تسعى الصين من خلال طرحها فكرة اليوان الآسيوي كعملة رقمية لمواجهة هيمنة الدولار على السوق، وتقليل استخدامه في التبادلات التجارية بين الدول، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط وعموم آسيا. وستكون هذه العملة مدعومة بتقنية البلوكتشين.
قام الباحثون الصينيون التابعون لإحدى الأكاديميات الصينية المعنية بعلوم الاجتماع، بنشر آرائهم في العديد من المجلات المهتمة بالشؤون العلمية حول موضوع عملة رقمية لمنطقة آسيا، حيث يرون فيها خطوة إيجابية لتقليل الاعتماد على الدولار بفوارق كبيرة.
وبمقارنة العملات الرقمية الحالية المجربة من قبل البنك المركزي CBDCs، يقول الباحثون أن عملة اليوان الآسيوي الرقمية باعتمادها على تقنيو البلوكتشين، ستجلب دعماً للعملة، التي سيجري ربطها بمجموعة عملات أخرى يبلغ عددها 13 عملة.
وتكون العملات تلك تابعة لجميع الدول الأعضاء في رابطة آسيان التي تضم دول جنوب وشرق آسيا البالغ عددهم 10 دول، إضافة إلى ثلاث عملات دول إضافية، وهي اليوان الصيني الين الياباني ووون كوريا الجنوبية.
وكتب الباحثون في صحيفة South China Morning Post، أن 20 عاماً كانت كافية لترسي قواعد تكامل اقتصادي عميق في شرق آسيا، ذو أساس جيد يضم تعاوناً إقليمياً في المجال المالي والعملات الرقمية.
والذي يزيد موثوقية هذه الكتابات، أن صحيفة South China Morning Post ترتبط بشكل وثيق بوزارة الخارجية الصينية، بينما الباحثين يكونون من معهد الاقتصاد والسياسيين العالميين، الذي ينتمي إلى الوحدات البحثية التابعة لمركز CASS المرتبط بالحزب الحاكم في الصين.
أصبحت العملات الرقمية ومن قبلها الدولار، وسيلة متعارف عليها في الاستثمار والأعمال التجارية، من قبل دول رابطة آسيان، إضافة إلى استخدامهم لها كوسيلة حماية من أن يطال التضخم عملاتهم المحلية.
ويقوم البنك المركزي الصيني بإجراء التجارب اللازمة في تداول العملة الرقمية قبل إطلاقها بشكل رسمي، وذلك مع 5.6 مليون متجر مختلف يقدمون خدمات اليوان الرقمي، وكانت قد وصلت التداولات حتى تاريخ 10 أكتوبر، إلى ما يقارب 100 مليار يوان التي تعادل 14 مليار دولار أمريكي.
إضافة إلى ذلك، قدم البنك المركزي دعمه لمشروع إنثانون-ليون روك، الذي يعد أحد تجارب الدفع بين الدول بتقنية البلوكتشين، حيث تشمل البنوك المركزية التايلاندية والإماراتية والصينية.
وشهدت صفقة ناجحة بقيمة تزيد عن 22 مليون دولار خلال شهر واحد فقط في سبتمبر، وذلك من خلال منصة جسر العملات الرقمية المتعددة للبنك المركزي التي يشرف عليها بنك التسويات الدولية.