انتشرت تقارير عبر الانترنت تشير إلى أن عملاقة التكنولوجيا “غوغل” قد اشترت أعداد هائلة من عملة سولانا الرقمية.
وغرد الرئيس التنفيذي لشركة Token Dynamics، مارتين فولب، عبر حسابه على تويتر قائلا إن شركة غوغل اشترت في الفترة ما بين 2 و3 يناير 2023 ما يقرب من 2.8 مليون من عملة سولانا، مشيرا إلى اغتنام الشركة الفرصة بسبب هبوط سعر العملة بشكل كبير.
وأشار بعض المستخدمين إلى أن مارتن لا يملك أي دليل على أن المحفظة التي قامت بشراء هذه العملات تابعة لشركة غوغل، حيث لاحظوا بداخلها رموز NFT غريبة لا يمكن أن تكون غوغل قد اشترتها.
وقرر البعض أن مارتن قرر ببساطة لفت الانتباه إلى عملة سولانا التي انهارت بشكل كبير في الآونة الأخيرة.
ويشار إلى أن شركة غوغل أعلنت في عام 2022 أن قسم ” Google Cloud” سيصبح مدققا في شبكة سولانا في عام 2023، كما تحدثت الشركة عن خطط دمج أدوات المشروع في خدمة ويب تحليل البيانات الضخمة BigQuery في الربع الأول من هذا العام.
مؤسس الإيثيريوم يدعم سولانا
عبر فيتاليك بوتيرين، المؤسس المشارك لشبكة الإيثيريوم، في وقت سابق من العام الماضي، عن أمله بتعافي مشروع العملة الرقمية سولانا SOL وثقته بفريق مطوريها، وأشار كذلك ضمن تغريدته أن الأموال غير الشرعية جرى التخلص منها، ومن الصعب تقييم حالة الشبكة من منطور خارجي، ليختم بتمنياته التوفيق للشبكة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها سولانا.
كانت عملة سولانا الرقمية قد بلغت ذروة أدائها في نوفمبر 2021، إذ وصلت قيمتها آنذاك إلى حدود 260 دولار، لكنها تشهد الآن انخفاضا حادا في قيمتها مقارنة مع هذه الذروة بنسبة تجاوزت 97%، الأمر الذي أدى لانخفاض إجمالي تداولها في سوق العملات الرقمية إلى مستوى 3 مليارات دولار أو أكثر بقليل، متراجعة أول أمس للمركز 17 من حيث حجم التداول في السوق، بينما اليوم هبطت بالفعل للمركز 22 بعدما كانت العديد من التكهنات تشير لحدوث ذلك.
وكان لانهيار إمبراطورية FTX أثر كبير على انهيار سوق العملات الرقمية بشكل عام، فقد شهد السوق مستويات غير مسبوقة بالأخص عملة البيتكوين التي انهارت إلى ما دون 17 ألف دولار، بعدما عاشت أياما ذهبية تجاوزت قيمتها مستوى 60 ألف دولار، لكن للأسف تأثرت شبكة سولانا بشكل أكبر مقارنة مع غيرها، ويعود ذلك للارتباط الوثيق بسام بانكمان، مؤسس شركة FTX.
شهدت شبكات بلوكتشين طيلة العام الحالي 2022 العديد من المشاكل والصعوبات، مع تكرار العديد من حالات تعطل الشبكات، الأمر الذي أعاد نظريات قاتل الإيثيريوم لساحة الحدث، وإعادة التكهن بمستقبل الإيثيريوم المرتبطة بتقنيات بلوكتشين.
وعن عظمة مشروع سولانا، تحدث مصرف أمريكا عن توقعاته بوصول مشروع العملة الرقمية سولانا إلى القمة، الذي كان من الممكن أن يسيطر على سوق العملات الرقمية بسبب قابليته في التوسع، وأن يصبح العملة المرجعية الأولى في التداول.
ورغم ما عانت منه سولانا وغيرها من شبكات العملات الرقمية في السوق، سواء كان بسبب انهيار شركة FTX، أو بسبب العدد الكبير من عمليات الاختراق والسرقة للعديد من منصات العملات الرقمية، فإن الأمر يتطلب الوقوف بثبات أمام هذه المحنة، والسعي لحل المشاكل واستغلال التقنيات الحديثة والمتوفرة بالشكل الأمثل، والتعاون مع الجهات التنظيمية والمشرعة لإعادة تنظيم سوق العملات الرقمية، وسد الثغرات الحالية لدرء خطر الانهيار والاختراقات في المستقبل.
عملة SOL – هي عملة رقمية تابعة لشبكة بلوكتشين تحمل اسم “سولانا” تتمتع بسرعة فائقة وقابلية مبهرة للتطور، وتعمل بخوارزمية إجماع تسمى “إثبات التاريخ”.
تقوم عقد شبكة سولانا بإنشاء سجلات مرتبة حسب الزمن من شأنها إثبات أن شيئا ما قد حدث في وقت محدد (على سبيل المثال، معامل على الشبكة).
ويشار إلى أن هذه الخوارزمية ليست جديدة، ولكن فريق الشبكة وجد لها تطبيق لحماية نظام البلوكتشين البيئي.
تمتلك كل عقدة في شبكة سولانا ساعة مخصصة لتعقب الأحداث وترتيبها، وبذلك يمكن بكل سهولة وشفافية تتبع جميع المعاملات على الشبكة أو وقت إنشاء أي عقد ذكي أو تطبيق لامركزي أو أي حدث على الشبكة.
ولا تختلف شبكة عملة سولانا عن شبكة الإيثيريوم كثيرا، حيث تعد شبكة من الطبقة الأولى ومناسبة جدا لبناء تطبيقات لامركزية وإنشاء عملات رقمية.
ومع ذلك، تتمتع شبكة سولانا بسرعة فائقة في التحقق من المعاملات، حيث يمكنها معالجة ما يزيد عن 65 ألف معاملة في الثانية مما يسمح لها أن تكون منافسا قويا لعملاقة معالجة المدفوعات مثل ماستر كارد وفيزا.
بعد إجراء فريق عملة سولانا مشروع الطرح الأولي لهم وبيع عملة سولانا بسعر أولي بلغ 0.78 دولار للعملة الواحدة، شهدت عملة سولانا ارتفاعات مبهرة وقفزات نوعية أدت بها إلى الوصول إلى قائمة أكبر العملات الرقمية من حيث القيمة السوقية.
ووصل سعر عملة سولانا إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 259.9 دولار للعملة الواحدة في 06.11.2021، ومنذ ذلك الحين دخلت في دوامة انهيار.
وبعد سقوط امبراطورية FTX، بدأت عملة سولانا بالانهيار، بعد أن تم الكشف عن معلومات حول أن شركة “ألمادا” التابعة لمنصة FTX تمتلك ملايين من عملة سولانا مما نشر الخوف والهلع بين المستثمرين مما أدى إلى حالات بيع جماعية وانهيار العملة إلى أن وصل سعرها إلى 8 دولار في 29.12.2022، وبذلك تكون قد خسرت من قيمتها ما يزيد عن 98%.
ويجري الحديث الآن حول تكهنات بشأن خروج عملة سولانا من قائمة العشرين الأولى لسوق العملات، والتي ربما قد تكون مستبعدة نتيجة عدم وجود معطيات كافية عن أداء سولانا المستقبلي، لكن من جهة أخرى فإن الفرق في حجوم التداول للمراكز الثلاث التي تلي سولانا، تكون ذات هوامش صغيرة، فإن هذا يرفع نسب توقع خروجها من قائمة العشرين.
وفي حال حدوث هذه التوقعات، وخروج سولانا من المراكز العشرين الأولى، فإن هذا يؤكد نظرية عدم توافر القدرة الكافية لشبكة العملة، لمواجهة تداعيات انهيار السوق وفقدان استقراره، وبالتالي فإن نذير انخفاض جديد سيكون قريبا ليس ببعيد.