أعلن بريان شرودر، الرئيس التنفيذي ورئيس منصة بينانس الأمريكية Binance.US، عن استقالته من منصبه بعد عامين من توليه المسؤولية في 13 سبتمبر 2023.
وقد أثار هذا الخبر ردود فعل متباينة بين مجتمع العملات الرقمية، حيث بدا أن بعض المستثمرين يخشون من تأثير هذا التغيير على أموالهم وثقتهم في المنصة.
لم يكشف شرودر عن سبب محدد لقراره، واكتفى بالقول إنه يحتاج إلى “استراحة مستحقة”، وأشاد بإنجازات فريقه وشكر زملائه والمستخدمين على دعمهم.
وأضاف أنه سيظل متحمسا لصناعة العملات الرقمية وسيركز على الابتكار والتأثير في المستقبل.
وقد عبر الرئيس التنفيذي لشركة بينانس والملقب CZ، عن حزنه لرحيل شرودر، ووصفه بأنه قائد رائع وصديق عزيز. وأكد أن Binance.US ستواصل تقديم خدماتها للسوق الأمريكية بشكل طبيعي، وأنه سيتم تعيين خلف لشرودر قريبا.
ولكن رغم هذه التصريحات المطمئنة، فإن بعض المحللين يرون أن استقالة شرودر تأتي في ظل ضغوط متزايدة على بينانس من قبل الجهات التنظيمية في جميع أنحاء العالم.
ففي الأشهر الأخيرة، تعرضت بينانس للتحقيق أو الإغلاق أو التحذير من قبل السلطات في الولايات المتحدة وبريطانيا والصين والإمارات العربية المتحدة وغيرها من البلدان، بسبب انتهاكات مزعومة لقوانين مكافحة غسل الأموال أو حماية المستهلك أو التسجيل.
وفي يوليو، تخلى شرودر عن منصبه كمدير لشركة BAM Trading Services Inc.، التابعة لـ Binance.US، التي تدير تشغيل المنصة في الولايات المتحدة.
كما شهدت Binance.US انسحابات أخرى من كبار المسؤولين في الآونة الأخيرة، مثل رئيس الشؤون التنظيمية سامويل ليم ورئيس المعلومات جايسون بروكس.
لا يزال من الصعب تحديد تأثير استقالة شرودر على سوق العملات الرقمية بشكل دقيق، لكن بعض البيانات تشير إلى أنها قد أثارت مخاوف بين المستثمرين.
فحسب تقرير نشرته شركة Blockanalia، شهدت بينانس انخفاضا في حصتها من إجمالي قيمة العملات الرقمية التي تم إرسالها واستلامها من وإلى المنصات في سبتمبر، مقارنة بأغسطس. وكان هذا الانخفاض أكبر من أي منصة أخرى.
وقد يكون هذا دليلاً على أن بعض المستثمرين قاموا بسحب أموالهم من بينانس خوفا من تدهور وضعها التنظيمي أو انخفاض جودة خدماتها بعد رحيل شرودر. وقد يكون هذا أيضا عاملاً في تقلبات أسعار العملات الرقمية في الأسابيع الأخيرة.
ولكن حتى في هذه الحالة، لا يزال لدى بينانس حصة كبيرة من السوق، ولا يمكن ربط التغيرات في التدفقات المالية بشكل كامل بإعلان شرودر.
فهناك العديد من العوامل المؤثرة على سلوك المستثمرين، مثل التطورات التكنولوجية والسياسية والاجتماعية والثقافية.