نظراََ لأن الهدف من الميتافيرس هو التسلية والترفيه في الواقع افتراضي، فستظهر المزيد من الأحداث واسعة النطاق لجذب المستخدمين إليه, وبما أن الميتافيرس هو المستقبل كما يصفه الكثير من المهتمين بميتافيرس والعملات الرقمية وبلوكتشين بشكل عام وبمقدار النشاط المتدفق في مجال Web3-metaverse يمكن القول أنه بالفعل هو المستقبل القادم.
توسَّع الإستخدام والإهتمام بميتافيرس لعام 2022 في العديد من المجالات, فعلى مستوى الألعاب لعبة الفيديو Sims-esque في الواقع الإفتراضي التي انتشرت على نطاق واسع والعديد من الألعاب الأخرى, وعلى مستوى والسلطات هناك العديد من الدول استخدمت ميتافيرس في الدوائر الحكومية ومنها الإمارات التي وظَّفت ميتافيرس في المحاكم ومراكز الشرطة, والعديد من المجالات الأخرى تم إنشاء مكاتب افتراضية للتواصل مع العملاء أو الاجتماع في الواقع الإفتراضي من قبل الدول التي تواجه تغير المناخ والتلوث البيئي وذلك بإنشاء نسخ رقمية لأنفسهم في الواقع الافتراضي والتواصل من خلالها.
تتمثل إحدى الطرق التي تستخدمها العلامات التجارية والمؤسسات في ميتافيرس بهدف الترويج في استضافة أحداث افتراضية واسعة النطاق مماثلة لتلك الموجودة بالفعل في الحياة الواقعية، كان أحدها أول أسبوع أزياء في الواقع الإفتراضي على الإطلاق في أبريل 2022, وعندها دعا الحدث عشاق الموضة والمصممين والعلامات التجارية إلى الواقع الافتراضي للمشاركة في الأنشطة التي تعكس الواقع الحقيقي وكانت فعالية عالمية.
على غرار أسبوع الموضة في يونيو أقيم مهرجان برايد لذي أقامته The Sandbox metaverse، والتي تم فيه إعادة إنشاء ما يمكن تجربته في حدث مادي مع الإضافات ليصبح متاحاََ في الواقع الرقمي، مثل لعبة برايد التي لعبها رواد المهرجان, وفي تغريدة لـThe Sandbox metaverse موجهة للمجتمع عبر حسابها على تويتر أعلنت فيها عن المهرجان ولعبة برايد:
لعبة برايد تسلط الضوء على التجارب الثقافية بين المجتمعات الممثلة تمثيلا ناقصا في Web3. لنذهب إلى المهرجان.
أقامت Decentraland في الآونة الأخيرة مهرجاناََ موسيقياََ لمدة أربعة أيام مع كبار الشخصيات بما في ذلك Björk وOzzy Osbourne وSoulja Boy, تم تصميم الحدث بمراحل متعددة جمالية لإيضاح أداء الفنان، إلى جانب عوامل الجذب التفاعلية الأخرى لرواد المهرجان, في تغريدة عبر تويتر لحساب Agus عرض فيديو لمقتطفات من المهرجان.
تكلّف المهرجانات المادية الضخمة مئات الآلاف، بل وحتى مئات الملايين من الدولارات في حالات مثل مهرجان الموسيقى الشهير كوتشيلا, بالإضافة إلى التكاليف، تستغرق بعض المهرجانات سنوات من التخطيط المتقدم وشهور للتجهيز المادي.
مع استمرار تحويل المهرجانات والأحداث الثقافية واسعة النطاق مثل أسبوع الموضة إلى رقمنة ودمجها في ميتافيرس، يُطرح السؤال حول ما يلزم لإنشاء مثل هذه التجربة وكيف تختلف عن نظيرتها المادية؟
نظراََ لأن ميتافيرس لا يزال تقنية جديدة نسبياََ للنشاط عبر الإنترنت لكل من المخططين والمستخدمين، فهناك منحنى تعليمي أكبر لجميع المشاركين.
وفي إحدى اللقاءات مع المؤسس المشارك لـ People of Crypto Lab (كاسيكميرو حميد) – الذي استضاف مهرجان Pride لهذا العام في Sandbox قال:
“الشيء المهم الذي يجب تذكُّره هو أنَّ تحويل المهرجانات والتجارب إلى ميتافيرس هو تجربة جديدة جداََ ونحن نسعى لإنشاء مجموعة مختلفة من الخدمات اللوجستية والتخطيط اعتماداََ على العالم الافتراضي, سننفذ خططنا داخل عوالم موجودة وسنعيد تكوين تجربة المستخدم الحالية.”
وأضاف كاسيميرو حميد إن الفهم القوي للمجتمع الذي يكرس المهرجان له أمر مهم للغاية وذلك لجعل التجربة الافتراضية مكملة تماماََ ومتماسكة ومثيرة للاهتمام لمجتمعها ومن المهم اختيار فنانين لديهم اهتمام حقيقي بالتفاعل مع مجتمعهم بطريقة جديدة” وقال:
“أنت تريد إنشاء لحظة يستمتع بها مجتمع Web3 الحالي وتجربة يرغب مجتمع Web2 في تجربتها عندما يبدأون في استكشاف عوالم الميتافيرس.”
يقول كاسيميرو حميد إن هناك نقطة مهمة في ميتافيرس هي أن المطورين يمكنهم الحصول على مقاييس حية لمراقبة رضا المجتمع عن الأداء.
مع استمرار الفنانين الرئيسيين في العثور على طريقهم إلى عالم Web3، يمكن أن تساعد المهرجانات وغيرها من الأحداث الافتراضية واسعة النطاق في تعزيز هذا الاتجاه.
يقول كاسيميرو حميد إن العروض في العوالم الافتراضية تفتح المزيد من الحرية الإبداعية للفنانين، قائلاً: “لديهم نطاق مجاني تماماََ لرواية قصصهم واستكشاف قصصهم الفريدة كيفما يرغبون, وإن ميتافيرس يمكن أن يساعد الفنانين حتى على تجسيد أنفسهم كشخصيات أو عناصر من أغانيهم, وتعتبر الهوية في ميتافيرس موضوعاََ مهماََ للمستخدمين والصور الرمزية الرقمية.”
وأما بالنسبة للفنانين فإن ميتافيرس أيضاََ هو “مساحة لتوسيع الهوية من خلال سرد القصص” وهذا العام، قدمت شبكة MTV الترفيهية جائزة جديدة “لأفضل أداء في Metaverse” كفئة منافسة رسمية لجوائزها السنوية.
بغض النظر عن رضا المجتمع، هناك عقبات أخرى يجب مراعاتها عند إنشاء مهرجان افتراضي, يقول كاسيميرو حول ذلك:
“يعد الحفاظ على قنوات اتصال مفتوحة ومنظمة من أكبر التحديات خاصة عندما تتعامل مع عدة منصات مختلفة.” وقال أيضاََ إن إيجاد توازن بين تشجيع الفنانين على دفع حدودهم الإبداعية مع التأكد من توفر التكنولوجيا لدعم هذه الأحلام.
واستشهد حميد بمشكلة قديمة تواجهها مساحة Web3 باستمرار وهي التعليم، قائلاً: “علينا أن نجعل دخول هذه المساحات أكثر سهولة وتثقيف الجماهير بكل ما يمكن تحقيقه من خلال هذه التكنولوجيا”.
المهمة المتزامنة لتعلم ما يلزم لإقامة مهرجان رقمي أثناء تثقيف المجتمعات حول كيفية المشاركة ليست مهمة سهلة. ومع ذلك، يعتقد حميد أن المهرجانات من أفضل الطرق للقيام بذلك, وقال: “اللحظات الثقافية مثل المهرجانات، مثل الكبرياء وشهر تاريخ المرأة وشهر التاريخ الأسود، كلها لحظات رائعة لخلق تجارب فريدة من نوعها تساعد على زيادة وعي المستهلك بالتكنولوجيا الجديدة”.