تشير بيانات CoinMarketCap وStaking Rewards إلى أنّ معظم العملات الرقمية الرئيسية، والتي تتعامل وفق بروتوكول إثبات الحصة تعطي عوائد تخزين حقيقية، وذلك إذا ما قمنا بحساب جداول التعاملات بالعملات وأرصدتها.
هذه البيانات تجعل العديد من المستثمرين يفكرون في شراء العملات الرقمية وتخزينها، كطريقة سهلة للربح وتوليد الدخل السلبي، مُتناسين التضخم الذي قد ينتج لكل عملة من العملات الرقمية.
في بعض الأحيان تبدو عوائد الستيكينغ (Staking) ذات أرقام كبيرة، وهذا يكون سبباً في جذب الكثير من المستثمرين والمستخدمين للاستثمار في تخزين العملات الرقمية، لكن بأخذ معدلات التضخم لهذه العملات بعين الاعتبار، سنجد أن العوائد الحقيقية أغلبها ليست دائماً جذابة كما تبدو للوهلة الأولى.
يشير مصطلح الستيكينغ (Staking) إلى تخزين العملات الرقمية لفترة محددة، لتأمين ودعم تشغيل شبكات بلوكتشين التي تستخدم بروتوكول إثبات الحصة، لقاء الحصول على فائدة سنوية.
تحقق عملة BNB الآن أعلى المكاسب الحقيقية من الستيكينغ (Staking) بحوالي 8.28%، بينما في الجهة المقابلة تقدّم عملة NEAR عائداً حقيقياً للستيكينغ (Staking) بلغ -63.59%، بمعدل تضخم 73.34%.
وكَثُرت معاملات الستيكينغ (Staking) مؤخراً، وذلك مع اقتراب إيثيريوم من ميعاد الدمج، وانتقالها إلى العمل وفق بروتوكول إثبات الحصة.
يستطيع المستثمرين تقدير معدل التضخم السنوي الدقيق لأكبر 10 عملات رقمية، لتجنب المخاطر والعثور على عائدات التخزين الحقيقية الممكن كسبها، وذلك من خلال استخدام البيانات التاريخية والحالية من سعر العملة المقدمة من CoinMarketCap وStaking Rewards.
من المقرر بعد إكمال إيثيريوم الترقية القادمة، أن ينخفض إصدارها من 13000 عملة إثيريوم إلى 1600 عملة إيثيريوم يومياً، مما سيؤدي إلى انخفاض معدل التضخم من 4.12% إلى 0.49%.
وفي حال بقاء سعر غاز إيثيريوم على متوسطه السنوي السابق، فإنه سيصيب إيثيريوم انكماشاً عقب الدمج، وسيقل المعروض السنوي بحوالي 1.5%، إضافة إلى توقعات بنمو العوائد الاسمية لتصل إلى ما نسبته 7%، مما يجعل عائداتها السنوية الحقيقية حوالي 8.5% عقب الدمج، وذلك كما أشارت البيانات المقدمة من ultrasound.money.
كان مِمَن حقق عوائد حقيقية سلبية إلى جانب إثيريوم، سبع عملات كبرى من بين أكبر تسع عملات تعمل وفق بروتوكول إثبات الحصة، وهذه العملات هي كاردنو وسولانا وبولغيون وترون وأفلانش وCosmos وNEAR.
والجدير بالذكر أن هناك عملتان إلى جانب إيثيريوم قد حققت عوائد حقيقية إيجابية للمستثمرين على مدار العام المنصرم.
أولها كانت هي عملة BNB الرقمية، والتي طبقت آلية حرق رسوم المعاملات المتماثلة، إضافة إلى آلية حرق العملات الرقمية بناءً على أرباح منصة Binance.
ولدى عملة BNB معدل تضخم سلبي يبلغ -4.04% أي أن العرض المتداول منكمش وهذا أمر إيجابي، بينما قدّمت عوائد اسمية بنسبة 4.24%، مما يجعل العوائد الحقيقية تصل إلى 8.28%، وهي تقريباً تساوي نسبة إثيريوم بعد الترقية.
وثاني العملات ذات العوائد الإيجابية، كانت من نصيب Polkadot، والتي حققت نسبة نمو في العرض وصلت حتى 12.83% مقارنة بالعام الماضي، بينما بلغ معدل تداولها الحالي 13.9%، وبمعدل عائد سنوي حقيقي يصل إلى 0.948%.
وباحتساب جداول إصدار العملات الرقمية، نجد معدلات الفوائد الحقيقية لأفضل 10 عملات رقمية كبرى كما يلي تنازلياً:
عند تحديد العملات الرقمية التي تريد المشاركة فيها، يرتكب العديد من المستثمرين خطأً يتمثل في النظر فقط في عوائد الستيكينغ (Staking) الاسمية بدلاً من التعمّق أكثر في التفاصيل.
وتشير البيانات السابقة إلى أن العوائد الاسمية المرتفعة لا تؤدي بالضرورة إلى تحقيق مكاسب حقيقية إيجابية، لذلك يجب أن تكون معدلات الستيكينغ (Staking) هي المأخذ الوحيد للمستثمر في تطلعاته لامتلاك العملات الرقمية.
ونزيد على ذلك، أنّ تقلبات سوق العملات الرقمية قد تؤثر على العوائد الحقيقية، فإذا كانت إحدى العملات تولّد عوائد من خلال التخزين، فقد لا يكون ذلك مفيداً إذا كانت العملة تعاني انخفاضاً بنسبة 70% في سوق هابطة.
ولا بُدّ من إدراك أن أسعار العملات الرقمية هي من عوامل العرض والطلب، أي بمعنى إذا كانت نسبة المعروض من العملة الرقمية هي 30%، فيجب أن ينمو الطلب عليها بنفس معدّل السعر لتحافظ على استقرارها.