يوم العزاب العالمي – هو مناسبة تُحتفل بها سنوياً في 11 نوفمبر. يعتبر هذا اليوم في الصين مناسبة للأفراد العُزب، ولهذا يُطلق عليه أحيانًا اسم “عيد العزاب” أو “عيد العازبة”. يعود أصل هذا الاحتفال إلى نهاية التسعينيات في الصين، ويتم اختيار تاريخ 11 نوفمبر لأنه يتكون من أربعة أرقام واحد (11:11)، ويُظهر بذلك الفرادة والوحدة.
في هذا اليوم، يحتفل الأفراد العزاب بوحدتهم ويُشجعون على تقديم الهدايا لأنفسهم. يشهد يوم العزاب العالمي عادة إقبالا كبيرا على التسوق عبر الإنترنت، حيث يُنظم التجار حملات تخفيض وعروض خاصة لجذب العملاء.
ويعتبر هذا اليوم تجربة تسوق فريدة، حيث يتسابق الناس للاستفادة من الصفقات والتخفيضات المميزة في مختلف المنتجات والخدمات.
يوم العزاب العالمي بالأرقام
وبلغ إجمالي حجم المبيعات خلال هذا العيد التسوق الضخم في عام 2020 حوالي 498 مليار يوان (78 مليار دولار). ومقارنة بالولايات المتحدة، حيث جاءت مبيعات عطلة “الجمعة السوداء” في نفس العام بحوالي 22 مليار دولار، يظهر وضوحاً الفارق الكبير.
وكشفت بيانات من شركة الاستشارات الصينية “سينتون” أن التجار الصينيين حققوا إيرادات تجاوزت 182 مليون يوان (أكثر من 25 مليار دولار) خلال حدث التخفيضات السنوي العالمي بمناسبة العيد الصيني للعزاب. وفي الفترة من الساعة 8:00 صباحا بتوقيت الصين (3:00 صباحًا بتوقيت السعودية)، تم تسجيل 615 مليون عملية شراء.
ووفقًا لـ “سينتون”، فإن حجم المبيعات عبر المنصات الإلكترونية في الصين بلغ 182.9 مليار يوان (حوالي 25.1 مليار دولار) في الفترة من الساعة 8:00 مساءً بتوقيت الصين (3:00 مساءً بتوقيت السعودية) في 10 نوفمبر حتى الساعة 8:00 صباحًا (3:00 صباحًا بتوقيت السعودية) في 11 نوفمبر. وكان متوسط قيمة الفاتورة 297.04 يوان (حوالي 40.8 دولار).
تاريخ يوم العزاب العالمي
تعود جذور يوم العزاب العالمي إلى الحياة الطلابية في المدن الصينية في التسعينيات، حيث انتشرت فكرة الاحتفال بـ “الحياة العزوبية” عبر الإنترنت ووسائل الإعلام الأخرى.
ويحتفل به في الحادي عشر من نوفمبر من كل عام، حيث يتكون التاريخ من أربعة أرقام “1”، تعبر عن الوحدة وحالة العزوبية. ورغم أن عدد سكان الصين الضخم يلعب دوراً هاماً في هذا الرقم، إلا أن التكنولوجيا الجديدة وتوسع الشبكة اللوجستية في البلاد ساهما في توسيع نطاق هذا الحدث التجاري.
لم يكن يوم العزاب الصيني مرتبطاً بالتسوق حتى عام 2009، حيث قررت شركة Alibaba التسويق لهذا اليوم من خلال تنظيم حملة تسوق هائلة تشبه عروض “الجمعة السوداء” في الولايات المتحدة. وفي غضون بضع سنوات، تحول يوم العزاب إلى أكبر حدث تسوق في الصين وأكبر حدث على مستوى العالم، يتفوق على أحداث التسوق الدولية الكبيرة مثل “الجمعة السوداء” و “الإثنين السايبر” مجتمعين.
وأصبحت فعاليات يوم الشراء في 11 نوفمبر تستمر لمدة أسابيع، حيث تشارك فيها جميع الشركات التجارية الكبيرة في الصين، مثل JD.com و Pinduoduo و Suning، في هذا الحدث الضخم الذي أصبح لا يقاوم لعشاق التسوق حول العالم.
ما الجديد هذا العام؟
في الوقت الذي يستعد فيه العالم لاستقبال عاما جديدا، يبرز التوتر التجاري بين الصين والولايات المتحدة كمحور رئيسي قد يحدد سياق الأحداث خلال العام القادم. حيث يشير محللون إلى أن تداعيات الحروب التجارية على أسواق الأوراق المالية قد تلقي بظلالها على مشاعر المستثمرين والمستهلكين على حد سواء.
وفيما يتعلق بالأنشطة التجارية في الصين، يبدو أن Alibaba تسعى إلى تغيير قواعد اللعبة في عالم التجزئة. فقد زادت Alibaba نشاطها في مجال التجزئة التقليدية من خلال إنشاء شبكاتها الخاصة من السوبرماركت وخدمات التوصيل. وتعد Alibaba بأن يكون يوم الخصومات في هذا العام هو الأضخم في تاريخها، مما يشير إلى رغبتها في تعزيز حضورها وسط المنافسة الشديدة.
بهذا، يبرز عام 2024 بأنه سيكون عاما حافلا بالتحديات والتغييرات في عالم الأعمال والتجارة الدولية، حيث يتوقع المراقبون أن يكون للتوترات التجارية والتحولات في أسواق التجزئة أثر كبير على الاقتصاد العالمي.
حقائق عن يوم العزاب
أصله في جامعة نانكين
يُعتبر أن أربعة طلاب عزاب في جامعة نانكين هم من ابتكروا هذا الحدث في عام 1993، اختاروا تحديدًا 11 نوفمبر ليكون اليوم الوحيد في السنة الذي يحتوي على أربع أرقام 1 (11.11). وعلى الرغم من عدم تأكيد الأسطورة رسميًا، إلا أن الشباب الصيني يحتفل به كيوم مكافحة لعيد الحب.
تحوله العيد إلى يوم تسوق عالمي بفضل Alibaba
في عام 2009، قررت شركة Alibaba، وهي واحدة من أكبر منصات التجارة الإلكترونية في الصين، تحويل يوم العزاب إلى يوم للتسوق عبر الإنترنت بهدف زيادة المبيعات خلال فترة الهدوء بين أكتوبر ويناير. ومنذ ذلك الحين، أصبح الحدث مهرجانا للتسوق حيث يشارك ملايين العلامات التجارية والبائعين.
رقم قياسي في المبيعات
سجلت Alibaba أرقامًا قياسية كل عام، حيث تتسارع وتيرة المبيعات. في عام 2019، بيعت منصة Tmall في اليوم نفسه بمبلغ 268.4 مليار يوان (38.4 مليار دولار)، وزادت بنسبة 26% عن العام السابق. ومع العلم أن الحرب التجارية مع الولايات المتحدة كادت أن تعرقل النجاح، إلا أن المهرجان حقق إنجازات رائعة، بما في ذلك تسجيل 583 ألف طلب في الثانية الواحدة.
الانغماس الكامل في عالم الهواتف الذكية والتسوق الإلكتروني
يقضي مستخدمو الهواتف الذكية في الصين متوسط 6.2 ساعة يوميا أمام شاشاتهم، ما يعادل 1.8 يوم في الأسبوع. في عام 2019، كان هناك 1.56 هاتف ذكي يعمل لكل فرد في البلاد. وفي مارس من هذا العام، قضى مستخدمو الإنترنت الصينيون 7.2 ساعة يوميا على الإنترنت، وهو رقم يزيد بشكل كبير عن 2019، حيث كانت 5.6 ساعة، وهو أمر سيؤثر بالتأكيد على مبيعات 11 نوفمبر.
مهرجان يمتد على مراحل ولا يقتصر على الإنترنت
تتميز هذه السنة بتمديد فترة الخصومات والتخفيضات، حيث بدأت العروض قبل 11 نوفمبر. في عام 2023، سمحت الطلبات المسبقة بالتقديم ابتداءً من 21 أكتوبر، أي قبل ثلاثة أسابيع من الحدث نفسه. العروض لا تقتصر على المتاجر الإلكترونية فحسب، بل تمتد أيضًا إلى المتاجر والمطاعم في الوضع الفعلي. وهناك بعض البائعين الذين يلغون التخفيضات في يوم الحدث نفسه لجذب العملاء للتسوق مبكرًا وليس عبر الإنترنت.
التقليد العالمي لمهرجان التسوق
تنظم المنصات الإلكترونية الأجنبية أيضًا تخفيضات في 11 نوفمبر، وهو ما جعل النجاح الكبير لـ Alibaba يؤدي إلى ظهور نسخ له في دول أخرى. في فيتنام، يحدث مهرجان التسوق في 11 نوفمبر أيضًا. في إندونيسيا، هناك مهرجان في 12 ديسمبر. وفي بعض الأماكن، تُقام تخفيضات في “التاسعة المزدوجة” أو “العاشرة المزدوجة”.
مشاركة المستهلكين عبر وسائل التواصل الاجتماعي
يشارك مستخدمو الإنترنت الصينيون بانتظام تفاصيل مشترياتهم في 11 نوفمبر على وسائل التواصل الاجتماعي. البعض يتفاخر بمشترياتهم الجديدة، في حين يشكون البعض الآخر من كمية الأموال التي أنفقوها في يوم واحد. في عام 2022، شارك مستخدمو Weibo (نظير Twitter) نتائجهم الخاصة للحدث تحت وسم “ماذا اشتريت في 11.11” (#双十一买什么). يتعامل المتسوقون عبر الإنترنت مع نفقاتهم بروح الدعابة وينشرون ميمات حول عيد التسوق.
