انفصلت عملة مشروع تيرا UST الرقمية عن الدولار الرقمي في بدايات مايو 2022، مما أدى إلى انهيار عملة لونا ووصول سعرها إلى الصفر تقريبا، وكان ذلك نهاية عصر العملة.
لم يطل الأمر حتى تم الإعلان عن إنشاء مشروع لعملة رقمية جديدة على أنقاض المشروع القديم، تحت اسم لونا، وحمل المشروع القديم اسم “لونا كلاسيك”.
إعادة توزيع للعملة في سبيل تعويض المتضررين لم تفِ بالغرض
قامت بعد ذلك إدارة العملة الجديدة، بإعادة توزيع للعملة على المستخدمين المتضررين من الانهيار السابق، لكنهم اشتكوا من وجود ظلم في ذلك التوزيع، إضافة إلى أن حجم العملات الرقمية الموزعة لا يكفي لتغطية الخسائر. ومما زاد الأمر تعقيداً، هو انخفاض سعر عملة لونا، الذي أدى إلى خفض قيمة التعويض للمستخدمين.
وقام مطورو العملة الجديدة بالإعلان في سبتمبر 2022 عن دفعة توزيع جديدة للمستخدمين من العملة. وأدت التصريحات الصحفية والإعلامية المرتبطة بالتوزيع، إلى تسجيل نمو كبير لعملة لونا، الذي ترتب عليه عودة سعر العملة الرقمية إلى قيمة السابقة.
كيف انتقل تداول LUNC من الصفر إلى أرقام إصداره القديم الذهبية؟
وكان قد تواصل تداول لونا كلاسيك بحدود قريبة من 0 دولار حتى نهاية سبتمبر 2022، لتظهر العملة الرقمية نموا بمستويات فارقة، متأثرة بالأخبار التي تداولت عزم المطورون إدخال آلية لحرق العملة الرقمية على منصة بينانس.
وتم إجراء أول عملية حرق للعملة في 4 أكتوبر 2022، لتقوم بعدها منصة بينانس بتأكيد حرق جزء من لونا كلاسيك، ما تعادل قيمتها 1.86 مليون دولار.
فضيحة كبيرة هزت استقرار شبكة LUNC لم تجعل أول نجاح لها يكتمل
وكانت قد أصدرت أحد المحاكم التابعة لكوريا الجنوبية في سبتمبر، أمراً يقضي باعتقال دو كوون المطور والمؤسس المشارك في شبكة العملة الرقمية لونا، ليقوم بعدها بالهروب، بدلاً من الامتثال لأمر المحكمة والمثول أمامها.
وكانت هذه بحد ذاتها فضحية كبيرة لشبكة العملة، حيث لم تتح المجال لمطوري لونا كلاسيك من رفع قيمتها السوقية، أو النجاح في إعادتها للحياة. وهذا لا يدع مجالاً للشبكة في أن تستعيد سمعتها بسهولة، خاصة بعد هذه المصيبة.
ما آراء الخبراء حول مقدرة شبكة لونا كلاسيك على التعافي؟
يرى ديمتري نوسكوف، أحد خبراء بورصة StormGain المتخصصة بالعملات الرقمية، أنه لا فائدة من انتظار المستثمرين لارتفاع سعر عملة لونا كلاسيك، وخاصة بعد فقدان الثقة بالشبكة نتيجة هروب مؤسسها. إذ قام فريق التطوير من مختبرات تيرافورم بالتخلي عن الاعتراف بالمؤسس كوون، وأن الفريق سيقوم بالاستمرار في عمليات تطوير العملة بدونه.
ومع ذلك يبقى موضوع إعادة كسب ثقة العملاء أمراً صعباً في ظل كل تلك التحديات، لذلك لا فائدة ترجى من انتظار حدوث معجزة، تجعل العملة LUNC الوجهة القادمة للاستثمار.
ويؤيد رأي نوسكوف إلى حد ما… أحد االمستثمرين، الذي يعمل أيضا كمحلل مالي ومختص في إدارة العملات الرقمية، إنها أناستازيا أكسينوفا، التي تؤكد تلك المعلومات ومدى تأثيرها الكبير على الشبكة، لكن رغم كل ذلك، لاتزال تأمل في أن تعود LUNC لساحة المنافسة من جديد.
تفاؤل وسط العاصفة لا يمكن له أن يحل مكان المعجزة
وتكون أناستازيا على تيقن من أن استعادة لونا كلاسيك لسمعتها ليس بالأمر السهل، فأحداث مايو قد تركت ضرراً بليغاً على الشبكة وعملتها، لكن ما يزال مشروع الشبكة مدعوما من منصة بينانس، الأمر الذي قد يوفر فرصة جديدة لشبكة لونا، لكن ذلك قد يكون مصحوب ببعض المخاطرة.
ولا تستبعد أناستازيا إمكانية نمو LUNC على المدى القريب، ذلك في حال شهدت سوق العملات الرقمية تحركات إيجابية مُبشرة. لكن حالياً، تبقى العملة مجرد وسيلة للضخ والتلاعب، ومن المرجح أن بينانس تقوم بالتحكم فيها بشكل شبه كامل، مما يترتب عليه وجود مخاطرات تحيط بالاستثمارات طويلة الأجل.
أما عن رأي فلاديمير كاردابولتسيف، الرئيس التنفيذي لشركة PointPay، فإنه لا يرى مكاناً للمشروع في السوق مستقبلاً على المدى البعيد. حيث أن الحقيقة، حسب وجهة نظره، هي تفضيل الإصدار الجديد من العملة على حساب القديم من قبل مجتمع العملات الرقمية، رغم أنها لا تزال تعيش فترة من الضغط في اتجاهات هبوطية، كما هو حال سوق العملات الرقمية.