أصبحت ميانمار أكبر منتج للأفيون في العالم، متجاوزة أفغانستان التي كانت تحتل الصدارة منذ عقود، وذلك بعد أن فرضت حركة طالبان الحاكمة حظراً على زراعة الخشخاش في البلاد.
وذكر تقرير جديد صادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة أن ميانمار أنتجت ما يقدر بنحو 1080 طناً مترياً من الأفيون في عام 2023، وهو أعلى مستوى منذ عام 2001.
وكانت حركة طالبان قد فرضت الحظر على زراعة الخشخاش في أبريل/ نيسان الماضي، مما أدى إلى انخفاض إنتاج الأفيون في أفغانستان بنسبة 95%.
وأشار التقرير إلى أن عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي في ميانمار، الذي تفاقم بعد الانقلاب العسكري في فبراير/ شباط 2021، يدفع المزارعين في المناطق النائية إلى زراعة الأفيون لكسب لقمة العيش.
وقال جيريمي دوغلاس، الممثل الإقليمي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في بيان إن “الاضطرابات الاقتصادية والأمنية والإدارية التي أعقبت الانقلاب العسكري في فبراير 2021 لا تزال تدفع المزارعين في المناطق النائية نحو الأفيون لكسب لقمة العيش”.
وأضاف أن “زراعة الخشخاش في قطع أراضي كثيفة التنظيم واستخدام أنظمة الري، وأحيانا الأسمدة، أدى في الآونة الأخيرة إلى زيادة غلة قطع الأراضي وتقديرات الإنتاج الإجمالي إلى مستويات تاريخية”.
وكانت ولاية شان الشاسعة والتلال، في شمال غرب ميانمار، لفترة طويلة مركزاً لتجارة المخدرات في البلاد، حيث تسيطر المنظمات العرقية المسلحة وجماعات الميليشيات على مجموعة من الأراضي في الولاية، وقد استخدمت تاريخياً المخدرات وغيرها من التجارة غير المشروعة لتمويل عملياتها.
وقال مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة إن زراعة الأفيون زادت أيضاً في ولاية تشين إلى الشرق، وولاية كاشين إلى الشمال، وفي ساغاينغ، على طول حدود ميانمار مع الهند، وهي المناطق التي شهدت قتالا متزايدا منذ الانقلاب.
ويأتي التوسع في زراعة خشخاش الأفيون في ميانمار مع ارتفاع إنتاج المخدرات الاصطناعية، مثل الميثامفيتامين.
وفي السنوات الأخيرة، اجتمعت الميليشيات العرقية القوية وعصابات الجريمة المنظمة الكبرى العابرة للحدود الوطنية معًا لإنتاج المخدرات الاصطناعية والاتجار بها “على نطاق غير مسبوق” في ولاية شان، وفقًا لدوغلاس من مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة.
ورسمت النتائج الأخرى التي توصل إليها مكتب الأمم المتحدة في السنوات الأخيرة صورة لازدهار صناعة المخدرات في آسيا، حيث أنشأت جماعات الجريمة طرق تهريب جديدة لتجنب حملات القمع وأسعار الميثامفيتامين التي وصلت إلى مستويات مرتفعة للغاية.
المخاطر المترتبة على هذه الزيادة
ترتب على زيادة إنتاج الأفيون في ميانمار عدد من المخاطر، منها:
- زيادة انتشار المخدرات في المنطقة والعالم: من المرجح أن يؤدي ارتفاع إنتاج الأفيون في ميانمار إلى زيادة انتشار المخدرات في المنطقة والعالم، مما يشكل تهديداً للصحة العامة والأمن والسلام.
- تفاقم الصراعات في ميانمار: تعتمد العديد من الميليشيات العرقية المسلحة في ميانمار على تجارة المخدرات كمصدر رئيسي للتمويل، ومن المرجح أن يؤدي الارتفاع في إنتاج الأفيون إلى تفاقم الصراعات في البلاد.
- الإضرار بالبيئة: تضر زراعة الأفيون بالبيئة، حيث تؤدي إلى تدهور التربة والمياه، فضلاً عن إزالة الغابات.
ختاماً تمثل زيادة إنتاج الأفيون في ميانمار تهديداً خطيراً للمنطقة والعالم، وتتطلب جهوداً مكثفة من المجتمع الدولي للتصدي لهذه الظاهرة.