أشار تقرير نشرته مجلة The Information الشهيرة في 30 يوليو، إن مؤسس بينانس CZ كان يخطط لإغلاق بينانس الأمريكية بسبب الضغوط التنظيمية التي تواجه شركته الأم.
وبحسب المصادر المجهولة، فإن مجلس إدارة بينانس الأمريكية عقد اجتماعا في 29 يوليو للتصويت على تصفية الشركة.
ومع ذلك، فإن التصويت لم يكن ناجحا، حيث اعترض عليه براين شرودر، الرئيس التنفيذي لـ بينانس الأمريكية، الذي انضم إلى الشركة في نوفمبر 2020.
وقال شرودر إن إغلاق بينانس الأمريكية سيكون خطأً استراتيجيا وأن هناك فرصا كبيرة للنمو في السوق الأمريكية.
ولم تؤكد بينانس أو نفت هذه الادعاءات، وقالت إنها لا تعلق على “الشائعات أو المضاربات”. وأضافت أن بينانس الأمريكية هي شركة مستقلة تديرها شخصية قانونية مختلفة عن بينانس العالمية.
التحديات التنظيمية التي تواجه بينانس
إذا كان التقرير صحيحا، فإن هذه ليست المرة الأولى التي يفكر فيها CZ في التخلص من بينانس الأمريكية. في يونيو 2021، قال مؤسس بينانس CZ، في مقابلة مع Bloomberg أنه “لا يستبعد” بيع حصته في بينانس الأمريكية أو تخفيض دوره في الشركة.
ويرجع ذلك إلى أن بينانس تواجه اضطرابات تنظيمية في عدة دول حول العالم. في الأشهر الأخيرة، حظرت أو حذرت هيئات مثل FCA في المملكة المتحدة وMAS في سنغافورة وBaFin في ألمانيا وCVM في البرازيل وغيرها من التعامل مع بينانس أو أي من منتجاتها أو خدماتها.
وتقول هذه الهيئات إن بينانس لا تحترم قواعد مكافحة غسل الأموال (AML) ومعرفة عميلك (KYC) والإبلاغ عن المعاملات المشبوهة (STR) وغيرها من الالتزامات التنظيمية.
كما تشير إلى أن بينانس تقدم منتجات مالية معقدة ومحفوفة بالمخاطر، مثل العقود الآجلة والخيارات والرافعة المالية، دون الحصول على التراخيص اللازمة.
وقد أثرت هذه الضغوط على سمعة بينانس وثقة عملائها. ففي يوليو 2021، قامت Barclays وSantander وClear Junction وغيرها من المؤسسات المالية بقطع الروابط مع بينانس أو حظر عملائها من إرسال أو استقبال الأموال إلى أو من حسابات بينانس.
استراتيجية التنويع للبقاء في المنافسة
في مواجهة هذه التحديات، تحاول بينانس التكيف مع البيئة التنظيمية المتغيرة والحفاظ على مكانتها كزعيم في الصناعة. وتفعل ذلك من خلال تنويع خدماتها وأسواقها وشركائها.
فمثلاً، في 1 أغسطس 2021، أطلقت بينانس رسميا فرعها في اليابان، وهي نسخة محلية من منصتها تخضع لإشراف هيئة الخدمات المالية (FSA) في اليابان.
وتقدم بينانس في اليابان تداولا فوريا لـ 34 عملة رقمية، بما في ذلك بيتكوين (BTC) وإيثيريوم (ETH) و(BNB). كما تخطط بينانس لنقل جميع عملائها العالميين المقيمين في اليابان إلى هذه النسخة بحلول 14 أغسطس 2021.
وفي 31 يوليو 2021، عقد مؤسس بينانس CZ، جلسة “اسألني أي شيء” على تويتر (Twitter)، حيث تحدث عن رؤية بينانس للصناعة والتحديات التي تواجهها. وأكد CZ على أهمية التنويع، لاسيما فيما يتعلق بالعملات المستقرة.
العملات المستقرة هي عملات رقمية مرتبطة بأصول حقيقية، مثل الدولار الأمريكي أو الذهب أو سلة من العملات. وتستخدم هذه العملات لتسهيل التداول والتحويل والإقراض وغيرها من الأنشطة في مجال العملات الرقمية.