شهدت أسواق العملات الرقمية علامات على التعافي عقب الانهيار الكبير الذي حدث في الخامس من أغسطس، والذي سجل أكبر انخفاض في القيمة السوقية للعملات الرقمية منذ عام 2022. وقد تزامن هذا الانخفاض مع تدهور في مؤشرات الأسهم اليابانية والين الياباني، فضلا عن تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وتراجع التوقعات الاقتصادية في ظل تقارير مقلقة من الشركات التكنولوجية في الولايات المتحدة.
وبالرغم من خسائر المستثمرين في سوق العملات الرقمية، حيث بلغت عمليات تصفية المراكز المفتوحة في المنصات المركزية والبروتوكولات المالية اللامركزية أكثر من 1.4 مليار دولار، إلا أن الخبراء يرون في التراجع الحالي لأسعار البيتكوين نمطا مشابها لما حدث قبل المكاسب الكبيرة في السوق في عامي 2016 و2020.
وفي سياق متصل، قد سجلت منصة Binance تدفقا صافيا قدره 1.2 مليار دولار خلال الفترة التي تلت الانهيار، مما يعد من بين أفضل الأيام في أداء السوق لعام 2024. ويرى المدير التنفيذي للبورصة، ريتشارد تينغ، أن هذا يشير إلى ثقة المستثمرين العالية، حتى في ضوء الظروف الاقتصادية القاسية.
وعلى الرغم من إجمالي خروج 168.4 مليون دولار من صناديق البيتكوين المتداولة في البورصات الأمريكية خلال جلسة الخامسة من أغسطس، إلا أن حجم التداول اليومي استمر في الارتفاع، ليصل إلى 5.2 مليار دولار. إلى جانب تدفق صافي بلغ 48.7 مليون دولار في صناديق الإيثريوم، مما يعكس استمرار الاهتمام بالعملات الرقمية رغم الضغوط السلبية.
كما يرصد المحللون ارتفاعا في النشاط في المنصات المركزية، حيث يتنبأ ديفيد دوونغ، المحلل في Coinbase، بحدوث “شورت سكويز”، وهو ما يعني قدوم موجة من الارتفاع المحتمل للأسعار في الأيام القليلة القادمة.
وفي الختام، أكدت بيانات منصة CryptoQuant على تراجع عدد المراكز المفتوحة ذات الرافعة المالية إلى 14.18 مليار دولار، مما يمثل أدنى مستوى منذ منتصف 2021. وهذا الانخفاض يساهم في تقليل المخاطر والضغوط السوقية، مما يمهد الطريق لنمو أكبر واستقرار محتمل في أسعار العملات الرقمية، شريطة أن تبقى المؤشرات الأخرى إيجابية.