لطالما كان مشروع عملة سولانا الرقمية، أحد أبرز المشاريع المهمة والمتطورة في سوق العملات الرقمية، والتي قدمت مستويات أداء مميزة ومبهرة منذ ظهورها وحتى آخر فترة تقريبا. وكانت طريقة تداولها في السوق وتعاملها مع انكساراته، تدل على أنها مشروع عظيم يستحق الوصول للقمة ولو على حساب البيتكوين التي يقال عنها حتى الآن “زعيمة العملات الرقمية”.
لكن أدى انهيار منصة FTX أواخر العام الماضي، وارتفاع مستويات التضخم العالمية، إلى انكسار في أداء منصة سولانا، التي فقدت ما يقارب من 97% من قيمتها مع نهاية عام 2022، لتكون أبرز المتضررين وأكثرهم تأثرا بالتقلبات الأخيرة لسوق العملات الرقمية.
مؤشرات إيجابية قد تساعد منصة سولانا في استعادة عافيتها من جديد
ورغم أن مستخدمي المنصة عانوا كثيرا مؤخرا، لكن توجد بعض المؤشرات التي يمكن أن تبشر بالخير قريبا. فرغم انهيار قيمة العملة بشكل كبير، إلا أنها ما تزال الشبكة الأكثر نشاطا في سوق العلات الرقمية، مقارنة مع جميع شبكات بلوكتشين الأخرى الموجودة في السوق، بما فيهم البيتكوين والإيثيريوم وغيرها.
يذكر أن عدد المعاملات التي تجري على شبكة سولانا قد شهد انخفاضا في بعض الأحيان خلال عام 2022، إلا أن ذلك لم يثنيها عن المضي قدما والاستمرار في تفوقها على جميع منصات العملات الرقمية الأخرى وبفوارق جيدة.
تشير البيانات إلى أن السبب في ازدياد النشاط على الشبكة، كان بسبب تزايد اللجوء لبروتوكولات التمويل اللامركزي DeFi الخاصة بسولانا، إلى جانب ارتفاع معدلات عدد المستخدمين النشطين بشكل يومي على بروتوكولات DeFi.
ُيضاف إلى شبكة سولانا نقطة إيجابية أخرى، إذ كانت الزيادة في معدلات المستخدمين لبروتوكولات DeFi، في ظل انتشار المخاوف بانهيار سولانا وتكراراها سيناريو انهيار FTX، وفقدانها ثقة بعض المستخدمين بالمنصة بشكل كبير. وفي حال استمرار هذا النشاط لبروتوكولات التمويل اللامركزي، فإننا بلا شك سنشهد تعافٍ قريب لشبكة سولانا خلال الأشهر القليلة المقبلة، وربما قبل ذلك.
ارتفاع في نشاط أسواق NFT الخاصة بسولانا قد يكون الأخير من نوعه
شهدت أسواق NFT الخاصة بشبكة سولانا زيادا في نشاطها هي الأخرى، فوفق البيانات الحالية، شهدت منصة سولانا زيادة في أعداد المستخدمين النشطين لأسواق NFT، والتي ارتفعت بنسبة الثلث من 15 ألف مستخدم إلى 20 ألف مستخدم.
لكن هذه الزيادة قد لا تستمر، كون أن مجموعات NFT التابعة لسولانا سيجري نقلها إلى شبكات بلوكتشين أخرى، وهي شبكة الإيثيريوم وشبكة بوليجون. ورغم ذلك فإن ما يُحسب لمنصة سولانا، هو قيامها بلفت مجتمع سوق العملات الرقمية لهذه الرموز وجعلها محط اهتمام لهم.
ارتفاع في أداء سولانا على مواقع التواصل الاجتماعي وتكهنات متضاربة حيال مستقبل مشروع العملة
شهدت شبكة سولانا ارتفاعا في معدلات نشاطها الاجتماعي، إذ تشير إحصائيات موقع LunarCrush، إلى ارتفاع في عدد المشاركات الاجتماعية المرتبطة بسولانا بنسبة 114.8% خلال الأسبوع الماضي، فيما زادت نسبة الإشارة إل حسابات منصة سولانا على مواقع التواصل الاجتماعي بنسبة 8%.
رغم هذه المؤشرات الإيجابية مجتمعة، إلا أن أداء شبكة سولانا استمر في الانخفاض بشكل عام، والآن يعاود مشروع العملة الرقمية للارتفاع بنسبة تجاوزت 12%، مسجلة سعر تداول وصل إلى حدود 11.13 دولار، فيما يرى البعض أن هذا الارتفاع هو إعلان منصة سولانا أنها قد وصلت لرمقها الأخير، وأن هذه الشمعات المرتفعة هي الأخيرة لها قبل أن تنطفئ، لتكون بذلك قد كررت سيناريو FTX تماما.
كانت الكفة ترجح لاستمرار سولانا بالانخفاض حتى الانهيار، الأمر الذي يشير أنهم يمتلكون مؤشرات سلبية عن أداء منصة سولانا أكثر من النقط الإيجابية، الأمر الذي قد يلعب دورا سلبيا في أداء المنصة في سوق العملات عموما. لكن نتمنى أن يكون هذا الارتفاع الجديد هو شرارة التعافي، التي ستعلن من خلالها منصة سولانا أنها ذاهبة لدخول التاريخ بهذه السيناريوهات غير المتوقعة، لتعود للمنافسة من جديد مع بقية مشاريع العملات الرقمية.
