شهدت العملة الرقمية الإيثيريوم (ETH) تراجعا كبيرا في قيمتها، حيث لا يزال سعرها منخفضا بأكثر من 15% عن مستويات ما قبل الانهيار في بداية أغسطس.
وفقا لبيانات Coinmarketcap، عادت القيمة السوقية الإجمالية لسوق العملات المشفرة إلى ما يقرب من تريليوني دولار، بعد أن سجلت أدنى مستوياتها عند 1.78 تريليون دولار في 5 أغسطس.
يبدو أن عمليات البيع التي قام بها صانع السوق Jump Crypto أسهمت في هذا الانخفاض، حيث تخلصت من جزء كبير من محفظتها الرقمية، مما أدى إلى زيادة الودائع على المنصات إلى مستويات لم تُرَ منذ انهيار FTX.
بالإضافة إلى ذلك، يثير القلق عدد من العوامل المحتملة، مثل الانخفاض الملحوظ في الأنشطة داخل النظام البيئي لإثيريوم، والتخوف من إمكانية قيام الحكومتين الأمريكية والصينية ببيع كميات من العملة.
إحدى النقاط البارزة كانت في 5 أغسطس، حيث تم سحب جميع الأموال من عنوان blockchain تابع للحكومة الأمريكية يحتوي على 300 ETH، مما أثار تكهنات حول إمكانية بداية موجة أكبر من البيع. تشير التقارير إلى أن الحكومة الأمريكية تمتلك ما يزيد عن 50.2 ألف ETH، وهو ما يعادل حوالي 122 مليون دولار.
ومن جهة أخرى، قامت السلطات الصينية بتحريك كميات كبيرة من ETH تمت مصادرتها في عام 2020، بالإضافة إلى نحو 195 ألف BTC، ولكن لم يصدر أي تصريح رسمي حول مستقبل هذه العملات.
على الرغم من هذه التحديات، إلا أن المستثمرين يشيرون إلى زيادة في الاستثمارات في صناديق إثريوم، حيث أظهرت البيانات أن هناك تدفقات نقدية إيجابية في صناديق الاستثمار بإثريوم بينما شهدت صناديق البيتكوين تدفقات نقدية سلبية.
أخيرا، تراجع أيضا الربح اليومي للبروتوكولات المبنية على شبكة الإثيريوم، مع انخفاض بنسبة 30% في عدد العناوين النشطة، مما يعكس تراجع الاهتمام العام بالعملة في الفترة الأخيرة، بينما لا تزال متوسط رسوم الشبكة عند مستويات منخفضة.
ارتفاع تكاليف المعاملات في شبكة الإيثيريوم وزيادة التضخم في العملات الرقمية
شهدت شبكة الإيثيريوم، ثاني أكبر عملة رقمية من حيث القيمة السوقية، زيادة ملحوظة في تكاليف المعاملات التي يُشار إليها باسم “الغاز”، والتي تُقاس بوحدات تُسمى Gwei. يُعتبر Gwei جزءا صغيرا للغاية من عملة الإيثير، حيث يساوي 0.00000001 ETH، ويستخدم لدفع تكاليف الموارد الحسابية اللازمة لتنفيذ كل عمليات البلوكشين.
تتأثر أسعار الغاز بالطلب المتزايد على معالجة المعاملات في الشبكة، حيث يمكن أن ترتفع تكاليف عمليات التحويل في أوقات النشاط المرتفع إلى مستويات ضخمة، مما يزيد من عبء المستخدمين أثناء إجراء المعاملات.
منذ تحديث “لندن” في عام 2021، تم إدخال آلية “حرق” الإيثير، والتي تشمل حرق جزء صغير من العملات في كل معاملة. تهدف هذه الآلية إلى تقليل التضخم في العملة المشفرة وزيادة الطلب عليها. كل عملية حرق تُسجل كمعاملة في البلوكشين، مما يعني أن الارتفاع في الرسوم الشبكية وزيادة عدد المعاملات يُسهمان في حرق كمية أكبر من الإيثير، مما يؤدي إلى تقليل المعروض منه.
في أوقات النشاط العالي، يمكن أن تكون كمية الإيثير المحروق أكبر من الكمية المُنتجة، مما يخلق حالة من الانكماش المؤقت للأسعار. وفقا لبيانات Ultra Sound Money، ارتفعت معدلات التضخم في شبكة الإيثيريوم إلى 0.57% سنويا بحلول بداية أغسطس، مما يُعتبر أسرع بنحو 25% مقارنة بنهاية يونيو 2024.
تظهر هذه الديناميكيات أن أي تغيير في رسوم المعاملات في شبكة الإيثيريوم له تأثيرات مباشرة على عرض العملة وتضخمها، مشيرة إلى أهمية مراقبة حركة السوق عن كثب لجميع المستثمرين في هذا المجال.