في الأسابيع الأخيرة، شهدت منصة بينانس الأمريكية، وهي شريك لأكبر منصة تداول للعملات الرقمية في العالم، سلسلة من المشاكل والتحديات التي أثارت قلق المستخدمين والمنظمين.
فما هي هذه المشاكل وما تأثيرها على مستقبل المنصة وهل بدأت المنصة في الانهيار؟
ما هو الوضع الحالي لمنصة بينانس الأمريكية؟
أولاً، تواجه منصة بينانس الأمريكية ضغوطاً تنظيمية متزايدة من عدة دول وهيئات رقابية، مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة واليابان وكندا وغيرها.
وقد أدى ذلك إلى حظر بعض الخدمات والمنتجات التي تقدمها المنصة، مثل العقود الآجلة والخيارات والرافعة المالية، أو إلى تقييد الوصول إلى بعض العملات الرقمية أو طرق الإيداع والسحب. وقد أثرت هذه الإجراءات على سمعة المنصة وثقة المستخدمين بها.
ثانياً، تعاني منصة بينانس الأمريكية من مشاكل فنية وإدارية تؤثر على جودة خدماتها. ففي الشهر الماضي، شهدت المنصة انقطاعات متكررة في خدمات التداول والسحب والإيداع، مما أثار غضب المستخدمين الذين فقدوا فرص تداول مهمة أو تعرضوا لخسائر كبيرة.
كما تواجه المنصة انتقادات بشأن سياساتها في التعامل مع الشكاوى والطلبات والمطالبات التعويضية، حيث يشتكي العديد من المستخدمين من عدم الاستجابة أو التأخير أو التضليل.
ثالثاً، تواجه منصة بينانس الأمريكية منافسة شديدة من منصات أخرى تحاول استغلال ضعفاها وجذب المستخدمين إليها، مثل CoinBase وغيرها. وقد حظيت هذه المنصات بإقبال كبير من قبل المستثمرين والمتداولين الذين يبحثون عن بديل أكثر أمانا وشفافية.
هل بدأت منصة بينانس الأمريكية بالانهيار؟
شهدت منصة بينانس الأمريكية، التي تزعم أنها شريك مستقل لمنصة بينانس العالمية، تدهور نسبتها في السوق الأمريكية إلى 0.9٪ في 26 يونيو من أكثر من 22٪ في أبريل بعد أن أعطت المنصة لعملاءها موعدا نهائيا في 13 يونيو لسحب أموالهم بالدولار.
في المقابل، ارتفعت نسبة منافستها منصة Coinbase في السوق الأمريكية في يونيو إلى 55٪ من 48.4٪، حيث اختارتها Fidelity وغيرها كشريك في تقديم طلب ETF فوري للبتكوين.
وبعد الحملة التنظيمية الصارمة هذا العام على منصة بينانس، انخفضت نسبتها السوقية، حيث انهارت نسبتها في السوق العالمية إلى 52٪ من 60٪ في بداية العام، بحسب منصة تحليل البيانات Kaiko.
وأضاف ديسلافا أوبيرت، محلل في Kaiko، أن بينانس بدأت تفقد هيمنتها في السوق في مارس بعد إلغائها للصفقات المجانية لبعض أزواج التداول.
وقال أوبيرت:
“انتقلت نسبة هيمنة بينانس في السوق إلى مجموعة من المنصات المنافسة مثل Bybit وOKX كأكثرها نجاحا”.
وذكرت منصة Kaiko، أن حجم التجارة الفورية انخفض في الربع الثاني إلى أدنى مستوى له منذ عام 2020، رغم ارتفاع سعر البيتكوين في نهاية الربع ليصل إلى قمة سنوية عند 31458 دولار.