في ظل التوتر المشتغل بين إيران وإسرائيل وحليفها الأمريكي، تزداد التوقعات بنشوب حرب كبيرة بين هذه الأطراف في توقع لتحول الصراع إلى ما يسمى الحرب العالمية الثالثة، ولكن يبقى لإيران رأي آخر بهذا الشأن.
بعد كتابة الكثير من التقارير والأخبار خلال الأيام الماضية، منذ بدء عمليات طوفان الأقصى وحتى تاريخ اللحظة، فقد تم تداول كم هائل وكبير من المعلومات من كافة الأطراف، المؤيدة والمحايدة والمعارضة لعملية طوفان الاقصى والصراع بين فلسطين وإسرائيل وحلفاء الطرفين.
بالنسبة لشرعية هذا الصراع والقتال، فبلا شك تكبد الطرفين خسائر ملحوظة في الأرواح والتي لا يمكن لشيء أن يقوم بتعويضها، أما بالنسبة للضرر المادي فهو كبير لدى الطرفين ويتزايد بوتيرة متسارعة، ولكن الخسائر المادية أكبر بكثير لدى فلسطين وفقا لما نشرته هيئة الأمم المتحدة التي أحصت تدمير أكثر من 1300 وحدة سكنية خلال الأسبوع الأول من عمليات طوفان الأقصى.
أما لشرعية هذا النزاع من الناحية السياسية، فإن الجميع يعلم كيف جاءت إسرائيل كمحتل لأرض فلسطين العربية بدعم من الغرب وأمريكا، وبورقة وعد بلفور التي قسمت فلسطين وأعطت جزءا منها لإسرائيل، وازداد الأمر سوءا مع مرور الوقت مرورا بالنكبة والنكسة التي خسرت فيها فلسطين أجزاء إضافية من أراضيها، انضمت إليها كل من سوريا ولبنان اللتين خسرتا الجولان ومزارع شبعا على الترتيب.
ولذلك فإن من حق كل فلسطيني شريف أن يدافع عن أرضه وعرضه وأن يقاوم أي محتل سرق أرضه ونهب ثرواته وقتل أبناءه، وهذا ما فعلته جميع الشعوب العربية والعالمية حتى نالت استقلالها، لذلك فإن شرعية هذا القتال واضحة منذ أكثر من 100 عام وليست بجديدة.
أما عن تفاقم النزاع مؤخرا، فقد قامت إسرائيل باتخاذ موقف الضعيف والجبان من خلال قصفها للمناطق السكنية والمدنية المليئة بالأبرياء والتي تخلو بشكل شبه تام من أي من مقاتلي المقاومة أو بما تدعوهم إسرائيل بالمسلحين وفقا لحد تعبيرها. هذا الأمر أدى لاستشهاد أكثر من ألفين فلسطيني وإصابة الآلاف معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن، لذلك فإن هذا التصرف مرفوض جملة وتفصيلا، وتوعدت إيران بالرد وخلال الساعات القادمة وفقا لأحدث تصريحات مسؤوليها.
تشير مصادر محلية في إيران والشرق الأوسط أن الجيش الإيراني والمقاومة الإسلامية في المنطقة، قد أعدوا العدة وجمعوا المعلومات الكافية عن طريق جهاز الاستخبارات الإيراني المتقدم، وأصبح لدى المقاومة وحليفها الإيراني بنكا كافيا من الأهداف لاستهداف مواقع حساسة في الجيش الإسرائيلي والأمريكي.
أما عن الأسلحة التي ستستخدمها المقاومة بدعم من إيران، فهي تشمل مجموعة منوعة من الأسلحة المتوسطة والثقيلة، تضم صواريخ استراتيجية وبالستية وبعيدة المدى بالإضافة إلى العديد من أنواع المسيرات التي تقوم بأغراض الهجوم والتجسس والرصد والمراقبة وحتى تضم الانتحارية منها، ناهيك عن العتاد البري المتنقل من وحدات الدفاع الجوي وراجمات الصواريخ ومنصات إطلاق الصواريخ البالستية، وغيرها الكثير من الأسلحة التكتيكية والمتطورة.
ولكن أكثر ما شكل صدمة للجيش الإسرائيلي وحلفائه، هو صاروخ فتّاح إيراني الصنع، والذي تفوق سرعته 15 ضعفا من سرعة الصوت، ويعتبر من الصواريخ العابرة للقارات وقادر على وصول إسرائيل خلال 400 ثانية فقط قادما من إيران، وهذا الأمر يفوق الخيال والتصور بالنسبة لدولة كانت محاصرة وعليها عقوبات وضغوط كبيرة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وغيرهم.
صاروخ فتّاح: هو صاروخ باليستي أرض – أرض، فرط صوتي وإيراني المنشأ. تم تصنيعه بخبرات محلية في الجيش الإيراني، بالتعاون مع منظمة صناعات الطيران الإيرانية. تم الكشف عنه قبل عدة أشهر في 6 يونيو 2023.
تمت تسمية الصاروخ على اسم أسماء الله الحسنى. يصل مدى صاروخ فتّاح حتى 1400 كيلو متر فعّالة بدون القدرة على كشفه أو إسقاطه. يعمل بالوقود والصلب وتبلغ سرعته 13 – 15 ماخ، بما يعادل 15 ضعفا من سرعة الصوت. يتم إطلاقه من منصات أرضية.
يتميز هذا الصاروخ على قدرته في الحركة تلقائيا بجميع الاتجاهات، وهو صاروخ ذكي مزود بتقنيات عالية الدقة والتطور، جرى العمل عليه منذ العام 2021، ولديه القدرة على حمل رؤوس حربية نووية أو تقليدية أو كيميائية حتى، مما يرفع من قدراته التدميرية العالية.
منذ الكشف عن صاروخ فتّاح، استنفرت مكاتب الجيش الإسرائيلي والأمريكي والاتحاد الأوروبي، وبدأت بالبحث والتقصي عن قدرات هذا الصاروخ الباليستي، والذي يصل حتى أجزاء من أوروبا ويغطي كامل منطقة الشرق الأوسط.
ولكن ما آثار رعب أعداء إيران اليوم، هو قيام إيران بنشر صور هذا الصاروخ على جدران العديد من المباني الرئيسية في إيران ولوحات إعلانية وطرقية، مرفقة الصور بعبارة “يصل تل أبيب في 400 ثانية”.
نعم، صاروخ فتّاح قادر بسرعته الفائقة للصوت على الوصول إلى إسرائيل انطلاقا من أقصى إيران خلال 6 دقائق ونصف الدقيقة في حد أقصى، أي أنه خلال مشاهدتك لـ15 مقطع ريلز على فيسبوك مدة كل منها لا يتعدى 30 ثانية، فإنه في هذا الوقت تكون خارطة إسرائيل تغيرت بالكامل.
وفقا للزيارة التي قام بها حسين أمير عبداللهيان إلى منطقة الشرق الأوسط، فإن الأمر بات محسوما وظاهرا للعيان أن إيران ماضية في ردها على ممارسات إسرائيل اللاإنسانية بحق الفلسطينيين، والرد وفقا لتصريحاتها سيغير خارطة إسرائيل خلال الساعات القادمة.
ووفقا للمقاطع المرئية التي بثها الجيش الإيراني، فإن الطائرات المسيرة من نوع أبابيل قامت برصد المدمرة الأمريكية القادمة باتجاه الشرق الأوسط طيلة فترة رحلتها دون أن يتم كشف هذه المسيرة، في دليل على ارتفاع قدرات الإيران العسكرية وتراجع منظومات الردع الأمريكية وجهازها الاستخباراتي في رصد أعداءه ومقاتلاته الحربية.
كما نشرت مواقع التواصل الاجتماعي صورا لجدران في إيران، نشر عليها صورا لصواريخ فتّاح مع عبارة ملفتة للنظر تقول: “400 ثانية إلى تل أبيب”، وهذه الصور تنشر للمرة الأولى منذ اندلاع عمليات طوفان الأقصى ضد إسرائيل، في إشارة من إيران أنها ستقوم باستخدام هذه الصواريخ في عملياتها القادمة ضد إسرائيل.
تشير المصادر إلى أن إيران قد قامت بنقل نحو 3000 صاروخ من نوع زلزال المدمر إلى لبنان، في الوقت الذي تقوم فيه الطائرات المسيرة في الجيش الإيراني برصد المدمرة الأمريكية المتجهة نحو إسرائيل، وقامت بجمع معلومات كافية عنها وعن مواقع تحصينات الجيش الإسرائيلي.
وفي تفاصيل أقوى مما ذكر إلى الآن، أعلنت المخابرات الإيرانية أنها اخترقت خط الاتصال السري للجيش الأمريكي، كشفت من خلال المراسلات التي أجراها أفراد الجيش الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط عن خوفهم وعدم جاهزيتهم لخوض المعركة في حال دخول إيران وبقية أطراف المقاومة للمعركة.
وعن عدد الصواريخ التي يمتلكها حزب الله اللبناني المدعوم من الحرس الثوري الإيراني، كشف مصدر رفيع المستوى في الجيش الإسرائيلي ومتابع لملف المقاومة الإسلامية، أن مجموعات حزب الله اللبنانية تمتلك أكثر من 130 ألف صاروخ موجه نحو الأراضي المحتلة في إسرائيل.
وتشير معلومات استخباراتية أن الترسانة الصاروخية لحزب الله اليوم تقدر بـأكثر من 150 ألف صاروخ، تشكل الكاتيوشا 107 و 122 ملم غالبية هذه الترسانة، كما يمتلك أكثر من 8000 صاروخ من أنواع غراد M22 Grad عيار 122 ملم بمدى 20 كيلو متر.
ويقول المصدر أن هذا الأمر خطير للغاية، وإسرائيل بكافة وسائلها غير قادرة على صد مثل هذا الهجوم الكبير والمدوي الذي يمكن أن تُقدم عليه المقاومة الإسلامية في أي لحظة، ولذلك إسرائيل حذرة جدا في التعامل مع حزب الله وحريصة على عدم استفزازهم لأن ذلك سيشكل نهاية محققة لإسرائيل.
أما عن الأهداف التي من الممكن أن تستهدفها إيران في إسرائيل، فإنه بلا شك ستكون مطارات إسرائيل الثمانية على لائحة الاستهداف، تلحق بها نقاط حساسة في الأقصى والجليل والشمال الإسرائيلي، لتأمين التغطية اللازمة للمقاومة عند الهجوم في الشمال، في ظل تمهيد إضافي من الترسانة الصاروخية لحزب الله.
وناهيك عن كل ذلك، فإن الجيش الإيراني منذ بدء عملية طوفان الأقصى تقوم بالعديد من الهجمات السيبرانية على البنية التحتية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتحاول تعطيل منظومات الدفاع الجوية والرصد والمراقبة في الجيش الإسرائيلي، ومحاولة الحصول على بيانات كافية عن القواعد العسكرية الإسرائيلية قبل بدء ردها العلني والمباشر.
تجدر الإشارة إلى أن أبطال المقاومة الفلسطينية يخوضون الآن معارك ضارية مع جنود الاحتلال الصهيوني بعد إعلان حماس وكتائب القسام وحركة الجهاد الإسلامي عن إطلاق عملية طوفان الأقصى التي من خلالها تم فتح الحرب على إسرائيل من خلال إطلاق أكثر من 6000 صاروخ خلال اليوم الأول من العملية في 7 أكتوبر 2023.
وعانت قوات الجيش الإسرائيلي وأجهزة استخباراته من فشل ذريع وشلل عام، فقدت خلاله السيطرة على مجريات الأمور بعد استهداف كبير وواسع لها على كافة الجبهات، وخصوصا أن المقاومة الفلسطينية شنت للمرة الأولى حربا برية غير مسبوقة على المستوطنات تمكنت خلالها من تدمير والاستيلاء على كميات كبيرة من العتاد العسكري والدبابات وتحرير مستوطنات غلاف غزة.
وأعلنت فصائل المقاومة عن سيطرتها على العديد من القواعد العسكرية الإسرائيلية بشكل كامل والحصول على العتاد والدبابات الموجودة فيها ونقلها إلى داخل غزة ليستخدمها المقاومون في هجومهم ضد قوات الاحتلال والدفاع عن المناطق التي حرروها من المحتلين.
في بيان للمقاومة الفلسطينية، قالت فصائل المقاومة أن ما استخدمته حتى الآن خلال الأسبوع الأول من طوفان الأقصى لا يمثل سوى 10% أو أقل من كامل قدراتها الفعلية، والمقاومة تعمل وفق تكتيكات محددة وطويلة المدى.
وتضيف المقاومة أن لديها خطة دفاعية محكمة تشمل كامل الخارطة والمواقع في قطاع غزة وما حولها، وستقوم بتفعيلها في الوقت المناسب، مشيرة إلى انها لا تعاني من نقص في التسليح والذخيرة أو حتى الموارد البشرية والمقاتلين.
وفي توضيح حول قدرة المقاومة الفلسطينية على الاستمرار في حربها مع إسرائيل، أشارت المقاومة إلى أنها قادرة على مواصلة القتال ضد كيان الاحتلال الصهيوني لأشهر طويلة، وجنود المقاومة جاهزون وعلى استعداد تام لخوض أي معركة في الميدان، والخطط التي تعمل وفقها موضوعة مسبقا وتنفيذها يجري وفق الاتجاه المراد لها.
في ختام كلمات هذا التقرير، نؤكد أن حل الصراع سيكون بلغة الحرب لا بلغة السلم لأن ما أُخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، وهذا أمر محسوم بالنسبة لمحور المقاومة وتتفق عليه كافة الأطراف. ونأمل أيضا النصر الكامل للمقاومة الفلسطينية وتحرير الأراضي الفلسطينية المحتلة حتى دحر كل المحتلين عنها، وإعلان فلسطين دولة مستقلة حرة وأبية كما كانت في السابق وكما ستكون في المستقبل القريب بإذن الله.
زورونا يوميا للاستفادة من المحتوى المتنوع والمثير الذي نقدمه لكم بأناقة واحترافية، كما يمكنكم متابعة حساباتنا عبر تيليغرام وعبر تويتر أيضا.