصل عليها من عدة مصادر رفيعة المستوى، ولكن هناك فرضيات أخرى من عدة أطراف يدعي كل منها معرفة هوية المؤسس الحقيقي لعملة البيتكوين الرقمية.
فمثلا، وفي وقت ليس ببعيد، تم الكشف عن احتواء جميع منتجات شركة Apple Mac الرقمية على وثيقة مخفية من الورقة البيضا للبيتكوين، والتي تحتوي على تفاصيل ومعلومات حول العملة وخوارزميات عملها، الأمر الذي دعا أحدهم للاعتقاد بأن ستيف جوبز هو المخترع الحقيقي للبيتكوين.
فبالمقارنة بين ستيف جوبز وساتوشي ناكاموتو الذي هو الاسم الوهمي لمخترع البيتكوين، نجد أن كلاهما يتمتع بخبرة عالية في صناعة التكنولوجيا، على الرغم من أن لا أحد يعرف من هو ساتوشي الحقيقي، لكن هناك توقعات تقول إما أنه ياباني أو لديه صلة ومعرفة بالثقافة اليابانية.
من المعروف أيضا أن جوبز يحب الثقافة اليابانية، إذ زار جوبز مدينة كيوتو في اليابان عدة مرات خلال حياته، كما واصطحب أطفاله في رحلات متعددة إليها، حتى أنه ذهب إلى مدرسة سوتو اليابانية للبوذية في الثمانينيات، كما وزار جوبز مصانع سوني في اليابان واعتمد العديد من ممارساتها.
ومن جهة أخرى قال كريج رايت، أحد الأشخاص الأوائل الذي أعلن أنه هو ساتوشي ناكاموتو، أنه كان لديه مساعد أثناء إنشاء أول عملة رقمية، لكن يتم الكشف عن هوية هذا الشخص الذي يعتقد الكثيرون أن ستيف جوبز هو صاحب هوية هذا المساعد.
ولمزيد من الربط بين هوية مؤسس البيتكوين وبين جوبز، فإن اختفاء ظهور ساتوشي ناكاموتو على الإنترنت في 12 ديسمبر 2010، وبعد ذلك وفاة ستيف جوبز في 5 أكتوبر 2011، أي بعد 10 أشهر من اختفاء ساتوشي، يرجح أن جوبز قد توقف عن العمل في البيتكوين عندما بدأ مرضه في التفاقم والذي أودى بحياته لاحقا.
ومع ذلك، كل هذا مجرد تكهنات ولا يوجد دليل على أن جوبز كان في الواقع مخترع البيتكوين، إلا أن توفر الورقة البيضاء للبيتكوين على أجهزة كمبيوتر Mac يثير الكثير من الدهشة، فخلال وقت إنشاء البيتكوين كانت Apple تتحرك للتو مع iPhone، مما أحدث ثورة في الهواتف المحمولة إلى الأبد.
نأتي إلى الفرضية التالية التي تقول بأن مؤسس البيتكوين ما هو إلا تاجر أسلحة وزعيم عصابة تتعامل بالمواد المخدرة، والتي تعتبر من أقوى الفرضيات لما تم تقديمه من معلومات تؤكد صحة هذه الفرضية.
فقد زعم مارتن شكريلي، رجل الأعمال المرتبط بمجالات التكنولوجيا الحية، أن المبرمج السابق المعروف باسم بول لو رو، ورئيس الكارتل الإجرامي السابق، هو ساتوشي ناكاموتو.
فقد ألقي القبض على بول لو رو في عام 2012، بعد نجاح إدارة مكافحة المخدرات في استدراجه إلى فخ كانت قد نصبته له، خلال عملية سرية نظمتها إدارة وحدة المكافحة للقبض عليه، بعد النجاح في تعقبه من قبل أحد العملاء السريين وإخبار إدارة المكافحة بذلك.
وتشير أحد مقالات وكالة Wired المنشورة في عام 2019، أن عملة البيتكوين قد جرى إنشاؤها من قبل العقل الإجرامي بول لو رو، بعد وصولها إلى أدلة قوية تؤكد ذلك، والتي استخدمها كأداة لغسل الأموال في سبيل تدعيم سلسلة مشاريعه غير القانونية، وهذا ما دعا الكثيرين للتحذير من العملات الرقمية من كونها خطرا على حياة البشر.
يبقى المؤسس الحقيقي أو مؤسسو شبكة البيتكوين غير معروفين حتى الآن، ومن غير المعروف ما إذا كان ساتوشي ناكاموتو هو اسم مستعار لشخص أو مجموعة من الأشخاص، الذين تسبوا بظهور مفهوم العملة الرقمية للعالم أجمع، وغيروا مفاهيم كثيرة في الاقتصاد العالمي في ظل وجود هيمنة من بعض الدول، قامت البيتكوين والعملات الرقمية بتخفيف هذه السطوة انطلاقا من طبيعة برمجتها اللامركزية بشكل عام.