كشف موقع CoinMarketCap العالمي في أحدث تقرير له، عن حجم الهيمنة الأمريكية التي تفرضها على سوق العملات الرقمية وحجم تبادلاتها على المستوى العالمي، إلى جانب تقديم تحليل لمؤشر هيمنة البيتكوين.
ما هي العملة التي تسيطر على سوق العملات الرقمية؟
يشير التقرير الذي قدمه موقع CoinMarketCap المختص بتحليل وتجميع بيانات العملات الرقمية، أن البيتكوين ماتزال العملة الأولى الرائدة على المستوى العالمي، في حين أن الإيثيريوم وعدد آخر من العملات الميمية memecoin وحلول التوسع، ماتزال تملك جاذبيتها الخاصة في السوق.
وشمل التقرير دراسة للبيانات المقدمة ضمن النصف الأول من العام 2023، إذ يشير التحليل المدرج في التقرير إلى أن البيتكوين هي العملة الأكثر اهتماما في جميع أنحاء العالم، إذ كانت النتائج مشابهة لنتائج الربع 4 من العام 2022.
وبالانتقال للحديث عن مؤشر هيمنة البيتكوين، فتشير البيانات إلى أن البيتكوين قد زادت هيمنتها بنحو 25%، لتصل إلى مستوى 50.39% مع نهاية النصف الأول من العام الجاري، بعدما كانت في بداية العام تسجل 40.09% فقط.
وعن سبب ارتفاع هيمنة البيتكوين، فتشير الشركة خلال تقريرها إلى وجود عدة احتمالات لهذا الارتفاع، أحد أهم هذه الاحتمالات هو قيام عدد كبير من الشركات العالمية بتقديم طلبات الحصول على صناديق التداول الفوري للبيتكوين (ETF Bitcoin)، بما فيها شركات BlackRock وBitwise’s وValkyrie وغيرها من الشركات، التي ستساهم في ضخ سيولة إضافية للبيتكوين في السوق التقليدية.
العملات الميمية تنافس ثاني أكبر الأصول حجما في سوق العملات الرقمية
أما بالنسبة لعملة الإيثيريوم ETH، التي تعد ثاني أكبر العملات الرقمية من حيث القيمة السوقية في سوق العملات الرقمية، فقد كان لها شعبية واهتمام كبيرين في السوق في معظم دول العالم، ما عدا دول قارة آسيا وإفريقيا، إذ كانت شعبية الإيثيريوم متأخرة عن كل من عملتي شيبا وPEPE في دول هاتين القارتين.
كما تحتل الإيثيريوم المرتبة الأولى عند المستخدمين من حيث الاهتمام بالعقود الذكية والبروتوكولات اللامركزية، وخاصة بعد نجاح شبكة الإيثيريوم في ترقيتها الأخيرة بتاريخ 12 أبريل التي حملت اسم Shapella، والتي أدت إلى زيادة في الحد الأدنى لعدد الودائع على شبكة الإيثريوم من 12 إلى 64 كتلة، كما ضمت تكاملا بي ترقيتي شنغهاي وCapella، الذين يسمحان بسحب الإيثيريوم من مجمعات الستيكينغ.
والجدير بالذكر أن ترقية (Shapella) هي إندماج بين شنغهاي وCapella وكلاهما يتضمن إمكانية سحب عملة الإيثريوم من (ستيكينغ) والفرق الوحيد هو الطبقات.
ويتحدث التقرير في أحد جوانبه المهمة عن العملات الميمية التي شكلت جزءا لا يتجزأ في تعاملات سوق العملات الرقمية، أمثال شيبا وPEPE ودوجكوين وبيبي دوجكوين وغيرها، إذ كانت لعملة شيبا ضجة كبيرة ومتابعة في مختلف أنحاء العالم باستثناء دول أمريكا اللاتينية.
أما بالنسبة لعملة بيبي دوجكوين فقد اكتسبت شعبية واسعة في دول أمريكا اللاتينية وآسيا وإفريقيا، ونالت عملة PEPE الميمية شهرة كبيرة في وقت وجيز جدا، لتصبح معروفة في كافة أنحاء العالم، ولكن تداولها لم يصل بعد إلى المستوى المطلوب في سوق أمريكا اللاتينية.
الهيمنة الأمريكية تصل حتى أبواب سوق العملات الرقمية
وبالانتقال للحديث عن الهيمنة الأمريكية، فقد أشار التقرير إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تشكل نسبة 17.4% من إجمالي حجوم التداول للعملات الرقمية في السوق العالمية، تليها دولة الهند بنسبة هيمنة 7.90%، ومن ثم تركيا بنسبة 7.40%، ومن ثم دول ألمانيا والبرازيل وفيتنام بنسب هيمنة لكل منها تبلغ 6.98% و6.75% و6% على الترتيب.
أما بقية النسب المتمايزة فكانت من نصيب بعض الدول في قارتي آسيا وأوروبا، أمثال بريطانيا وروسيا وفرنسا بأعلى النسب بعد الترتيب السابق، تليها دول إندونيسيا ونيوزيلندا وكندا، ومن ثم دول كوريا الجنوبية وإسبانيا واليابان، وكذلك تضمنت القائمة دولة أوكرانيا في الترتيب بنسبة 2.75%، رغم حالة الحرب التي تعيشها حاليا، فيما تذيل الترتيب جمهورية إيران الإسلامية بنسبة هيمنة تبلغ 2.17% فقط.
ونلاحظ أنه ورغم الحالة التنظيمية المتخبطة للسوق الأمريكية، وانهيار سوق المصارف خلال الفترة التي تم تقديم التقرير حولها، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية ما تزال تهيمن بسوقها على حجم كبير من تداولات العملات الرقمية حول العالم.
وتجدر الإشارة إلى أنه يوم أمس قام الكونغرس الأمريكي بتقديم مسودة مشروع قرار جديد لتنظيم مشاريع DeFi في السوق الأمريكية وفق ضوابط صارمة، بالإضافة إلى إقامة جلسة تم فيها تقديم تقارير ميزانية هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية، إلى جانب الحديث عن خططها من قبل رئيس الهيئة غاري جينسلر، الذي أدلى بتصريحات مهمة تحدثنا عنها خلال مقالاتنا بالأمس.