يعود مسلسل “المؤسس عثمان” بجزئه الثالث إلى الشاشات ليُشعل الحماس بأحداثه المثيرة والصراعات المعقّدة، والتي تظهر فصولا ملحمية في تاريخ تأسيس عثمان لدولته وكفاحا صعبا يقدم فيه الكثير من التضحيات للمضي قدما نحو استقرار الحدود وتأمين رفاهية القبائل التركمانية.
تنطلق أحداث الموسم الثالث بفرحة عارمة في قبيلة الكايي بعد ولادة وريث عثمان وطفله الأول الذي أسماه أورهان، إلا أن هذا الفرح يتبدل سريعا إلى توتر بسبب حمل بالا والذي آثار الغيرة لدى مالهون ولكن لاحقا تتغلب السيدتان على المشاكل التي تحدث بينهما وتستطيعان أن تتأقلمان في العيش، وهذا ما دفع عثمان لبناء خيمة مزدوجة تتسع زوجتيه ليعيشوا معا.
ويستمر عثمان في توسيع حدود سلطته، ويتابع العالم الكاثوليكي بقلق تطورات المجتمع التركي التي تثير رعبه، وخصوصا أن عثمان تحرك للقبض على القس غريغور وذلك بتوجيه من الرجل التركماني الحكيم ذو اللحية البيضاء، ولكن حصول عثمان على غريغور جعله في خصومة مع الحكام البيزنطيين.
يتنافس حكام بيزنطة، آيا نيكولا وكوسيس وروغاتوس في الحصول على القس غريغور، بالتعاون مع الكتالونيين الذين يبيعون نفسهم للذهب، ويتعرض عثمان لخيانة جديدة في القبيلة تتكلل أولى معالمها في خسارة حصانه الأسود المفضل لديه كاراييل، وهذا ما يحزن قلبه كون الحصان هو شرف الفارس التركي.
في هذا الوقت يظهر سيد جديد يدعى تورغوت كان قد قدم بقبيلته إلى المناطق الحدودية ليقاتل بجانب عثمان ويؤمن عيشا كريما لقبيلته من غنام الجهاد، ولكن ينشب خلاف بينهم بسبب تسرع تورغوت وتصرفاته الطائشة التي لم تعجب عثمان.
يقوم تورغوت أيضا باختطاف شقيقة الحاكم كوسيس، وهذا ما يثير غضب الحاكم ويجعله في مواجهة مباشرة مع تورغوت، والذي كان قد طلب الصلح مع عثمان، ولكن عثمان يعلق هذا الأمر ويتركه بغير قرار، وذلك بسبب كشف وجود تعاون بين الحاكم والكتالونيين الذين قاموا بالهجوم على السيد عثمان.
ويكشف عثمان أمر الراهب غريغور وقطعة الخشب المقدسة التي أخفاها في داخل يده، وبعد ذلك تبدأ المفاوضات لاستعادة السيد تورغوت ويتمكن من تحريره بعد مبادلته بغريغور، ولكن سرعان ما يعود القس إلى القبيلة بسبب اكتشافه أنه قد فقد الرمز المقدس لهم، وهذا ما يثير دهشة جميع الأسياد في القبيلة.
يفقد الأب غريغور روحه على يد الحكام الذين دبروا مكيدة لقتله وإلقاء ذنب دمه على عثمان، لتحريض المسيحيين ضده، وفي هذا الوقت ينضم لصف الأعداء حليف جديد وشرس وهو الوزير السلجوقي علم شاه، الذي جاء لضبط الحدود وفرض السلام في المنطقة بأمر من السلطان مسعود.
وتظهر بالتدريج نوايا الوزير السيئة، والذي بدأ بإقامة التحالفات مع البيزنطيين عبر إقامة سوق مشتركة يدعي فيها أنها ستكون وسيلة للصلح وتحقيق الترف لكافة الأطراف، ولكن عثمان يفشل مخططه ويحرق السوق وهذا ما يستفز الوزير ويجعله يجابه عثمان مباشرة من أجل القضاء عليه.
من أجل ذلك يتحالف الوزير علم شاه مع المغول، وليتحقق عثمان من صحة الوثيقة التي جاء بها الوزير من السلطان إلى المنطقة الحدودية، يذهب عثمان إلى قونية لمعرفة حقيقة ما يجري، وعند لقاءه بالسلطان وحديثه معه، يكتشف أن الوزير قد قام بتشويه سمعة عثمان لدى السلطان وأنه يخالف القوانين، وفي هذه اللحظة يقوم الحاجب بطعن السلطان بخنجر عثمان المسروق لاتهامه بقتل السلطان، وهنا يصدر السلطان بعد استفاقه أمرا بإعدام عثمان في المكان الذي يعثر عليه.
ومع صدور هذا القرار، لم يعد بإمكان عثمان العودة إلى القبيلة كسيد لها، ويستقر في الجبال في معسكر صغير برفقة محاربيه فقط، وخلال مسيرته هناك يلتقي بالكثير من الأبطال بما فيهم تورهان ألب والراعي أكشا، ويقدمون له دعما كبيرا.
يسيطر هنا الوزير علم شاه على القبيلة وسوغوت وقلاع عثمان، ويجعل جوندوز سيدا لقبيلة الكايي الذي كان في خلاف مع أخيه، ومع صدور قرار إعدام عثمان يأمر الوزير بنفي زوجات عثمان ووضعهن في السجن، وهذا ما يبعد مالهون عن طفلها ويضع بالا في ظرف صحي خطير بسبب حملها.
ويقوم عثمان بعدها بإنقاذ زوجاته، وتقوم السيدة سيلجان والدة عثمان الروحية وزجة غوندوز السيدة زهراء برعاية أورهان، ويحصل عثمان على مساعدة من كومرال عبدال، ويأتي الحاكم كوسيس لطلب المساعدة من عثمان بعدما خسر شقيقته التي كانت تستعد للزواج من تورغوت عقب قيام جوندوز بتسليمها للوزير والذي سلمها بدوره للحاكم نيكولا.
وكان الحاكم نيكولا قد أظهر نوايا الزواج من شقيقة كوسيس الأميرة ماري، ولكن بعد حصوله عليها بمساعدة من الوزير، يقوم نيكولا بطعن ماري ومحاولة قتلها ولكن يتدخل تورغوت لينقذ ماري ويعود بها جريحة إلى معسكر عثمان السري.
تتعافى الأميرة ماري ويقام حفل زفاف لها على السيد تورغوت في قلعة أخيها الحاكم كوسيس، وتزداد قوة علاقة كوسيس بالسيد عثمان الذي لا ينفك عن المحاربة معه في كل معاركه والتي وجد فيها راحة لنفسه الغاضبة، كما أنه انقلب على نيكولا الذي حاول قتل أخته وبدأ يقنع الحاكم روغاتوس بالانضمام له والتحالف معه ضد الوزير ونيكولا الذين يريدان السيطرة على كل شيء بمفردهما.
يقبل روغاتوس عرض الحاكم كوسيس والذي كان يريد الإيقاع بالوزير بمساعدة من عثمان في قلعة روغاتوس، وذلك بإقامة مأدبة عشاء ودعوة الوزير ونيكولا على شرفها، وعند انتهاء المأدبة يقوم عثمان بالتسلسل إلى غرفة الوزير ليقضي عليه، ولكن جوليا (قائدة وحدة خاصة لدى روغاتوس) تكشف مخططهم وتنقله لنيكولا والوزير الذين استعديا جيدا لهذا السيناريو.
يقع عثمان وكوسيس وروغاتوس في الأسر، ويخسر الحكام قلاعهم، ويأخذ الوزير عثمان إلى إيناغول من أجل إعدامه مع محاربيه أمام جميع سكان القلعة بعدما حاول قتله عدة مرات، ولكن ينجو عثمان بمساعدة من أحد قادات الدولة السلجوقية التي حصل عليها من خلال مساعد الوزير كونور الذي كان يقدم المساعدة سرا لعثمان.
المساعدة التي حصل عليها كانت من أجل لقاء عثمان من جديد بالسلطان لتوضيح حقيقة ما جرى في قصر السلطان وأن عثمان بريء، ولكن يرسل الوزير ونيكولا الجنود لقتل عثمان على الطريق قبل وصوله إلى قونية، وهنا ينجح عثمان في الهرب ويتعاون كوسيس للدخول إلى قونية ويوضح للسلطان حقيقة ما جرى، ويعود عثمان إلى قبيلته ومعه قرار يقضي بعودة القلاع إلى الحكام والتي كان الوزير قد سيطر عليها.
ويستطيع عثمان بعدها القبض على الوزير وغيخاتو الذين كانا يريدان قتل السلطان ويأتي بهما إلى القبيلة لإعدامهما، وفي هذه الأثناء يأتي السلطان ليمنع قتلهما، ولكن عثمان لا يقبل بخيانة المظلومين وترك الظالم على قيد الحياة، لذلك يقوم بقتل الوزير أمام أعين جميع الحكام والسلطان، وهذا ما يثير دهشة الجميع.
ويقوم عثمان بتوضيح ما فعله غيخاتو والوزير وذلك من خلال الدلائل والشهود على جرائمهم بما فيهم كونور، ويقبل السلطان بشهادتهم ويقوم بأخذ غيخاتو إلى قونية لتسليمه لحكام المغول الذي كان غيخاتو يحاول الانقلاب عليهم، ولكن يطلب عثمان مقابل ذلك دعما من السلطان بالسلاح والمحاربين والأراضي المحاذية ليني شهير وقرى أخرى والتي قبل بها السلطان أيضا.
وخلال حرب الكايي مع المغول والوزير علم شاه والبيزنطيين، كان عثمان قد واجه عدوا قويا أيضا من أعوان البابا، والذين أسموا أنفسهم بعصابة الظل، وكانت جوليا تنتمي إليهم والتي حاولت سرقت أمانات أرطغرل لعثمان وقتل بالا وطفلها ولكن تقوم غونجا بالدفاع عنها وهذا ما جعلها تسقط شهيدة في الهجوم على القبيلة خلال غياب عثمان بسبب قرار إعدامه.
كما قاموا بتسميم الأميرة ماري والذي تم عن طريق مساعدتها كورنيليا التي كانت تنتمي لعصابة الظل تلك، وقام الأستاذ أريوس زعيم العصابة بتوجيه باركين ابن عم السيدة مالهون، بقتل أبيه وقتل والد مالهون والسيطرة على سيادة قبيلته وقبيلة الكيزيل، وادعاء أنه حليف لعثمان.
يقام بعدها فرح كبير في القبيلة طال انتظاره من قبل المتابعين، وهو زواج جيركوتاي من السيدة أيجول ابنة عم عثمان، والتي وقع في حبها قبل إسلامه وزاد حبه لها بعد ذلك، وينجب منها أطفالا أيضا لم يتم الإفصاح عن عددهم او شخصياتهم.
ويستمر عثمان بالفتوحات وبعد هدنة مدتها 10 أعوام بين عثمان ونيكولا والتي جرت باتفاق بين السلطان مسعود والإمبراطور أندرونيقوس، يكشف عثمان النقاب عن تجهيزاته العسكرية التي قام بها بالقرب من قلعة إيناغول وأحضر المناجيق إليها سرا في القوافل التجارية ويستخدمها في فتح القلعة، ولكن يتعرض جوندوز لإصابة بليغة خلال الفتح.
ويتمكن عثمان أيضا من القبض على نيكولا الذي حاول الهروب بعد خسارته القلعة، ويأتي رسول الإمبراطور لتحذير عثمان من قتل نيكولا، ولكن بعد وصول خبر استشهاد جوندوز متأثرا بإصابته البليغة، يفقد عثمان صوابه ويصمم على قتل نيكولا الذي سفك دما الكثير من الأتراك، ويقوم بقطع رأسه في وسط إيناغول.
وبعد فتح إيناغول يُكشف أمر الأستاذ أريوس وباركين معا، ويعلم عثمان بجميع المكائد التي قامها بها في القبيلة والتي كانت تهدف لتدمير عثمان وإنهاء وجود الاتراك، ليقوم عثمان بقطع رأسيهما انتقاما للشهداء الذين سقطوا بسببهم.
وبعد فتح إيناغول وسيطرة عثمان على العديد من القلاع المجاورة، أصبح الطريق إلى يني شهير مفتوحا، ويرسل الإمبراطور جيشا بقيادة رومانوس إلى المدينة، ولكن ينمكن عثمان من التغلب عليه والسيطرة على مدينة يني شهير التي جعلها مركزا للقتوحات وعاصمة لإمارته في المنطقة الحدودية.
ولكن للأسف يفقد جيركوتاي في هذه الحرب زوجته أيجول التي قامت بالدفاع عنه خلال الحرب، والتي رأت قبل أيام قليلة من المعركة أنها ستموت وقامت بتوديع جيركوتاي قبل الحرب وخلالها وهذا ما أحزن جيركوتاي كثيرا بفقدان بامسي وأيجول أحب الأشخاص إليه.
وبهذا يكون قد انتهى الموسم الثالث بفتح عثمان ليني شهير والتخلص من عدو لدود استمر لموسمين كاملين هو الحاكم نيكولا، إضافة إلى زيادة مساحة أراضية وتعزيز قوته بين الاتراك بفتح قلعة إيناغول ويني شهير التي تهيئ طريق الفتوحات إلى قلاع ليفكه وكاستل وكيتا وأطرانوس ومن ثم مدن بورصة وإيزنيك أكبر مدن البيزنطيين.
هذا العمل الكبير ليس مجرد مسلسل ترفيهي، بل رحلة ملحمية تروي بدايات إمبراطورية عظيمة، مما يجعله محط أنظار الجماهير الباحثة عن الإثارة والتاريخ.
لمتابعة حلقات مسلسل المؤسس عثمان يمكنك الحصول عليها عبر موقعنا عبر الرابط من هنا، أو الانضمام إلى قناتنا عبر التليغرام والمشاهدة بدون الخوف من تقطع الإنترنت.
البطل الأساسي في مسلسل “المؤسس عثمان” هو الممثل بوراك أوزجيفيت، الذي يلعب دور السيد عثمان بن أرطغرل بن سليمان شاه، وهو الشخصية الرئيسية الذي يروي قصة نشأته ومغامراته في تأسيس الدولة العثمانية. كما تظهر شخصيات أخرى مهمة مثل بوران ألب (يجسده الممثل يغيت أوشان)، وهو المساعد الأول والأهم بالنسبة لعثمان فهو خازن الأسرار والمرافق الدائم له، ويساعده لاحقا في شؤون الحكم والإدارة وتأمين الحماية له ولعائلته.
كما تعد شخصية بالا خاتون أحد أبطال العمل الرئيسيين (تلعب دورها الممثلة أوزجه تورير)، وهي ابنة الشيخ أديب علي الذي يتبع له الآخيون والأخوات، وتقلت تدريبها وتعليمها منذ الصغر على يد والدها فقط الذي عوضها عن والدتها التي توفيت عند ولادتها، لتصبح لاحقا زوجية السيد عثمان التي تنشغل في أعمال إدارة القبيلة وسوغوت ويني شهير وتأمين متطلبات الأهالي ومساعدتهم، ناهيك عن دورها الكبير في كثير من الفتوحات التي قام بها عثمان.
كما يعد الشيخ أديب علي (يلعب دوره الممثل سيدا يلدز) الإنسان الذي ساهم في بناء شخصية عثمان الدينية العادلة والذي أعطاه الكثير من الدروس والحكم على مدار حلقات الموسم، وهذا ما صقل شخصية عثمان أكبر وجعله عادلا في حكمه وتصرفاته، إضافة إلى أن أديب علي ساهم في إدخال الكثير من الشخصيات في الإسلام ممن كان يحارب عثمان، لعل أبرزهم جيركوتاي (يلعب دوره الممثل شاغري شنسوي) الذي مان قائدا مغوليا ولكن شهامة عثمان وقوة إيمانه أدخلت النور إلى قلب جيركوتاي وهذا النور قام بإكماله كل من الشيخ أديب علي والسيد بامسي (يلعب دوره الممثل نور الدين سونمز) الذي كان الأب الروحي لجيركوتاي وكانا رفيقا درب خلال عدة حلقات، ليصبح جيركوتاي لاحقا أحد أهم المحاربين والفاتحين في عهد السيد عثمان.
هؤلاء الأبطال يقدمون أدواراً مهمة في تطوير الحبكة الدرامية والسرد في المسلسل، وتأثيرهم يكمن في تشكيل وجهة نظر الجمهور حول قصة تأسيس الإمبراطورية العثمانية.
قبيلة الكايي (أو القايي) هي إحدى أعظم القبائل الـ24 التي تنتمي لشعوب الأوغوز التركية، وهي إحدى الفروع التابعة لاتحاد بوزوق القبلي. وكلمة كايي تعني (الشخص الذي لديه القوة والسلطة)، ورمزها طائر السنقر الذي يعتبر أضخم أنواع الصقور.
جاءت قبيلة الكايي مع السلاجقة في القرن الـ11 إلى الأناضول قادمين من آسيا الوسطى، واستقر بعض أفراد ومجموعات قبيلة الكايي في منطقة البلقان في القرن الـ14.
يكتنف الحياة السياسية المبكرة لهذه العشيرة الكثير من الغموض، وهي أقرب إلى الأساطير منها إلى الحقائق، وكل ما يُعرف عنها أنها وصلت إلى أعالي الجزيرة بين دجلة والفرات في عهد زعيمها كندز آلب، وسكنت في المراعي المجاورة لمدينة اخلاط في منطقة الأناضول الشرقية، ثم توفي كندز آلب في العام التالي لنزوح عشيرته إلى حوض دجلة، ليترأس القبيلة ابنه سليمان شاه، ومن بعده حفيده أرطغرل، وما تزال أحجار وقبور الكثير من الأجداد من بني عثمان من قبيلة الكايي متواجدة في تلك المنطقة.
هاجر أرطغرل مع عشيرته لاحقا إلى مدينة إرزينجان، وكانت مسرحا للقتال بين سلاجقة الروم والخوارزميين، فالتحق بخدمة الأمير علاء الدين سلطان قونية، التي تعد الإمارة السلجوقية الرئيسية للدولة، والتي تأسست عقب انحلال الدولة السلجوقية العظمى.
ووفقا للمعلومات التاريخية فقد تركت قبيلة الكايي منطقة أخلاط حوالي سنة 1229 م تحت ضغط الأحداث العسكرية التي شهدتها المنطقة، وبفعل الحروب التي أثارها السلطان جلال الدين الخوارزمي، لتهاجر إلى حوض دجلة.
وبدأ أفراد قبيلة الكايي بالنزوح والهجرة من الشرق إلى الغرب كغيرهم من قبائل الأوغوز التركية الأخرى في زمن السلاجقة، حتى وصلوا إلى الأناضول وتحديدا إلى المناطق الغربية منها، وأسس السيد عثمان هناك الدولة العثمانية في الأناضول (آسيا الصغرى).
في تركيا الحالية، تُعتبر محافظة بيله جك (بيلاجيك) هي مركز قبيلة الكايى، وترجع أصول سلالة العثمانيين الذين كانوا حكام الدولة العثمانية والخلافة العثمانية إلى هذه القبيلة نفسها.
تميزت قبيلة الكايي وعلى الرغم من صغر حجمها ووقوعها غرب الأناضول بأنها كانت بعيدة عن مناطق الغزو المغولي، ومناطق النفوذ للإمارات التركمانية القوية الواقعة جنوب الأناضول والجنوب الغربي، إضافة إلى وقوعها بالقرب من الطريق التجاري الذي يربط المناطق البيزنطية في الغرب بالمناطق المغولية في الشرق.
وهذا ما جعل قبيلة الكايي الإمارة الوحيدة التي تواجه نفوذ البيزنطيين مباشرة والتي لم يقم البيزنطيون بمهاجمتها لصغرها وضعفها آنذاك، وهذا ما جعلها مركزا لكثير من التركمان الراغبين في الغزو والجهاد، إضافة إلى الدراويش والمزارعين الذين فروا من بطش المغول.
استطاعت إمارة الكايي أن تحافظ على وحدتها رغم الصعوبات والخلافات الداخلية التي واجهتها، ولكن انتقال السيادة والسلطة إلى وريث واحد وهو الغازي عثمان، سمح بالحفاظ على وحدة الصف في القبيلة مقارنة ببقية القبائل والإمارات الأخرى التي شهدت عكس ذلك.
استشهادا بالمعلومات التاريخية المثيرة للاهتمام، يشير الخبراء إلى وجود تناقضات واضحة في مسلسل “المؤسس عثمان”. يبدو أن مبتكري المسلسل قد ارتكبوا أخطاء في التواريخ وأعمار الشخصيات الرئيسية.
فقد توفي أرطغرل في عام 1281 ميلاديًا وعن عمر يناهز 93 عامًا، بينما كان عثمان في سن 21 في ذلك الوقت. ومع ذلك، في المسلسل، كان أرطغرل على قيد الحياة بينما كان عثمان قد بلغ عمر الـ23، وهو أمر غير ممكن بالطبع. وتشير المعلومات التاريخية إلى أن أرطغرل توجه قبل وفاته إلى قونية، وبحسب أحداث المسلسل، كان عمره حوالي 85 عاما، ولكن وفقًا للسجلات التاريخية كان أكبر سنا.
هناك أيضاً تضارب زمني آخر يتعلق بلقاء عثمان ببالا خاتون. ففي المسلس، حدث هذا عندما بلغ عثمان سن 23 عاماً، لكن في الحقيقة تزوج عثمان منها عندما كان عمره 19 عاماً. وكان والدها أديب علي من رفاق أرطغرل وكانوا مقربين جدا، لذا من غير المرجح أن يكون عثمان لم يلتق بالفتاة من قبل.
ومن المعروف أن وريث أرطغرل أصبح حاكما في سن 17 عاما في عام 1277 ميلادياً. العديد من البيليكات التي ذُكرت في المسلسل لم تكن موجودة في بداية حكمه، فالدول الصغيرة التي كانت موجودة في تلك الفترة كانت: أرتوقيد، تشوبان أوغلاري، كارامانيد، إينانج أوغلاري، منتيشه، برفانيه، وصاحب أتاغولاري.
هذه التناقضات الزمنية قد أثارت استغراب الجمهور، حيث يحاول المسلسل أن يقدم صورة مثالية للتاريخ، لكن التفاصيل التاريخية الصحيحة تكون أكثر تعقيدا وواقعية.
في خطوة غير مسبوقة لإعداد مسلسل “المؤسس عثمان”، خضعت فرق العمل والممثلون لتدريبات مكثفة لمدة تسعة أشهر قبل بدء التصوير، حيث تلقى الممثلون دروساً في ركوب الخيول وفنون السيوف، وتدربوا على استخدام الأسلحة القديمة وركوب الخيل. تجربة تدريبية شملت الصيد وفنون الحرب في المناطق الجبلية والغابات، حيث بنوا ملاجئهم وبحثوا عن الماء وطهوا طعامهم.
بالإضافة إلى 40 ممثلاً للأدوار الرئيسية، سيشارك 150 ممثلاً آخرين في الأدوار الثانوية و5000 شخص كـ”كومبارس”، بالإضافة إلى فريق تصوير يضم 400 شخص.
مخرج المسلسل محمد بوزداغ كتب في حسابه على إنستغرام: “تاريخ عثمان مرتبط بسلسلة من الأحداث – لولا نجاحات عثمان غازي، لما سيطر السلطان محمد الفاتح على إسطنبول ولم يقود بارباروسا السفن، لذا: تاريخ عثمان هو تاريخ لنا جميعاً. نحن جميعاً عثمانيون”.
تابع حلقات مسلسل المؤسس عثمان عبر موقعنا عبر الرابط من هنا، أو الانضمام إلى قناتنا عبر التليغرام والمشاهدة بدون الخوف من تقطع الإنترنت.