تعيش المنتخبات الوطنية لكرة القدم في إيطاليا وألمانيا أوقاتا صعبة جدا. ورغم أنهما يمتلكان تاريخا رياضيا زاخرا بالإنجازات، إلا أنهما يواجهان اليوم تحديات قاسية تجعلهما يشكلان استثناءا على الورق فقط.
ففي حالة إيطاليا، يبدو أن المتسوغون لايزالون يتذكرون كيف أفلتت منتخبهم الوطني من مشاركته في كأس العالم 2022 بقرار السماح بالتعادل أمام منتخب شمال مقدونيا في المباراة الفاصلة. هذا القرار ألقى بظلاله على فريق “السكوادرا الأزورا” الذي اعتاد على المشاركة المستمرة في المونديال، باستثناء مشاركة واحدة فقط في تاريخهم منذ عام 1958. إن هذا الفشل كان صدمة كبيرة للبلاد بعد فوزها ببطولة أوروبا.
واليوم، يتعين على إيطاليا الفوز بأي ثمن أمام منتخب أوكرانيا في مباراتهما يوم الثلاثاء لاستعادة زخمها. وعلى الرغم من تحقيق منتخب أوكرانيا تعادلا إيجابيا في مباراته مع منتخب إنجلترا، إلا أنه من الصعب جدا هزيمة الأوكران بقيادة مدربهم القوي سيرجي ريبروف. وإذا استمرت إيطاليا في عدم تحقيق الانتصار تحت إشراف المدرب لوتشيانو سباليتي، فإن فرصها في التأهل للبطولة الأوروبية قد تتلاشى بشكل كبير.
بالنسبة للمنتخب الألماني، يبدو أن مشاكلهم قد بدأت تتجلى بوضوح. في مباراة ودية على أرضهم، تعرضوا لهزيمة مذلة أمام المنتخب الياباني بنتيجة 1-4. على الرغم من الإعجاب الكبير الذي ناله هانسي فليك عندما قاد بايرن ميونخ للفوز بدوري أبطال أوروبا، إلا أنه يواجه اليوم توترات كبيرة فيما يتعلق بالمنتخب الوطني. لم يتمكن فليك من قيادة الفريق إلى كأس العالم 2022 بعد خسارته أمام اليابان مرة أخرى، وهذا قد يشعل موجة من الانتقادات والكره من قبل الجماهير.
المثير هو أنه من غير المعتاد أن يخرج منتخبان بطلان متعددي الألقاب من البطولات الكبرى بعد تحقيقهما للقب. إذا، هل ستكون الأمور مختلفة بالنسبة للمنتخب الأرجنتيني الذي فاز بكأس العالم 2022؟ ما علينا سوى الانتظار ومتابعة تطورات المنتخبات الوطنية الكبرى في رحلتها نحو استعادة تألقها في المستقبل.