ترندينغ

ود مدني تقع في قبضة الدعم السريع وإيغاد تبحث عن مخرج للأزمة السودانية

تواصل قوات الدعم السريع تقدمها في السودان، حيث سيطرت على مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، ومعظم مناطق الولاية، في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية والأمنية في البلاد، التي تشهد حربا منذ تسعة أشهر.

وأكدت قوات الدعم السريع، في بيانات ومقاطع فيديو نشرتها على منصاتها الإعلامية، أنها تمكنت من السيطرة على كافة المدن الرئيسية في الطريق الرابط بين الخرطوم وولاية الجزيرة وولاية سنار جنوبا، وأنها تحكم على أكثر من 80 بالمئة من مدن ومناطق إقليمي كردفان ودارفور.

واعتبر مراقبون أن السيطرة على ود مدني تشكل تحولا دراميا في سير العمليات الحالية، وتجعل كل الاحتمالات واردة، نظرا للموقع الجغرافي الاستراتيجي الذي تتميز به المدينة.

وفي هذا السياق، قال الصحفي السوداني عبد الله إسحق لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن “السيطرة على ود مدني تعني أن قوات الدعم السريع تقترب من الخرطوم، وتهدد بقطع الطريق الوحيد الذي يربط العاصمة بالولايات الجنوبية”.

وأضاف إسحق أن “هذا الوضع يزيد من الضغط على الجيش، الذي يتواجد في مدينة بورتسودان، ويواجه صعوبات في التحرك والتواصل مع القوات الموجودة في الخرطوم”.

ومع تدهور الأوضاع الإنسانية والصحية والأمنية في البلاد، تتزايد الدعوات لتسريع الحلول اللازمة للأزمة.

وفي هذا الإطار، أعلنت منظمة التنمية في إفريقيا “إيغاد”، التي وضعت خارطة طريق للحل في قمة عقدتها مطلع ديسمبر الجاري، أنها شكلت لجنة اتصال لتسريع مخرجات القمة، والتي تضمنت ست نقاط، من بينها وقف إطلاق النار والعودة للحوار السياسي.

وقالت إيغاد، في بيان لها، إنها حصلت على تعهد من قائدي الجيش والدعم السريع بلقاء مباشر بينهما، من أجل العودة لطاولة التفاوض من خلال منبر جدة الذي تقوده السعودية والولايات المتحدة.

وتأمل إيغاد أن تسهم هذه الخطوة في إنهاء الصراع في السودان، الذي أدى إلى مقتل 12 ألف شخص وتشريد نحو 8 ملايين حتى الآن، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة.

لكن بعض المحللين يشككون في فعالية هذه الجهود، ويعزون ذلك إلى سيطرة تنظيم الإخوان على مراكز القرار في الدولة.

وقال الصحفي السوداني الجميل الفاضل لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن “تنظيم الإخوان يخوض هذه الحرب بحسبان أنها معركة وجودية، ولا يريد التنازل عن أي شيء”.

وأضاف الفاضل: “هذا التنظيم يمتلك شبكة واسعة من النفوذ والتأثير في مؤسسات الدولة، ويستخدمها لتعطيل أي مبادرة للحل”.

وعلى الجانب الآخر، تؤكد الكاتبة صباح الحسن على أهمية ما يمكن أن تلعبه الجهود الدولية والإقليمية في حل الأزمة.

وتقول: “إيغاد لديها تجربة تاريخية في حل النزاعات في الدول الإفريقية، ولديها القدرة على الوساطة والضغط على الأطراف المتنازعة”.

وترى الحسن أن “الحل السياسي عبر الإيغاد لا يزال ممكنا، إذا توفرت الإرادة السياسية والشعبية لإنهاء الحرب والعودة للديمقراطية”.