ترندينغ

ما هي علاقة مشروع هارب الأمريكي بزلزال المغرب؟

تعرض المغرب لزلزال عنيف ضرب عدة مناطق بقوة 6.3 درجات على مقياس ريختر، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات من الأشخاص وتهدم عدد من المباني والمنازل.

وشهدت المنطقة هزات ارتدادية خلال الأسابيع الماضية، مما زاد من حالة الخوف والفزع لدى السكان.

وانتشرت صور وفيديوهات توثق حجم الكارثة التي أصابت المغرب على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ظهرت مشاهد مؤلمة لضحايا الزلزال وأهاليهم، وكذلك للأشخاص الذين اضطروا إلى قضاء ليلتهم في الشوارع والأرصفة خوفا من انهيار منازلهم.

وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع المأساة التي تعيشها المغرب، حيث تداولوا منشورات تطالب بالدعاء والتبرع لصالح ضحايا الزلزال، وأبدوا تضامنهم مع الشعب المغربي في هذه الظروف الصعبة.

مشروع هارب: هل يُستخدم كسلاح سري لإحداث الزلازل؟

ولكن في نفس الوقت، كان هناك جانب آخر من المستخدمين، خصوصا على موقع منصة إكس أو ما كان يُعرف بتويتر سابقا، يروجون لنظرية مؤامرة تربط بين زلزال المغرب ومشروع هارب (HAARP)، وهو مشروع أمريكي سري يُشتبه في قدرته على التحكم في الطقس وإحداث الزلازل.

ومن بين المستخدمين، كان هنالك أحمد العيسى الذي نشر فيديو للدكتور مصطفى محمود وهو يتحدث عن مشروع هارب.

ما هو مشروع هارب؟

مشروع هارب هو اختصار لـ High Frequency Active Auroral Research Program أو برنامج الشفق القطبي النشط عالي التردد.

وهو مشروع بحثي تم إطلاقه في عام 1993 بالتعاون بين جامعة ألاسكا والجيش الأمريكي ووكالة المشاريع المتقدمة للدفاع (DARPA)، بهدف دراسة الغلاف الأيوني للأرض، وهو طبقة من الغلاف الجوي تحتوي على جزئيات مشحونة كهربائيا.

ويستخدم مشروع هارب نظاما من 180 هوائيا موزعة على مساحة 14 هكتارا في ألاسكا، تصدر موجات راديوية عالية التردد تصل إلى 3.6 مليون وات، تضرب طبقة الأيونوسفير، وهي جزء من الغلاف الأيوني، مما يؤدي إلى انعكاس الموجات وتسخين المنطقة المستهدفة.

كما أشار العديد من المستخدمين مثل go2islam، إلى إمكانية ربط الزلازل في تركيا والمغرب بمشروع هارب.

ما هي أهداف مشروع هارب؟

يرجع فكرة إنشاء مشروع هارب إلى الفيزيائي الأمريكي نيكولاس تسلا، الذي اقترح في عام 1891 إمكانية استخدام المجال الكهرومغناطيسي للأرض لإرسال رسائل لاسلكية عبر المسافات الطويلة.

وقد استند مشروع هارب على نظرية تسلا، وأضاف إليها أهدافا بحثية أخرى، من بينها:

  • تطوير تكنولوجيا المجال الأيوني لتحسين أداء الاتصالات اللاسلكية والمراقبة.
  • دراسة سلوك المجال المغناطيسي للأرض وتأثيره على الأقمار الصناعية والمركبات الفضائية.
  • اختبار تقنيات جديدة للكشف عن الصواريخ البالستية والأسلحة النووية.
  • استكشاف آثار الإشعاع الشمسي على الغلاف الأيوني والمجال المغناطيسي للأرض.
  • إنشاء شفق قطبي اصطناعي لدراسة ظاهرة الشفق الطبيعي وتأثيرها على المناخ.

هل يمكن لمشروع هارب أن يسبب زلازل؟

منذ بدء تشغيل مشروع هارب، تحيط به الكثير من الغموض والسرية، خاصة بسبب علاقته بالجيش الأمريكي ووكالة DARPA، التي تعنى بتطوير التقنيات المتقدمة للدفاع.

وقد أثار هذا الأمر شكوكا وانتقادات من قبل بعض العلماء والنشطاء والصحفيين، الذين يزعمون أن مشروع هارب يستخدم كسلاح سري للتحكم في المناخ والطقس وإحداث زلازل اصطناعية.

وتستند هذه الادعاءات إلى ملاحظة بعض الظواهر الغريبة التي تسبق حدوث بعض الزلازل، مثل ظهور وميض أزرق في السماء، أو سماع أصوات غير مألوفة، أو حدوث تغيرات في سلوك الحيوانات.

ويربط بعض المؤمنين بنظرية المؤامرة هذه الظواهر بتدخل مشروع هارب في المجال الكهرومغناطيسي للأرض، مما يؤدي إلى تحريك الصفائح التكتونية وإثارة نشاط البراكين.