تُظهر دراسة قامت جامعة كورنيل بإعدادها، أن انهيار الثقة بين العملات الرقمية المستقرة ومستخدميها، يمكن أن يسبب انهيار أسواق العملات الرقمية وسندات الخزينة الأمريكية.
إذ يشير خبراء جامعة كورنيل أنه وفي ظل جمود الأسواق ومستويات التضخم المرتفعة، فقد أصبحت العملات الرقمية المستقرة هي الخيار الأنسب للعديد من المستخدمين والمستثمرين للعملات الرقمية، والذين يودون الحصول عليها أو استخدامها في التحويلات المالية.
وتقوم منصات العملات الرقمية والجهات التي تقدم خدماتها، بمحاولة إعادة بناء الثقة بينهم وبين المستخدمين، من خلال العمل على دعم مخزوناتهم الاحتياطية من العملات الرقمية، وذلك عبر شراء سندات وأذون الخزانة الأمريكية.
تملك Tether أكثر من 58% من احتياطياتها على شكل سندات من الخزانة الأمريكية، أي ما يعادل 40 مليار دولار من عملة USDT الرقمية.
ما هو رأي الخبراء بوضع السوق الحالية؟ وكيف يمكن أن ينهار سوق السندات الأمريكية؟
يقول إسوار براساد، أستاذ اقتصاد في جامعة كورنيل، تعقيبا على دراسة الجامعة بخصوص العملات الرقمية المستقرة، أنه قد قام بالحديث مع العديد من المنظمين الأمريكيين المتوترين بخصوص زيادة تأثير العملات الرقمية المستقرة على أسواق المال التقليدية.
ويقول براساد إن المنظمين تحدثوا معه عن قلقهم من قيام المستخدمين بتوليد موجة استرداد لأموالهم نتيجة فقدان الثقة بالعملة الرقمية المستقرة، وبالتالي قد تُضطر منصات العملات الرقمية إلى بيع ممتلكاتهم في سندات الخزانة الأمريكية، إلى جانب ذلك فإن وجود حجم كبير في عمليات الدفع سيؤدي إلى حالة من الذعر في سوق الأوراق المالية التقليدية.
وأردف موضحا بأن الحالة المعنوية لسوق السندات الأمريكية تكون متقلبة حاليا، وبالتالي فقد ينتج ضغط مضاعف لبيع سنظات الخزانة حالما يتعرض السوق لأي حادث مع العملات المستقرة.
ودعا المحللون الماليون في المصرف المركزي الكندي، إلى قيام المنظمين بالإشراف على أداء العملات الرقمية المستقرة ومضاعفة الرقابة والمتابعة لها، لما لها من تأثير كبير على النظام الاقتصادي العالمي.