قام نجيب بقيلة، رئيس دولة السلفادور، بالإعلان عبر تويتر أن بلاده ستقوم بشراء عملة بيتكوين واحدة يوميا، بدءا من يوم الغد 18 نوفمبر الجاري، بهدف دعم سوق العملات الرقمية المتخبطة، وكخطة لتعويض خسائر السلفادور من السوق الهابطة.
هل تخرج مدينة البيتكوين في السلفادور عن صمتها؟
وبعد إعلان الشراء هذا في ظل المستويات المنخفضة لسعر البيتكوين، قام الرئيس بوكيلي بإصدار نموذجه الخاص عن مدينة البيتكوين الذهبية، التي يسعى لتحويلها إلى حقيقة، ويبدو متفائلا جدا في قرب هذا الحلم من تحوله لحقيقة وواقع، رغم أنها كانت في مرحلة سابقة مجرد حبر على ورق.
وستقع هذه المدينة في موقع قريب من مدينة La Unión، التي تعتبر أحد المدن الصغيرة في السلفادور، والتي ستمتلك دخل صفري وكشوف في الرواتب والممتلكات، إضافة إلى مكاسب رؤؤس الأموال وما يملكونه من مشاريع، مع معرفة الضرائب الحكومية، مقدار الانبعاثات الكربونية الضارة بالبيئة.
ويكون مشروع المدينة هذه مفعما بالحيوية والألوان، رغم أن الصور تظهر المدينة وكأنها مطلية بالذهب الأصفر الخالص، إلا أن Bitcoin City ستكون مضرجة باللونين الأزرق والأخضر، إضافة إلى موقعها بين البحار والغابات المحيطة بها، مما يضيف للمدينة جمالا من نوع آخر.
عاصفة الشتاء القارس في سوق العملات عصفت في السلفادور
تعتبر السلفادور أول دولة تعترف بالبيتكوين بشكل رسمي وتسمح بتداولها قانونا منذ سبتمبر العام الفائت 2021، واستمر العمل على قدم وساق إلى الحين الذي قد وصلت فيه إلى مخزون كبير من عملات البيتكوين. وتملك السلفادور حسب أحدث الإحصائيات ما يقارب 2381 عملة بيتكوين، بقيمة تجاوزت 103 ملايين دولار سابقا.
لكن أدت الانهيارات المتلاحقة والمتكررة في سوق العملات الرقمية إلى انخفاض قيمة وحيازة البيتكوين بشكل كبير، لتصل قيمة ما تمتلكه السلفادور من باقي العملة حوالي 39.4 مليون دولار. لذلك خرج الرئيس بوكيلي مٌعلنا عن حملته الجديدة، التي أعلن من خلالها خطة لشراء البيتكوين بشكل متواصل، وبمعدل عملة واحدة كل يوم.
يذكر أن السلفادور بدأت في الحصول على كميات كبيرة من البيتكوين منذ سبتمبر العام الفائت، مباشرة عقب الاعتراف بها قانونيا. وكانت عملة البيتكوين وقتها تشهد تناميا مرتفعا في سعرها، الأمر الذي جعل من عملية شراء السلفادور لها أمرا مربحا، حيث كان السعر يصل لمستويات جديدة كل أسبوعين تقريبا.
هل تنقلب كفتي الميزان وتعوض السلفادور ما خسرته؟
لكن حدث كما يقال، وانقلب السحر على الساحر، خصوصا بعد دخولنا الربع الثاني من العام الجاري، والذي شهد بعدها سوق العملات الرقمية انهيارات كبيرة، كان أبرزها انهيار لونا في مايو، ومن ثم إفلاس شركة FTX وانهيار عملتها الرقمية FTT. وانخفضت قيمة العملات الرقمية السوقية بشكل كبير، وعلى رأسها البيتكوين الذي وصل في فترة سابقة ليست بالبعيدة إلى دون مستوى 16 ألف دولار، الأمر الذي أظهر استثمارات السلفادور تلك بهيئة الخاسر الكبير.
وتشير السجلات الرسمية في السلفادور إلى أنها تمتلك حاليا 2381 عملة بيتكوين فقط، وبسعر سابق 43357 دولارا فقط، الأمر الذي يشير إلى إنفاق الدولة ما يقارب 103 ملايين من الدولارات لأجل تلك العملات، التي لا تتجاوز قيمتها اليوم 39.4 مليون دولار.
وتأمل السلفادور وفق ما أشار إليه رئيس البلاد، إلى أن الخطة الحالية تعتمد على تحرك قاع البيتكوين ونهوضه من جديد، لتستغل السلفادور الفرصة وتحاول تعويض خسائرها مع الوقت.
وبالنظر للجانب المشرق للموضوع، فإن اعتماد السلفادور للبيتكوين ساهم في تحسين قاطع السياحة وتنشيطه بشكل أكبر. إضافة إلى آثار إيجابية على الحالة الاقتصادية العامة للبلاد، مثل تخفيف التحويلات المالية لما وراء الحدود.
بينما تكون الوقائع الحالية سيئة في حالتها العامة بسبب الشتاء القارس الذي تمر به سوق العملات الرقمية، إلا أن بعض البيانات تشير إلى أن البيتكوين تكون مقبولة إلى حد ما من قبل معظم المناطق والمواقع السياحية، لكن ماتزال تطبيقات الدفع عبر الهاتف المحمول تحتاج بعض التعديلات لجعلها ملائمة ومرنة أكثر. وتملك السلفادور إلى الآن فرصة جيدة يجب عليها استغلالها بشكل جيد عبر تخزينها لعملات بيتكوين جديدة، في انتظار استعادة البيتكوين لمستوياته النارية السابقة.