في ظل توتر العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا، اتهمت واشنطن موسكو بالقيام بأنشطة خبيثة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وزعمت أن روسيا نفذت هجمات إلكترونية عبر الإنترنت ضد مصالح أمريكية.
ولكن روسيا نفت هذه المزاعم، وقالت إن واشنطن لم تقدم أي أدلة دامغة على حدوث هذه الهجمات، وحذرت من أن التصعيد الأمريكي يزيد من مخاطر المواجهة.
واشنطن تزعم أن روسيا نفذت هجمات إلكترونية
قال أرتور ليوكمانوف، مدير إدارة أمن المعلومات الدولي في وزارة الخارجية الروسية والممثل الرئاسي الخاص للتعاون الدولي في مجال أمن المعلومات، إن واشنطن اتهمت روسيا بالقيام بأنشطة خبيثة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وزعمت أن روسيا نفذت هجمات إلكترونية عبر “الخطوط الساخنة الثنائية”، التي أنشئت في عام 2013 خصيصا للتحقيق في هجمات الكمبيوتر.
وأضاف ليوكمانوف في تصريح لوكالة تاس الروسية أنه لم يتم تقديم أدلة دامغة على صحة هذه المزاعم، مؤكدا أن روسيا لا تقبل اتهامات واشنطن.
وأشار إلى أن روسيا لا تستخدم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كأداة للضغط السياسي، بل تسعى إلى بناء نظام دولي قائم على قواعد لضبط سلوك الدول في هذا المجال.
روسيا تحذر من التصعيد الأمريكي
في المقابل، اتهم ليوكمانوف الولايات المتحدة ببناء قدرات هجومية في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وبتنفيذ عمليات مطاردة ضد روسيا، باستخدام عملائها في الخارج.
وأعطى مثلا على ذلك جيش تكنولوجيا المعلومات في أوكرانيا، الذي يعمل على تشويه الواقع ونشر الأكاذيب والتضليل ضد روسيا.
كما أشار إلى وجود عدد من مختبرات الناتو السيبرانية في أوروبا الشرقية، التي تخدم أغراض مشابهة، والتي تهدف إلى إثارة التوتر والنزاعات في المنطقة.
وقال إن الاستراتيجية السيبرانية الأمريكية التي تم تبنيها في مارس 2023، مكنت وكالة الأمن القومي الأمريكية من معاقبة أولئك الذين يشاركون في أنشطة سيبرانية تخريبية أو مدمرة أو مزعزعة للاستقرار، دون أي تحديد للمسؤولية أو الإجراءات القانونية.
وحذر ليوكمانوف من أن هذا التصعيد يزيد من مخاطر المواجهة بين الولايات المتحدة وروسيا، وأنه يهدد الأمن والسلام الدوليين. ولفت إلى أن روسيا أعربت في السابق عن مخاوفها بشأن برنامج المراقبة الجماعية غير القانوني لوكالة الأمن القومي، والذي يستهدف الملايين من المستخدمين حول العالم، بما في ذلك قادة دول صديقة.
وقال إن هذا البرنامج يستمر سنويا من خلال تمديد المادة 702 من قانون مراقبة الاستخبارات الأجنبية، والتي تسمح بجمع بيانات المستخدمين خارج الولايات المتحدة.
روسيا تدعو إلى التعاون في مجال أمن المعلومات
في هذا السياق، دعا ليوكمانوف إلى التعاون بين الولايات المتحدة وروسيا في مجال أمن المعلومات، وإلى إقامة حوار بناء على أساس المساواة والاحترام. وقال إن روسيا تفتح دائما للحوار، وأنها تقدم اقتراحات ملموسة لضبط التصرفات في هذا المجال.
ولفت إلى أن روسيا قدمت في عام 2019 مشروع قرار للأمم المتحدة بشأن إطار عالمي للسلام والأمان في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والذي يهدف إلى تطبيق قانون الأمم المتحدة في هذا المجال، وإلى منع استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للتدخل في شؤون الدول.
