في أعقاب الإساءة للنبي محمد وزوجته خديجة عبر وسائل التواصل الاجتماعي من قبل فتاة تدعى تبث من حساب اسمه “قلوري”، أثارت هذه الحادثة عاصفة من الاستياءات والاستهجان في المجتمع السعودي وخارجه. وفقًا للقوانين السعودية، فإن إزدراء الأديان يُعد جريمة تخضع لعقوبات صارمة.
وانتشر مؤخرا هاشتاغ “القبض_على_قلوري” لمطالبة السلطات السعودية بالقبض على هذه الفتاة وتقديمها للعدالة والحكم عليها بموجب القانون السعودي.
ويأتي هذا في سياق تطورات قانونية جديدة في المملكة العربية السعودية. حيث قام مجلس الشورى بتشكيل لجانه المتخصصة واختيار رؤسائها ونوابهم للسنة الثانية من الدورة السابعة. ومن بين المسائل التي يناقشها المجلس، تقرير لجنة الشؤون الإسلامية والقضائية بشأن مقترح نظام مكافحة التمييز وبث الكراهية المقدم من عدد من أعضاء المجلس السابقين والحاليين.
وتؤكد توصيات اللجنة في تقريرها على ملاءمة دراسة مقترح مشروع النظام الجديد، والذي يجرم كل الأفعال التي تنطوي على ازدراء للأديان أو بث الكراهية أو التمييز. ويهدف المشروع إلى تجريم التمييز بجميع أشكاله ومنع الانتقاص من الأفراد والجماعات بسبب اللون أو الجنس أو العرق أو الطائفة.
وفي هذا السياق، يشير المشروع إلى معاقبة من ينتقص من شأن الأديان، أو يسيء إلى الأنبياء والرسل، أو يثير الكراهية. وتشمل العقوبات الجديدة السجن لمدة تصل إلى سبعة أعوام وغرامة مالية تتراوح بين 500 ألف ومليون ريال، إضافة إلى عقوبات أخرى تتعلق بالتمييز والكراهية.
من المتوقع أن تستمر الجهات الرسمية السعودية في متابعة هذه الحادثة بعناية، وفي حال تم القبض على الفتاة المعنية، ستخضع للعدالة ومحاكمتها وفقًا للقوانين المعمول بها في المملكة.
تسلط الأضواء في هذا الجدول على سلسلة من الحالات في المملكة العربية السعودية تعاملت مع تهم الإساءة إلى الأديان والتجديف. بالرغم من أن الحالة الأخيرة تتعلق بفتاة قامت بالتجديف والإساءة للنبي محمد وزوجته خديجة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أنها بالنسبة للمملكة ليست الحادثة الأولى التي تشهد فيها مثل هذه الأحداث.
تعكس هذه الحالات التحديات التي تواجه المجتمع السعودي في مجال حرية التعبير والمسائل الدينية، حيث تمثل تلك التصرفات انتهاكًا للقوانين والقيم الدينية في البلاد. تظهر هذه الحالات أيضًا الجهود المستمرة من السلطات للحفاظ على الاستقرار وضمان احترام القيم والتقاليد الدينية في المملكة العربية السعودية.
الحالة | التاريخ | التهمة والعقوبة |
رائف بدوي | 2008 | إدارة موقع يسيء إلى الإسلام، حُكم عليه بالسجن وغرامة بقيمة 800,000 دولار |
صبري بوغداي | 13 يونيو 2007 | تجديف، حُكم عليه بالإعدام وتم التدخل الملكي للعفو عنه |
رابح القويعي | أبريل 2006 | تحذير من هجوم محتمل وانتقاد للتفسيرات الدينية الصارمة، تم الإفراج عنه بعد احتجاز دام 13 يومًا |
حمزة المزيني | 2005 | السخرية من التعليم والتدريس والانتقاد، حُكم عليه بالسجن لمدة 4 أشهر و 275 جلدة |
محمد الحربي | 2005 | التحدث حول المسيحية واليهودية والإرهاب، حُكم عليه بالسجن لمدة 40 شهرًا و 750 جلدة |
محمد السحيمي | مارس 2004 | تأييد ممارسات غير إسلامية وانتقاد الكتب الدراسية، حُكم عليه بالسجن لمدة 3 سنوات و 300 جلدة |
منصور النقيدان | 2003 | اتهام بالجرائم التجديف والإنسانية العلمانية والاحتقار للدين، منعته السلطات من الكتابة أو السفر إلى الخارج |
هادي المطيف | 1999 | اعتقال في سبيل الردة والتجديف، أُدين بالإعدام |
صادق مال الله | سبتمبر 1992 | اعتقال وتعذيب بتهم الردة والتجديف، أُدين بالإعدام وتم قطع رأسه علنًا في القطيف |
حالات أخرى في 1992 | 1992 | أعدمت حدثا واحدا على الأقل بسبب التجديف |
قلوري هي فتاة عشرينية سعودية وناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي، والجدير ذكره أنها لم تكن المرة الأولى لها في نشر تغريدات مثيرة للجدل، إذ سبق لها نشر تغريدة تدعو فيها النساء استغلال جمالهنّ من أجل كسب المال والشهرة.
وتناقل المغرِّدون السعوديون بكثافة تغريدات لصاحبة حساب “قلوري” على منصة “x” (تويتر سابقا)، تضمنت كلام مسيئ لها بحق النبي محمد وزوجته السيدة خديجة.
حتى الآن لم تعلن جهة رسمية حكومية سعودية عن إلقاء القبض على قلوري ولكن، يطالب المغردون السلطات بسرعة القبض عليها وإيقاع الجزاء اللازم بحقها، معبرين عن أملهم بأن تكون عبرة لغيرها، ويشار إلى أن “قلوري” أقدمت على مسح جميع الردود التي تدينها، إلا أن المغردين تمكنوا من التقاط “سكرين شوت” لكل مداخلاتها المسيئة مع متابعيها، وبانتظار إجراءات السلطات السعودية.