قامت الولايات المتحدة الأمريكية بإصدار بيانات التضخم الشهرية المرتبطة بشهر سبتمبر للعام الجاري 2022، حيث أعلنت عن بيانات التضخم في الخميس 13 أكتوبر، والتي حملت معها نذير الشؤم والبؤس لسوق العملات الرقمية.
وكانت البيانات مفاجئة للجميع، ومحطمة لكل التوقعات بأن تكون ذات طابع منخفض عما كانت عليه، حيث جاء مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي عند مستوى 8.2%، بدلاً نسبة 8.1% المتوقعة. وتعتبر هذه البيانات دليل واضح على استمرار سخونة التضخم الذي يشهد الاقتصاد الأمريكي.
ردود فعل قاسية أصابت سوق العملات الرقمية
وكردة فعل مباشرة، أبدت العملات الرقمية وعلى رأسها زعيم العملات الرقمية البيتكوين، ردة فعل سيئة للغابة على تلك البيانات، إذ انهار سعر البيتكوين بشكل كبير إلى مستويات قريبة جداً من 18 ألف دولار.
ويعتبر شهر سبتمبر هو الشهر السادس على التوالي، التي تكون فيه مؤشرات أسعار المستهلكين فوق حاجز 8%، وكنتيجة مترتبة على ذلك، قد يقوم الاحتياطي الفيدرالي باستمرار رفعه لأسعار الفائدة مستقبلاً. حيث يرى المحللون، أن المعطيات الحالية للسوق، تشير إلى توقعات برفع الاحتياطي الفيدرالي لسعر الفائدة إلى مستويات عالية تمتد بين 4.25% وحتى 4.5%، قبل أن يقوم بقلب اتجاه سيره نحو الأسفل.
وهذه المعدلات المرتفعة في التضخم، لا بد لها أن تؤثر بقسوة على أرباح الشركات والمستثمرين في الولايات المتحدة. وتحوم العديد من التساؤلات المهمة حول مقدرة الاحتياطي الفيدرالي على قيادة مسار خفض معدلات التضخم وسعر الفائدة بشكل سلس وناعم خلال الفترة المقبلة. والمشكلة أن العديد من المحللين يرون أن السوق الأمريكية قد تكون مقبلة على انزلاق حاد، يهوي بها إلى مستنقع الركود، وذلك خلال الأشهر القادمة، والتي لن تنقص عن 6 أشهر متوالية من الركود والانهيار.
انهيار أسعار العملات الرقمية وموجة بيع هائلة طالت السوق الرقمية
ولم يتوقف الأمر على انهيار أسعار العملات الرقمية بعد إصدار بيانات التضخم الشهرية، إذ كان للسوق ردة فعل سلبية أخرى، من خلال تعرضه لخسارة تعد الأكبر من نوعها، عندما فقد أكثر من 20 مليار دولار خلا مدة قياسية من الزمن.
يذكر أن البيتكوين شهد انهياراً في سعره بنسبة وصلت 4% خلال مدة وجيزة، وصل بها إلى مستويات قريبة من 18 ألف دولار. أما عن بقية العملات الرقمية، كانت التصحيحات أكبر، في وقت شهدت فيه انخفاض بنسبة 4% وحتى 10% أيضاً.
ولكن من المثير للدهشة، أنه وخلال ساعات معدودة، قامت بيتكوين بإجراءات فعّالة، أدت إلى تصحيح في مسارها، لتشهد تعافياً ملحوظاً، أوصل سعرها إلى مستويات تجاوزت 19500 دولار أمريكي، وكذلك الأمر بالنسبة لبقية العملات الرقمية الأخرى. وقد يكون السبب في ذلك، هو الارتفاع الأخير في لسلة وول ستريت، حيث أنهى مؤشر داو جونز وغيرها على ارتفاع بأكثر من 2% خلال هذا اليوم، رغم أرقام التضخم الكبيرة.
ضربة قاسمة للمستثمرين سببها تعافٍ في أسعار العملات الرقمية
تشير بيانات Santiment commented، حدوث تغطية قصيرة لسوق العملات الرقمية، حيث قام المتداولون ببيع عملاتهم الرقمية من البيتكوين وغيرها من العملات بشكل كبير، خاصة بعد التداول السريع لأخبار ارتفاع معدلات التضخم.
وبعد وصول نسب تداول البيتكوين إلى أدنى المستويات خلال 3 أسابيع متوالية، قامت البيتكوين فجأة بتغيير مسارها والصعود نحو الأعلى مجدداً، ليجري تصفية الكثير من الرهانات، التي تتحدث عن تحرك الأسعار نحو أقل توقعات الحشد.
ولكن في المجمل، فقد تلقى المستثمرون ضربة قاسية وواضحة، خلال الساعات القليلة التي تلت إصدار بيانات التضخم الجديدة. ويجري تداول البيتكوين الآن بسعر 19160 دولار، مع قيمة سوقية قدرها 367 مليار دولار.