يُعرّف البروتوكول على أنّه مجموعة القواعد الأساسية للبلوكتشين، أما الخوارزمية هي الأداة التي يتم من خلالها اتباع قواعد البروتوكول، إذ يعتمد بناء بلوكتشين في أساسه على البروتوكول الذي يقوم بتحديد القواعد للشبكة، أما الخوارزمية هي من تخبر النظام بالخطوات التي يجب اتخاذها، للامتثال لتلك القواعد وتحقيق النتائج المطلوبة.
ومن الخوارزميات المستعملة في بناء البلوكتشين، خوارزمية الإجماع، والتي تساعد في تحقيق اتفاقية موحدة، وتُعدّ هامة نظراً لأن تقنية بلوكتشين تستخدم بنية شبكة لامركزية، ولذلك فإن النظام منظم ذاتياً.
بمعنى آخر يمكن لأي شخص الانضمام للشبكة واعتباره عقدة، وكل عقدة على الشبكة هي خادم، ولجميع العقد حقوق متساوية، وتعمل جميعها بشكل جماعي في التحقق من المعاملات، والتحقق منها في الوقت الفعلي، ولا يتعين على المستخدمين الوثوق بأي شخص.
سيكون دمج إيثيريوم مع بروتوكول إثبات الحصة، أهم لحظة لمستقبل الإيثريوم، فموضوع الدمج كان على قائمة النقاشات الساخنة داخل النظام البيئي لإيثيريوم لسنوات عدة، فالمراجعة الثالثة لورقة إيثيريوم البيضاء تضمنّت إشارات إلى بروتوكول إثبات الحصة في عام 2014.
تعتبر آلية بروتوكول إثبات العمل بمثابة ثورة، إذ تم وضع نهج بديل هو بروتوكول إثبات الحصة، وحساب وزن العقدة على أنها تتناسب مع حيازاتها من العملات وليس الموارد الحسابية، ويجب الإشارة إلى أن كلا البروتوكولين يمكن اعتبارهما عموداً فقرياً لأي عملة رقمية.
هكذا أضاف مؤسس شبكة الإيثيريوم فيتاليك بوتيرين على ما سبق، وأنّ كل من بروتوكول إثبات الحصة PoS وبروتوكول إثبات العمل PoW، تعتبر بمثابة العمود الفقري لأي عملة رقمية.
تحدد الموعد الرسمي للانتقال إلى بروتوكول إثبات الحصة، والذي سيكون في 14 من سبتمبر، وبشكل أدق في الساعة 10:57 مساء بتوقيت أوروبا الوسطى الصيفي، حيث قام أحد مطوري شبكة إيثيريوم بحساب هذا الوقت.
تعمل إيثيريوم على الترقية مع خفض استهلاكها من الطاقة، مما يجعل آلية الدمج قابلة للتطبيق للشركات التي تعتمد عوامل النشاط البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات، لقياس الاستدامة والتأثير الأخلاقي للاستثمار في الشركة أو الأعمال التجارية.
ومن هنا تأتي أهمية الدمج، الذي يتعبر أحد أهم اللبنات الأساسية للانترنت في المستقبل، وأيضاً تتويج لسنوات وسنوات من العمل الشاق والجاد من قبل مُطوري إيثيريوم في سبيل تلك الآلية.
بينما تسجل العملات الورقية المهمة أعلى مستوياتها منذ 40 عاماً، سينخفض معدل التضخم في إيثيريوم البالغ 4.3% بعد الدمج إلى 0.4% فقط، إذ يعمل نموذج إثبات الحصة على إنهاء الحديث المضلل عن بروتوكول إثبات العمل، بادعائهم أنه سيء للبيئة، وخاصة أن إيثيريوم قد قللت انبعاثاتها بنسبة 90%.
ققزت إيثيريوم بنسبة 62% من أدنى مستوى لها في يوليو، متفوقة على بيتكوين ذاتها، ومع بقاء أقل من شهر على ميعاد آلية الدمج، تأتي هذه الأمور في صالح إيثيريوم لتتصدر عناوين أحاديث الكثير من الأشخاص المهمين في عالم الانترنت والعملات الرقمية.
أكثر من 500 ألف مشروع يعتمد على إيثيريوم لتسوية المعاملات داخل نظامها البيئي، ويوجد تقريباً 4000 تطبيق لامركزي على إيثيريوم، وأكثر من نصف مليون عنوان نشط، لذلك يجب أن تكون آلية الدمج أحد التحديثات الأكثر تقدماً تقنياً في عصر الانترنت.
بينما تستمر الشبكة في إنتاج الكتل، سيتم دمج الشبكة مع Beacon Chain بشكل كامل، مما يؤدي إلى تغيير آلية الاجماع الخاصة بها، ولن يكون هناك توقف، وستبقى جميع التطبيقات تعمل خلال فترة الدمج، على عكس تطبيقات الويب 2.0 التي تتطلب إعادة تشغيل الخوادم، أو وضعها في (وضع الصيانة) عند التحديث.
وستخضع إيثيريوم لما يُعرف باسم “الثلاثي النصف“، والتي تعتبر ميزة خاصة بالبيتكوين (حيث أن انتاج البيتكوين ينخفض إلى النصف كل أربع سنوات)، كوسيلة لضمان السلامة النقدية بمرور الوقت، إذ تعمل على تخفيض معدل التضخم بشكل دوري.
أظهر فريد ويلسون الشخصية البارزة في شركة USV، ثلاث مواضيع رئيسية لآلية الدمج، وذلك في منشور يوم الاثنين، وكانت المواضيع كما يلي:
سلّط ويلسون الضوء أيضاً على إمكانية ظهور تداعيات PoW على السطح بعد الدمج. ومع ذلك، فهو لا يقدم أي تنبؤات بشأن التأثير المتوقع لذلك على النظام البيئي.
مع ترقية كبيرة معلَّقة على تطوير إيثيريوم، لم يكسب الويب 3.0 اعتمادية منها، لكن بمجرد تنفيذ الدمج مع Beacon Chain، سيكون المستقبل أكثر وضوحاً، وستبدأ المشاريع على إيثيريوم بعيداً عن التخوف من فشل الدمج، وستكون إيثيريوم مكوّناٌ رئيسياً في حال تبنّي الويب 3.0، والذي سيصبح شريك حياتنا اليومية.
مع ظهور الطبقة الثانية فإن تسهيلات كبيرة قادمة لمعظم المعاملات، وستبقى تعمل إيثيريوم كطبقة تسوية لجزء كبير من الويب 3.0، وابتداء من 14 الشهر القادم يمكن اعتبار هذا التاريخ هو الميعاد الحقيقي لولادة الويب 3.0، أو ميعاد السقوط في حال فشل الدمج، لذلك سيبقى العالم مترقباً هذه اللحظة التاريخية حتى ذلك الحين.