من هي الأسيرة المحررة إسراء جعابيص وما قصتها المؤلمة؟

كتبنا وتعبنا، شاركها وفرحنا

بعد ثماني سنوات مريرة في الأسر، تعود الآن الأسيرة الفلسطينية إسراء جعابيص، لتجمع شمل عائلتها، تاركة وراءها قصة صمود ومعاناة لا تُنسى.

وبعد هذا المحنة، تعبر إسراء بكلمات مؤثرة عن جرح الوطن الفلسطيني، حيث تقول: “نخجل أن نفرح وفلسطين كلها جريحة”.

تلك الوجاهة الشابة من منطقة جبل المكبر بالقدس، ولدت في عام 1986، كانت أسيرة مظلومة ومصابة بحروقٍ درجتها الأولى والثانية والثالثة تغطي نصف جسدها، وفقدان أجزاء من يديها، وتشوهات في وجهها وظهرها، جراء حادثة تعرضت لها بعد اعتقالها على خلفية حريق اندلع في سيارتها.

وبينما كانت تلجأ للمساعدة، وجدت نفسها بين أيدي جنود صهاينة استيطانيين، الذين لم يكتفوا بإعادتها لسيارتها لتحترق فيها، بل احتجزوها في سجون الاحتلال لسنوات طويلة، تعرضت خلالها لعذابات نفسية وجسدية قاسية.

إسراء كانت طالبة في الكلية الأهلية في بيت حنينا، وكانت تعمل في مجال التربية الخاصة، مُساهمة في خدمة المسنين والمشاركة في الفعاليات التربوية، وكان لديها ابن يبلغ من العمر ثمانية أعوام، معتصم، الذي أمضى فترة طويلة من حياته منفصلًا عن والدته.

حادثة الاعتقال جاءت في 11 أكتوبر 2015، عندما كانت في طريقها إلى القدس وتحمل بعض الأغراض المنزلية. وفي محاولة للتوقف قبل حاجز الزعيم، تعطلت سيارتها وحدث تماس كهربائي أدى إلى انفجار الوسادة الهوائية واندلاع النيران في السيارة. بينما طلبت المساعدة من رجال الشرطة الإسرائيلية، تجاهلوا طلبها واتُّهِمت بمحاولة تنفيذ عملية، وبعد محاكمة مثيرة ومُطوّلة، حُكم عليها بالسجن لمدة 11 عامًا.

عائلتها، وخصوصاً ابنها معتصم، كانوا يعيشون في ظل انفصال قاسٍ، وتسلط الأضواء على قضيتها الظالمة دفعت نشطاء حقوق الإنسان إلى الحملات الدولية للإفراج عنها وعلاجها، مُسلطين الضوء على معاناتها الجسدية والنفسية الهائلة.

الحكم الظالم لم يمنع الدعوات المُلحّة للإفراج عنها، فإسراء تحتاج لعلاج عاجل وعمليات ترميم لتحسين وضعها الصحي الحرج، ورغم معاناتها الجسدية، فهي تظل رمزًا للصمود والإصرار في وجه الظلم والقهر.

هذه القصة، التي امتزجت فيها الحزن والمعاناة، تبقى شاهدة على قسوة الواقع وعلى عمق العزيمة الإنسانية.

تابع حسابنا على تلغرام
اشتراك
تيليغرام النادي العربي
تابع حسابنا على إكس
اشتراك
حساب النادي العربي على إكس

قد يهمك أيضا

ما هي الدول الغربية التي تستخدم أجهزة بيجر ولماذا؟

تفجير أجهزة البيجر في لبنان: الهجوم السيبراني الأكبر على حزب الله

تفجير أجهزة البيجر في لبنان: الهجوم السيبراني الأكبر على حزب الله

سوريا

رسميا الإعلان عن مصير شهادة التاسع في سوريا

أضف تعليق