شهد سوق العملات الرقمية المستقرة عمليات استرداد كبيرة في الأشهر الثلاثة الماضية، وزاد عرض عملة USDT وهي أكبر عملة مستقرة من حيث القيمة السوقية، وتعتبر USDT العملة من بين أفضل خمس عملات مستقرة من خلال تقييم السوق بسبب الزيادة في عرضها في الأشهر الثلاثة الماضية.
لماذا أصبحت الساحة فاضية أمام الـ USDT؟
بدأت هذه التغيرات بعد انهيار منصة FTX وعواقبها، فشَهِد اقتصاد العملات المستقرة عمليات استرداد كبيرة، وتظهر الإحصائيات لآخر 30 يوم أن ثلاثة من أكبر خمس عملات مستقرة قد شهدت انخفاضاً في قيمتها السوقية وهي عملة USDC و BUSD و DAI، فشهدت عملة BUSD عمليات حرق كبيرة بعد إيقاف شركة Paxos عن العمل وتعدين العملات المستقرة أدى ذلك إلى انخفاضها، وشهدت USDC انخفاض كبير جداً حيث خسرت 6.2٪ في الشهر الماضيين من قيمتها وانخفضت مقابل الدولار بنسبة 4.5٪ في آخر 30 يوماً، وكذلك شهدت DAI انخفاضاً طفيفاً بنسبة 0.1٪.
وليس فقط بل وشهدت تيثر ( USDT ) زيادة بنسبة 3.2٪ في العرض خلال الثلاثين يوماً الماضية، فخلال الأشهر الثلاثة الماضية نما عرض USDT بنسبة 3.74٪، وإذا ما عدنا للوراء نرى في 17 نوفمبر 2022 بلغ المعروض المتداول من USDT حوالي 65.94 مليار، وبعد زيادة بنسبة 3.74٪ ارتفع المعروض إلى 68.41 مليار اليوم، بينما جميع العملات المستقرة الأربعة الأخرى شهدت انخفاضات.
وماذا عن بيانات العملات المستقرة الأخرى؟
كان العرض المتداول لعملة USDC في 17 نوفمبر 2022 حوالي 44.40 مليار دولار، لكنه انخفض منذ ذلك الحين إلى 40.98 مليار حالياً بسبب الأزمة الأخيرة، وبلغ المعروض المتداول من عملة BUSD بحوالي 23.03 مليار في 17 نوفمبر 2022، وهو الآن ما يقرب من 15.69 مليار بانخفاض قدره 31.87٪، وأما عملة DAI فلديها معروض متداول بـ 5.09 مليار اليوم، مقارنة بـ 5.44 مليار قبل ثلاثة أشهر وأيضاً بانخفاض 6.43٪. خامس أكبر عملة مستقرة من حيث تقييم السوق هي عملة FRAX كان لديها عرض متداول قدره 1.177 مليار في 17 نوفمبر 2022 بينما لديها الآن 1.024 مليار بانخفاض قدره 12.99٪.
على مدى السنوات الخمس الماضية، توسعت العملات المستقرة بشكل كبير، بالتواري مع فشل بعض العملات الرقمية المرتبطة بالدولار في الصمود، ويعد استقرار الاحتياطي وقدرة المُصدر على الحفاظ عليه من العوامل الحاسمة في نجاح العملة المستقرة، وأكد انهيار عملة UST التابعة لمنصة تيرا في عام 2022 على هذه الأهمية وقد بيَّن لنا العام الماضي أن اقتصاد العملة المستقرة يتأثر بشكل كبير بالعوامل الخارجية مثل الظروف الاقتصادية وتقلب السوق والتطورات التنظيمية.