تمر العملات المستقرة في الآونة الأخيرة بالعديد من الأزمات والمنعطفات مما أثر على أسعارها وأحجام تداولها وثقة المستثمرين بها.
كل ذلك انعكس على المعروض المتداول فأظهرت بيانات Glassnode اليوم دراسة حول العملات المستقرة وعرضت لنا بيانات مفادها، أن المعروض المتداول من العملات الرقمية المستقرة في منصات العملات الرقمية ككل قد انخفض بأكثر من النصف إلى أقل من 24 مليار دولار في الأربعة أشهر الأخيرة.
بلغ العرض المتداول للعملات المستقرة في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي أكثر من 44 مليار دولار، ولم يلبث هذا الحجم حتى تقلص على مدى الأشهر الأخيرة بسبب عدة عوامل أساسية بما في ذلك الإجراءات التنظيمية للسلطات الأمريكية.
وفي وقت كتابة هذا المقال، سجل المعروض المتداول للعملات المستقرة حوالي 24 مليار دولار فقط، ويعتقد العديد من المحللين أنه ربما تم تحويل جزء كبير من العملات المستقرة إلى عملات رقمية أخرى، بما في ذلك البيتكوين والإيثيريوم، أو حتى إلى عملات ورقية مثل الدولار الأمريكي.
يمكن أن يكون هناك العديد من التفسيرات وراء الانكماش الحاد للعرض المتداول للعملات المستقرة، ففي الشهر الماضي أمرت وزارة الخدمات المالية في نيويورك (NYDFS) شركة Paxos مُصدر عملة BUSD المستقرة بوقف إصدارها، فدعت هذه التخبطات حاملي عملة BUSD على التحويل إلى عملات مستقرة أخرى، أمثال عملتي USDT وUSDC.
بعد أيام، بدأت أزمات البنوك الأمريكية تعصف فأدى انهيار بنك (SVB) إلى التأثير على شركة Circle وجهة إصدار عملة USDC، إذ تجمد لشركة Circle مبلغ 3.3 مليار دولار في بنك SVB، فأثار هذا حالة من الذعر في السوق، حتى ذهبت عملة USDC إلى فك الارتباط مع الدولار واندفاع المستخدمين إلى عملات أكثر استقراراََ أمثال عملة USDT، أثر عزوف المستثمرين عن عملة USDC أيضاََ على مؤشر سعر عملة DAI والتي فكت ارتباطها بالدولار أيضاََ.