صرح ليو ميلاميد، الرئيس الفخري لشركة CME Group، بأنه سيقوم بترويض البيتكوين والتحكم به في السوق، وذلك عقب اطلاق الشركة أول عقد لها يخص البيتكوين عام 2017. وقامت هيئة الأوراق المالية حينها بالاعتراف بالعديد من صناديق الاستثمار المتداولة في سوق العملات الرقمية.
ولكن عقب تزايد عدد المنصات التي تطرح عملة البيتكوين للتداول، بدأت الأسئلة تتزايد حول حقيقة وجود تلاعب في السوق. وتجدر الإشارة إلى أن هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية SEC هي من تقوم بإدارة صناديق الاستثمار الرقمية في السوق الأمريكية.
البنوك تريد فرض سيطرتها على البيتكوين
ويشير جيمس، الرئيس التنفيذي لشركة MagicCraft، إلى أن محاولة البنوك السيطرة على البيتكوين هي أمر شائع، حيث يحاولون التلاعب بطريقة ما على الناس، لكن الناس في الواقع لا يعلمون إلا شيء واحد، وهو كيف يحصلون على عملة البيتكوين بشكلها المتعارف عليه.
ويرى جيمس أن هناك احتمال لانخفاض سعر البيتكوين على المدى القصير، وذلك بسبب التلاعب به مع عبر صندوق العقود الآجلة ETF، لكن من جانب آخر، فهو يساعد على زيادة التبني المجتمعي للبيتكوين وبقية العملات الرقمية، وارتفاع عدد المتداولين وخاصة ممن يستثمر في السوق التقليدية (الأسهم).
وقامت هيئة الأوراق المالية والبورصات بالموافقة على أول صندوق بيتكوين للتداول في أكتوبر 2021، إذ ظهر صندوق ProsharesBitcoinStrategy في سوق نيويورك في 19 أكتوبر، والذي حصد حجم تداول بلغ ما يقارب 1 مليار دولار في أول يوم له. وتعتبر صناديق الاستثمار هذه مناسبة للمؤسسات لما تقدمه من ميزات خاصة بهم، بعيدا عن الاستثمار الفردي الذي من غير الوارد وجوده.
يشير ويلي وو، محلل بارز في سوق العملات الرقمية، إلى أنه في حال تمت إعطاء الموافقة لصندوق العقود الآجلة ETF للبيتكوين، فإنه سيكون مكلفا لعقد البيتكوين، حيث يقوم الصندوق بالاستعانة بمصادر خارجية للتحوط من خلال مجموعة من حوافز الربح.
ويضيف المحلل وو أن صندوق العقود الآجلة ETF، يملك القدرة على خفض سعر البيتكوين وزيادة تقلبه بسبب هيمنة العقود الآجلة. ومن المتوقع أن يرتفع سعر العقود الآجلة للبيتكوين لاحقا مقارنة مع سعرها الحالي، بسبب قيامها بفتح صناديق التحوط.
صناديق العقود الآجلة توفر حماية للمستثمرين في سوق العملات الرقمية
تدعي شركة CME Group أن صندوق العقود الآجلة ETF للبيتكوين، سيساعد المستثمرين من التحقق من الأسعار الفعالة في سوق العقود الآجلة.
يقول سيرجي جدانوف، الرئيس التنفيذي لشركة EXMO، إنه مايزال يتوجب دراسة موضوع إدخال العقود الآجلة على البيتكوين. حيث يرى أن وجود تلاعب في الأسواق المالية يشكل خطرا على سوق العملات الرقمية كاملة بما فيها صناديق العقود الآجلة. ومن المفروض أن تكون صناديق البيتكوين المطروحة للتداول تتميز بالشفافية والبساطة أمام المستثمرين، مما سيمنحهم شعورا بالأمان حيال استثماراتهم.
بينما تحدث كريس إسبارزا، مدير Vault Finance، أنه لم يكن من أهداف العقود الآجلة للبيتكوين التلاعب بسعر العملة، بل الهدف الأساسي كان فتح تداول البيتكوين مباشرة دون الحاجة للعمل مع مزيد من المستثمرين.
معياران فقط لا غير يمكن لهما تحديد سعر البيتكوين
يعود سعر البيتكوين لمعيارين أساسيين، الأول هو الصفة اللامركزية للبيتكوين، أما المعيار الثاني فإن الحد الأقصى لعرضها في السوق هو 21 مليون عملة بيتكوين فقط. وهنا تكون صناديق البيتكوين سببا في زيادة كمية العملات المعروضة من البيتكوين، مما سيؤثر على سعر العملة في السوق حتما.
أوضح أندرو وينر، نائب رئيس البورصة الآسيوية MEXC، الجانب الإيجابي للعقود الآجلة، حيث يرى فيها مع صناديق الاستثمار للعملات سببا في المساعدة على تقليل الشكوك التي تحوم حول العملات الرقمية وحجم استقرارها في السوق. ويشير إلى أن الظهور المتزايد لعملات البيتكوين، يبين مدى أهمية البيتكوين وحجم الثقة والشعبية الكبيرتين التي تحظى بها في سوق العملات الرقمية.
إضافة إلى كونه يساهم بشكل كبير بتوجيه المستثمرين من السوق التقليدية لسوق العملات الرقمية، فإنها كذلك تسهم في زيادة ثقة المتداولين بسوق العملات. ويذكر أن شركة فيات ستقوم بدعم شبكة بلوكتشين بالمال التقليدي، من أجل الوصول بالبيتكوين إلى مستوى وأفق جديدان يرتقيان بها إلى المكانة التي تستحقها.
صفة اللامركزية أهم ما يميز البيتكوين وبدونها لا توجد بيتكوين
تستطيع صناديق الاستثمار المرتبطة بالعقود الآجلة للبيتكوين أن تقوم بتسريع التبني الشامل للعملة. لكن للأسف فإن وجودها يتعارض بشكل مباشر مع سمات اللامركزية، والتي تعتبر من أهم ما يميز عملة البيتكوين. يوجد تخوف كبير من أن تقوم صناديق التحوط والبنوك الكبيرة من الاستحواذ على البيتكوين، الأمر الذي قد يؤدي لتلاعب في سعر العملة.
يتخيل ويلي وو الحال التي ستكون عليها البيتكوين في حال تم تخزينها كصندوق عقد آجل وبمزود واحد، يمكن لهذا المزود أن يقوم بتغيير نسب قابلية التحويل، وأن يتلاعب بالسعر بشكل كبير، كما حدث بالضبط عند استخدام الذهب كمعيار للنقد.
يرى غاري جينسلر، رئيس هيئة الأوراق المالية، أنه لا يمكن تحقق الربط بين البيتكوين وصناديق العقود الآجلة إلا في حال استقرار السوق، ورغم ذلك فهو يدعم وجود صناديق التداول تلك مع البيتكوين، التي يمكن أن توفر حماية جيدة للمستثمرين.