أخبار العملات الرقمية

هل انتهى عصر ارتباط سوق العملات الرقمية بسوق الأسهم؟

شهدت شركات التكنولوجيا الكبيرة انخفاضاً حاداً في قيم أسهمها، الأمر الذي انعكس أيضاً على سعر عملة البيتكوين. حيث كان الأسبوع الأخير من الشهر الجاري، موسماً حقيقياً للتقارير من العديد من الشركات الكبرى، والتي كانت في معظمها تحوي مؤشرات انخفاض كبيرة في قيمة أسهم تلك الشركات.

وفي الوقت ذاته، حافظت البيتكوين على سعرها مستقراً بشكل نسبي، وحتى أنه قد شهدت ارتفاعاً خفيفاً، الأمر الذي جنّبها انهياراً جديداً، وبذلك تكون قد عززت موقفها بشكل مثير ومهم، والذي يراه الكثير من المستثمرون على أنه أمر غاية في الأهمية.

يحتوي عالم التداول والاستثمار في العملات الرقمية على عدة خيارات، وكأحد الاتجاهات يوجد طريق لتحويل العملات الرقمية إلى محافظ خارج البورصة، ويجري استخدامها عادة لتخزين العملات الرقمية لفترات طويلة. وأكبر مثال على ذلك، قيام منصة بينانس بسحب أكثر من 55 ألف عملة بيتكوين خارج البورصة يوم الأربعاء الفائت 26 أكتوبر.

وخلال تفاعل ممثلي IntoTheBlock مع حدث السحب، أشاروا إلى وجود سحب من بورصات العملات الرقمية تجاوزت قيمته 70 ألف بيتكوين، أي ما يعادل 1.52 مليار دولار.

البيتكوين تحافظ على قيمتها رغم انهيار الأسهم العالمية

دخلت البيتكوين مع نهاية أكتوبر الجاري، مرحلة سعرية جديدة، حيث يتراوح سعر العملة الرقمية اليوم بين 20 و21 ألف دولار. حيث تشهد أسواق العملات الرقمية موجة جديدة من التقلبات الحادة، تكون مؤشراتها في العموم صعودية والتي بدأت التشكل في 25 أكتوبر.

يجري تداول البيتكوين اليوم عند مستوى 21 ألف دولار تقريبا، واستطاعت كذلك عملة إيثيريوم التغلب على مستوى 1600 دولار. كما شهدت بقية العملات الرقمية نمواً جيداً في قيمتها السوقية خلال الأسبوع الأخير.

ارتفاع سعر البيتكوين عند مستوى 21 ألف دولار

الأسهم العالمية تفاجئ الجميع بانهيار غير متوقع

بينما كان الحظ حليفاً لأسواق العملات الرقمية، لم تهب الرياح على أهواء عمالقة التكنولوجيا، إذ عصفت الانهيارات بهم بشكل غير مسبوق، لعل أبرز المتضررين كانت شركة أمازون بخسائر تجاوزت 20%، لتسجل بذلك رقماً قياسياً على مر تاريخ عمالقة التكنولوجيا. حيث تشير تفاصيل أدق، عن انخفاض رأس مال شركة أمازون بمقدار 230 مليار دولار، وجرى ذلك خلال دقائق فقط.

انهيار كبير في سعر أسهم أمازون

وذكر آندي جاسي، الرئيس التنفيذي لشركة أمازون، في تعقيب له على تقرير الشركة الذي لخص مسيرة الشركة خلال الربع الثالث من العام الجاري، ملاحظة مهمة مفادها وجود الكثير من الأمور التي تتعرض لها البيئة البنيوية للشركة، وستعمل الشركة على إعادة التوازن لاستثماراتها، لتحسن أدائها التجاري دون الخروج عن الإطار العام للأهداف الأساسية والاستراتيجية طويلة الأمد.

وتعرضت شركة ميتا، (فيسبوك سابقاً)، إلى انهيار مماثل وفق ما أشارت إليه تقارير صادرة عن الشركة، حيث انخفضت قيمة أسهم الشركة إلى أدنى مستوى لها منذ عام 2015، ورغم ذلك تقوم شركة ميتا بإعطاء الأولوية لمسألة تطوير عالم الميتافيرس، رغم استمرار الخسارة في هذا المنحى.

انهيار في سعر أسهم شركة ميتا (فيسبوك سابقا)

هل انتهى ارتباط سوق العملات الرقمية بسوق الأسهم؟

وعلى ما يبدو فقد بدأت أسواق العملات الرقمية بتجاوز مرحلة الاضطرابات والإخفاقات، التي خيمت بظلالها لفترة طويلة على السوق، وحتى التقلبات اليومية السريعة بدأت بالانخفاض تدريجياً، حيث لم تعد عملة البيتكوين تظهر أي انخفاض خلال الأسبوع الأخير من التداول، الأمر الذي يُبشر بتناقص ارتباط العملات الرقمية بالأسهم.

وإلى الآن لم تحصل حركة تداول قوية بين عملة البيتكوين والأسهم خلال هذا الأسبوع، ولا يزال مؤشر ارتباط بيتكوين بمؤشر الأسهم S&P 500 بعيد المنال في ظل الانخفاض العالمي.

مؤشر ارتباط بيتكوين مع S&P 500

هل ستؤثر سياسة رفع سعر الفائدة على العملات الرقمية؟

رغم المؤشرات الإيجابية التي شهدها سوق العملات الرقمية، لا يزال هناك إمكانية لحدوث ضربة موجعة من قبل الاضطرابات الحادة المفاجئة. ويولي الكثير من المستثمرين اهتماماً كبيراً حول سياسة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، حيث يعمل البنك الفيدرالي على رفع السعر الأساسي للائتمان في محاولة منه لمكافحة التضخم، وبمجرد حصول انخفاض في مؤشرات التضخم، سينعكس ذلك إيجاباً على سوق العملات الرقمية وسيتيح الفرصة لنمو جيد في عموم الأسواق العالمية.

وحالياً لا توجد تباشير بحدوث ذلك. ومن المقرر في اليوم الثاني من نوفمبر القادم، انعقاد الاجتماع الدوري للجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة FOMC، حيث يتوقع رفع السعر الأساسي بمقدار 75 نقطة أساس، والذي يماثل نفس السعر الذي تم رفعه مسبقاً خلال الصيف الماضي ومن قبله سبتمبر 2021.

وعلى عكس ذلك، يتوقع المحللون في جولدمان ساكس، بانخفاض في رفع سعر الفائدة خلال شهري ديسمبر وفبراير القادمين، والتي قد تكون فقط 50 ومن ثم 25 نقطة أساس على الترتيب لكلا الشهرين، مما سيخفف الضغط المفروض حالياً على الاقتصاد العالمي.