ترندينغ

ما هي قصة بدر المطيري؟ وكيف تم انتحال شخصيته؟

بعد أن أصبحت قصة بدر المطيري، المسجون الكويتي، حديث العالم العربي بسبب الظلم الكبير الذي تعرض له، يبحث الكثير من الناس عن تفاصيل قصة بدر المطيري كاملة، وما هو اسم منتحل شخصية بدر المطيري؟

بودكاست بدر المطيري

وقد كشف المواطن الكويتي بدر المطيري تفاصيل قصته التي أدت إلى سجنه ظلما لمدة عام وثمانية أشهر، بعد أن قام شخص بانتحال هويته عبر تزوير صورة جواز سفره، والذي أدى إلى اتهامه في قضية مخدرات لم يكن له أي علاقة فيها.

ما هي بداية قصة بدر المطيري؟

وفقا لما ذكره المطيري في مقابلة على بودكاست “محفوف“، تعود أحداث القصة إلى عام 1999، ففي ذلك الوقت، كان بدر المطيري، وهو كويتي الجنسية وعمره يقارب 28 عاما، يستعد لزفافه ومنشغل بتحضيراته مع الأهل والأصدقاء.

وفي أحد الأيام، بينما كان في سيارته مع نسيبه في منطقة بيان بالكويت، أوقفته الشرطة عند نقطة تفتيش، وبعد فحص هويته قررت الشرطة القبض عليه، مما أثار دهشته ودهشة نسيبه، وتم سحب بدر إلى قسم الشرطة واحتجازه هناك.

بدر المطيري وبداية صدمته النفسية في السجن

لم يكن بدر يفهم سبب القبض عليه، خاصة وأنه كان في وسط تحضيرات زفافه، إذ أكد للشرطة براءته لكن الصدمة الكبرى جاءت عندما أخبرهم مدير إدارة التنفيذ أن عليه محكومية لمدة سبع سنوات: خمس سنوات بتهمة تعاطي المخدرات وسنتين إضافيتين بسبب هروبه من الشرطة بعد القبض عليه.

وكانت هذه اللحظة مفجعة لبدر ولأسرته، حيث لم يتمكن من تصديق ما حدث.

وبعد ساعات من الاحتجاز، نُقل بدر إلى السجن رسميا، وعانى من صدمة نفسية كبيرة، حيث كانت هذه أول تجربة له داخل السجن.

ولم يتمكن بدر من الزواج خلال فترة سجنه، وتخلت عنه عائلة العروس بسبب تصديقهم لتهمته، وحاول بدر التواصل مع محامين لإثبات براءته، لكنهم وجدوا أن الحكم نهائي ولا يمكن تغييره.

واستسلم بدر للأمر، لكن حالته النفسية تدهورت بسبب المشاكل التي واجهها في السجن ومع السجناء الآخرين، حيث كان يمضي فترات طويلة بدون طعام.

كيف ظهرت الحقيقة؟ ومن هو منتحل شخصية بدر المطيري؟

بعد انتهاء فترة سجنه، توجه بدر إلى إدارة التنفيذ لإنهاء محكوميته، واكتشف هناك أن الجواز الذي استُخدم في تزوير هويته كان يحتوي على اسمه ولكن بصورة شخص آخر.

وتبين أن شخصا يدعى عيفان، وهو من غير محددي الجنسية، كان قد استخدم جواز بدر المطيري بعد أن سرقه من سيارته عقب حادث عام 1998، فقد ارتكب عيفان الجرائم، بما في ذلك تعاطي المخدرات، مستخدما هوية بدر.

بدر المطيري يطالب بالعدالة

بعد اكتشاف الحقيقة، طالب بدر بحقه من الشرطة وتعويضا عن سجنه ظلما، وعين محاميا وقُدر التعويض بمبلغ 250 ألف دينار، لكن المحكمة حكمت له بـ 50 ألف دينار فقط.

وأثناء تنفيذ الحكم، أبلغته الشرطة أن القاضي حكم له بـ 50 ألف دينار ولكنه قد استلم بالفعل 250 ألف دينار، وطالبته بإعادة 150 ألف دينار.

قضية بدر المطيري تشعل مواقع التواصل الاجتماعي

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، يصعب حصر سيل التعليقات المتواصلة التي يتعاطف أصحابها مع المطيري، بينما يؤكد كثيرون، أنهم بكوا عدة مرات وهو يشاهدونه يسرد تفاصيل مؤثرة عن معاناته.

وقال المحامي الكويتي، نافع المطيري، في تعليق على قصة مواطنه بدر: مع وجوب التعاطف مع #الكاتب_بدر_المطيري لما أصابه من ظلم وبهتان، إلا أن المجتمع يدين له بفضل الكشف عن ترهل القوانين والتشريعات المعمول فيها، ووجود خلل في الإجراءات التي أدت إلى سلبه حريته، وهذا ثمن باهظ جدا يستحق أن تراجع التشريعات من أجله حتى لا تنتج بدرا آخر.

قصة بدر المطيري تتحول إلى مسلسل

بعد أن انتشرت قصة بدر المطيري في الكويت وأصبحت معروفة لدى الجميع، قررت منصة “شاشا” تحويل قصته إلى مسلسل درامي ليعرفها العالم، مسلطة الضوء على المعاناة التي عاشها بسبب انتحال الهوية والظلم الذي تعرض له.

وبهذا نجد أن قصة بدر المطيري هي مثال على تأثير انتحال الهوية والأخطاء القضائية على حياة الأفراد، فعلى الرغم من أنه حصل في النهاية على بعض التعويض، إلا أن الأضرار النفسية والاجتماعية التي تعرض لها لا يمكن تعويضها بالكامل، إذ تعكس هذه القصة أيضا أهمية تحقيق العدالة والتحقق الدقيق في القضايا الجنائية.