اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقادته السياسيين والعسكريين في إسرائيل الكمين الذي وقعت فيه قوات لواء جولاني في حي الشجاعية بقطاع غزة يوم أمس أمرا صعبا للغاية سيترك أثره فراغا طويلا في الجيش الإسرائيلي.
وفي بيان صادر عن مكتبه، قال نتنياهو: “أمس كان يوما صعبا جدا”، مشيرا إلى فقدان الجيش الإسرائيلي عددا كبيرا من ضباطه وجنوده في الكمين الذي نصبته حركة حماس في شمال غزة.
وتأتي هذه التصريحات خلال زيارة قام بها نتنياهو لمركز الاحتجاز حيث يُجرى اعتقال الأفراد الذين يُزعم أنهم ينتمون إلى حركة حماس، ويُجرى التحقيق معهم لكشف معلومات جديدة قد تكون مفيدة في القضاء على حركة حماس وأنفاق المقاومة.
من جهته، قال رئيس هيئة الأركان في الجيش الإسرائيلي هرتسي هيلفي: “قد عشنا حدثا صعبا بالأمس”، مشيرا بوضوح في قوله إلى الكمين الذي فاجأهم في حي الشجاعية.
وأضاف هيلفي خلال زيارته للجنود الجرحى: “شهدنا أمس حدثا صعبا (يقصد كمين الشجاعية)، تعرضت فيه إحدى وحدات القوات لمحنة، وتعرض العديد من الضباط في الجيش لإطلاق النار والخطر”.
وأكد أن الضباط يقودون في المقدمة لأن هذه هي الطريقة التي يعمل بها الجيش الإسرائيلي، معتبرا القتال بهذا الشكل والانتصار أمرا صحيحا ومحتما.
في وقت سابق، أعلن الجيش الإسرائيلي صباح اليوم مقتل 8 ضباط، بينهم قائد الكتيبة 13 في لواء جولاني، في كمين نصبته الفصائل الفلسطينية بحي الشجاعية شمال القطاع يوم الثلاثاء.
وأكدت مصادر عديدة أن الجيش الإسرائيلي أعلن عن هدنة تكتيكية، مشيرا إلى تنفيذ هذا التوقف في الجزء الجنوبي فقط من قطاع غزة، وذلك بهدف تيسير وصول إمدادات المياه والطعام إلى السكان المحليين، وفقا للبيان الصادر عن مكتب تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية.
وأكد المكتب في بيان نُشِرَ اليوم الأربعاء عبر منصة “إكس” أن الجيش الإسرائيلي سيفرض توقفا تكتيكيا لمدة 5 ساعات في منطقة الشابوري في رفح في قطاع غزة، ليُتاح خلالها للمدنيين تجديد إمداداتهم من الطعام والمياه.
من ناحية أخرى، أفاد بيان صادر عن كتائب القسام بأن مقاتليها وبالتعاون مع مقاتلي سرايا القدس، نجحوا في التصدي لقوة إسرائيلية مكونة من 15 جنديا وأوقعوهم بين قتيل وجريح.
وأوضح البيان أن المقاتلين نفذوا كمينا محكما جرى فيه تبادل إطلاق النار مع القوة الإسرائيلية، مما أسفر عن سقوط قتيل وجريح، وبعد ذلك قامت مدفعية القسام وسرايا القدس بقصف المنطقة بقذائف الهاون الثقيلة.
وكانت القوات الإسرائيلية قد أعلنت في وقت سابق عن مقتل ضابط وجندي خلال المواجهات في شمال القطاع، قبل وقت قليل من إعلانها عن مقتل 8 آخرين في أحداث معارك أخرى.
وأوضح البيان العسكري أن الضابط القتيل كان يشغل منصب قائد كتيبة في لواء جولاني، ولقي حتفه في المعارك بشمال غزة، بينما كان الجندي ينتمي إلى نفس اللواء ولقي حتفه في المواجهات في الشمال أيضا.
اللواء جولاني، المعروف أيضا باسم اللواء رقم واحد، يستمد اسمه من منطقة الجليل حيث يتواجد مقر هذا اللواء. يُعرف مركز تدريب هذا اللواء بقرية الجحيم. وتتألف هيكلية هذا اللواء بشكل أساسي من طلاب المدارس الدينية المتشددة، بالإضافة إلى وجود عرب ودروز فيه بنسبة تصل إلى خمسة وثلاثين في المئة.
يضم هذا اللواء ثلاث كتائب من دبابات ميركافا-4، وكتيبة مهندسين، وكتيبتين من المدفعية، وكتيبة مظليين، وسرية حرب إلكترونية، بالإضافة إلى سرية خدمات طبية.
يتميز شعار اللواء بصورة شجرة الزيتون ذات الخلفية الصحراوية. كما تأسس هذا اللواء على يد ديفيد بن غوريون، أول رئيس وزراء إسرائيلي.
شارك هذا اللواء في العديد من المعارك ضد الجيوش العربية، حيث احتل شبه جزيرة سيناء خلال حرب عام 1956، وقام بالاحتلال الاستراتيجي لهضبة الجولان والضفة الغربية في حرب عام 1967. كما شارك في مواجهة القوات السورية خلال حرب عام 1973.
وكانت وزارة الخزانة الأمريكية قد أفصحت اليوم الأربعاء عن فرض عقوبات جديدة، بالتعاون مع بريطانيا، على عدد من الأفراد في تركيا ومناطق أخرى ذات صلة بحركة حماس.
وأكدت الوزارة أن هذه العقوبات تستهدف 8 أفراد يسعون لضمان استمرارية نشاط حركة حماس، من خلال تمثيل مصالحها في الخارج وإدارة شؤونها المالية، وفقا لتقرير صادر عن وكالة “رويترز”.
ومن بين الأفراد المستهدفين، يأتي إسماعيل برهوم، عضو المكتب السياسي للحركة والمقيم في غزة، الذي شغل سابقا منصب رئيس قسم المالية الإقليمية.
وإضافة إلى ذلك، يشمل القرار هارون ناصر الدين، الذي يقيم في تركيا ويشغل منصب رئيس مكتب حماس في القدس، وكان يتعاون في التنسيق المالي مع زاهر جبرين، أحد المنفذين الماليين الرئيسيين لحماس في تركيا، بالإضافة إلى علي بركة، رئيس العلاقات الوطنية لحماس في الخارج والمقيم في لبنان.
وتشمل القائمة أيضا جهاد يغمور، الممثل الرسمي لحماس في تركيا، وماهر عبيد، زعيم سياسي بارز في الحركة، والذي يقيم في لبنان وكان عضوا في المكتب السياسي للحركة منذ عام 2010.
من جهة أخرى، نقلت بيانات من لندن عن وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون قائلا أن الهدف من العقوبات البريطانية ضد حماس وحركات الجهاد هي منع وصول المال إليها وتعزيز عزلهما بشكل أكبر.
تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة قد فرضت سابقا 3 حزم من العقوبات على حماس بعد اندلاع عملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر الماضي، وما زالت الهجمات مستمرة على الرغم من محاولات التهدئة التي استمرت سابقا لفترة قصيرة قبل استئناف الأعمال القتالية.
ندعو بالنصر العاجل والقريب لأهلنا في فلسطين وأن يبدلهم خيرا مما فقدوه وأن يثلج صدورهم بالنصر والفرح بإذنه تعالى.
زورونا يوميا للاستفادة من المحتوى المتنوع والمثير الذي نقدمه لكم، كما يمكنكم متابعة حساباتنا عبر تيليغرام وعبر تويتر أيضا.