الأقسام: تكنولوجيا

نموذج جديد من الذكاء الصناعي يتنبأ بوقوع الزلازل الكبيرة قبل عدة أشهر


نموذج جديد من الذكاء الصناعي يتنبأ بوقوع الزلازل الكبرى قبل عدة أشهر

اكتشف فريق من الباحثين نموذجاً مبتكراً يستخدم الذكاء الصناعي للتنبؤ باحتمالية حدوث الزلازل الكبرى قبل عدة أشهر، وذلك وفقاً لبحث نُشر في مجلة “Nature Communications”.

تحت قيادة الدكتور تارسيلو جيرونا، أستاذ الجيوفيزياء من جامعة ألاسكا، قام الباحثون بتحليل بيانات زلزالين كبيرين حدثا في ألاسكا وكاليفورنيا. وبيّن التحليل أن هناك إمكانية لإصدار تحذيرات قبل وقوع الزلازل بفترة تتراوح بين عدة أيام إلى عدة أشهر بناءً على النشاط الزلزالي غير الطبيعي.

طرق البحث وتحليله

المحور الأساسي للدراسة تمحور حول استخدام تقنيات تعلم الآلة لتحديد الإشارات الدالة على الزلازل. وقد أكد جيرونا، الذي يختص بالتحليل البياني لظواهر الزلازل، على أن هذه التقنيات تساعد في معالجة البيانات بشكل أعمق لتوقع الأحداث الزلزالية.

في سياق البحث، تم تحليل زلزال أنكوريدج، ألاسكا (بMagnitude 7.1) في عام 2018، وسلسلة الزلازل في ريدج كريست، كاليفورنيا (بMagnitude تتراوح بين 6.4 و7.1) في عام 2019. ووجد الباحثون أن هناك نشاطاً زلزالياً غير طبيعي في المناطق المعنية، قبل ثلاثة أشهر من وقوع تلك الزلازل.

نتائج البحث وتوجهاته المستقبلية

كشفت النتائج أن استخدام النموذج يمكن أن يزيد من احتمالية التنبؤ بحدوث زلزال كبير إلى 80% خلال الثلاثين يوماً التي تسبق النشاط الزلزالي غير الطبيعي. كما أشارت البيانات إلى أهمية رصد الضغط داخل الصدع الزلزالي، حيث قد يؤدي الارتفاع في الضغط إلى حدوث الزلزال.

ينوي الباحثون توسيع نطاق اختبار النموذج في ظروف قريبة من الواقع، مع التركيز على تحليل البيانات التاريخية. ويؤكد جيرونا على أهمية التعامل مع المعطيات والأخلاقيات المحيطة بالتنبؤ بالزلازل، مشيراً إلى ضرورة تجنب نشر معلومات قد تؤدي إلى الذعر أو فقدان الثقة العامة.

هذا البحث يمثل خطوة هامة في استخدام التكنولوجيا الحديثة لتحسين إدارة المخاطر المرتبطة بالزلازل، وقد يسهم في إنقاذ الأرواح وتقليل الأضرار الاقتصادية في المستقبل.