في نسخة مؤتمر مايكروسوفت (Build 2024) ألقى الرئيس التنفيذي ساتيا ناديلا كلمة افتتاحية تستشرف المستقبل، مشددا على الإمكانيات الهائلة للذكاء الاصطناعي.
بدأ ناديلا بمشاركة أحلام مايكروسوفت التي طالما سعت لتحقيقها وهي تطوير حواسيب تفهم احتياجات البشر ببساطة، واستخدام الذكاء الاصطناعي للتحكم في فيضان المعلومات التي يتعرض له المستخدم حاليًا، حيث أن أحد أهم الإعلانات في مؤتمر (Build 2024) هو تطوير المساعد الذكي كوبايلوت ليصبح ضمن وكلاء الذكاء الاصطناعي.
وصمم هذا المساعد الذكي ليغير من شكل الأعمال عبر أداء المهام التي تتطلب عادة تدخل الإنسان. وعلى عكس الإصدارات السابقة، لن تظل وكلاء الذكاء الاصطناعي الجديدة في انتظار أوامر المستخدم، بل يمكن إدارة المهام بصورة استباقية مثل مراقبة البريد الإلكتروني وأتمتة إدخال البيانات على جهاز المستخدم.
فمثلًا يمكن للمساعد الذكي كوبايلوت أن يستقبل موظفا جديدا في الشركة ويساعده في تسجيل بيانات الموارد البشرية، ويجيب عن أسئلته، ويعرفه بزملائه في الفريق، ويوفر له جداول التدريب، ويحدد له الاجتماعات خلال الأسبوع الأول، إذ ستتيح أتمتة تلك المهام لموظفي الموارد البشرية التركيز على مهام أكثر إستراتيجية وتعقيدًا.
كما قدمت مايكروسوفت نموذجا جديدا باسم فاي-3 فيجن وهو نسخة جديدة لنماذجها اللغوية الصغيرة القادرة على تحليل النصوص والصور.
وفي مجال التعليم، تعاونت مايكروسوفت مع أكاديمية خان لتوفير أدوات تعليمية مدعومة بالذكاء الاصطناعي لكافة المعلمين بالولايات المتحدة. وتهدف إلى تحسين تجربة التعلم، وتوفير الموارد التعليمية المتطورة لجمهور أوسع.
ومن الميزات المهمة التي كشفت عنها مايكروسوفت في مؤتمرها السنوي للمطورين هي أداة الترجمة والدبلجة المدعومة بالذكاء الاصطناعي داخل متصفحها إيدج.
ويفترض أن تقدم هذه الميزة المبتكرة ترجمات في الوقت الفعلي للفيديوهات على منصات مثل يوتيوب ولينكد إن وكورسيرا وغيرها في متصفح إيدج مما يعزز وصول المحتوى أكثر ويكسر الحواجز اللغوية.
وفي البداية، ستدعم الميزة الترجمة من الإسبانية إلى الإنجليزية ومن الإنجليزية إلى عدة لغات أخرى بما فيها الألمانية والهندية والإيطالية والروسية والإسبانية، مع خطط للتوسع في تقديم لغات أكثر في المستقبل.
وبذلك فإنها تقدم وعدا بزيادة الإنتاجية وإيجاد فرص جديدة للابتكار. لكنها تثير أيضًا مناقشات مهمة حول التداعيات الأخلاقية والعملية للذكاء الاصطناعي في أماكن العمل المختلفة.
وقد يمثل دمج الذكاء الاصطناعي في المهام اليومية سلاحا ذا حدين، فمن جهة سيوفر كفاءة ووقت وأساليب جديدة لأداء مهام العمل. بينما على الجهة المقابلة، يتطلب الأمر اتباع منهجية حذرة للتأكد من أن هذه التقنيات تزيد من القدرات البشرية دون أن تؤدي إلى الاستغناء عنها.