رغم ما تشهده سوق العملات الرقمية من مستويات منخفضة في الأداء، وتسجيلها العام الماضي انهيارات قاسية وأضرار وخسائر كبيرة، وخاصة في الأسواق الفرعية الناشئة عن العملات الرقمية بما فيها أسواق NFTs، تبقى تطبيقات الميتافيرس واستثماراتها تحافظ على نفسها بعيدا بعض الشيء عن التخبطات الكبيرة، متأقلمة مع الوضع الحالي مقارنة على المدى طويل الأجل.
وقامت شركة McKinsey & Company بتقديم تقرير خاص بها، عن استثمارات الميتافيرس وأفق تطويره، والإمكانات الكبيرة لهذا المجال التي يمكن أن تصل قيمته في السوق حدود 5000 مليارات دولار بحول العام 2030.
تحديات كبيرة وجوانب أساسية يجب التركيز عليها للوصول إلى طاقة الميتافيرس القصوى
من أجل الوصول لمكامن الطاقة المختزنة في الميتافيرس، وتفجير الإبداع والإمكانات الهائلة لها، قام تقرير شركة McKinsey بالإضاءة على أربعة جوانب أساسية، يمكن من خلالها التوصل لاستثمارات كبيرة للميتافيرس، متمثلة بأجهزة الاستشعار وأجهزة AR وVR، والأجهزة اللوحية واللمسية والأجهزة الطرفية، إلى جانب تسهيل الوصول لهذه التقنيات وتبسيط استخدامها وتوفير أدوات تطويرها، مع توفير إمكانية التشغيل في بيئة مرنة وحرة بعيدا عن أي تقييد لهذه الإمكانات.
ويقاس نجاح تقنية الميتافيرس من خلال ما ستقدمه للبشرية، والطريقة التي سيقوم بها الإنسان باستخدامها، التي تشكل الجانب الأهم في عملية التطوير والاستثمار، وتعبر عن المدى الفعلي للحاجة لهذه التقنية جنبا إلى جنب مع الأعمال اليومية والروتينية للإنسان، وفي مختلف جوانب الحياة الاجتماعية والعملية.
تشهد تقنيات الميتافيرس مستويات انتشار وتبني كبيرة، فيما يخص مجالات التعليم والتسويق والاجتماعات الافتراضية، إذ يذكر قيام مؤسسة الإنتربول الدولية بإدخال تقنية الميتافيرس إلى نظام عملها، بهدف تفعيل الاجتماعات الافتراضية بصورة أكثر واقعية وفعالية في مختلف فروعها حول العالم.
ولكن بصورة عامة، شهدت تقنية الميتافيرس مستويات تبني تراوحت بين المنخفضة إلى المتوسطة من قبل كبار المدراء التنفيذيين، وفق بيانات شركة McKinsey الصادرة عن تقريرها في أبريل الماضي.
الميتافيرس أعظم من أن يتم الاستغناء عن خدماتها
وذكرت الشركة في تقريرها عبارة جوهرية، مفادها أن الميتافيرس تقنية لا تستحق التجاهل أو التهميش، فالأثر الذي يمكن لها أن تحدثه على الحياة البشرية والاقتصادية لا يمكن التغاضي عن التفكير به، أو استثماره في تطوير نمط العمل والحياة اليومية.
وأشارت شركة McKinsey أنه بحلول عام 2030، يمكن أن تستطيع الميتافيرس أن تستحوذ على أكثر من نصف الاجتماعات واللقاءات التي تجري وجها لوجه بين المعنيين والقائمين عليها، مما يعني أن الميتافيرس ستصل بقيمة استثماراتها وأرباحها من مبيعات التجهيزات اللازمة لعقد هذه الاجتماعات، ما يفوق حدود الـ5 تريليونات دولار.
وستوفر أيضا تقنية الميتافيرس إمكانية تجفيف الأشواق للأصدقاء والمحبين والمرتبطين، من خلال تطبيق التواصل الافتراضي، الذي سيجمع بين الطرفين كما لو أنهم في مكان واحد، مهما كانت المسافة بينهما.
